Date : 25,04,2024, Time : 11:11:12 PM
4114 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الأربعاء 06 صفر 1440هـ - 17 أكتوبر 2018م 12:17 ص

الإصابة بالمرض من مياه ملوثة هي الأكثر انتشارا في غزة

الإصابة بالمرض من مياه ملوثة هي الأكثر انتشارا في غزة
هآرتس

الأمراض الناتجة عن تلوثات في المياه هي السبب الرئيسي لموت الأطفال في قطاع غزة ـ هكذا يتضح من بحث شامل لمعهد راند الأمريكي، الذي وصل لأيدي هآرتس. وكما يتضح من البحث، فإن مصدر أكثر من ربع الأمراض في قطاع غزة هو المياه الملوثة. حتى قبل أربع سنوات كان هنالك أكثر من 12 في المئة من حالات الوفاة في أوساط الأطفال في القطاع مرتبطة بأمراض معوية مصدرها تلوث في المياه، ومنذ ذلك الحين تواصل الأمراض في الزيادة. انهيار البنى التحتية أدى إلى ارتفاع حاد في وجود جراثيم وفيروسات مثل الكوليرا، والسالمونيلا في المنطقة. البيانات جُمعت في بحث قادته الدكتورة شيرا عفرون، وهي باحثة في السياسات وترأس برنامج إسرائيل في معهد الأبحاث «راند»، وهو معهد غير سياسي وبدون أهداف ربحية ويقدم المشورة للحكومات ولجهات دولية في مجال ترسيم عمليات سياسية عامة. إلى جانبها شارك في البحث الدكتور جوردن فيشباخ، الذي يقف على رأس مركز المياه في المعهد، والدكتورة ماليندا مور خبيرة في الصحة العامة. استند طاقم البحث إلى حالات سابقة خلقت مواجهات عسكرية فيها، أزمة مياه وإضرار في البنى التحتية مثل ما حدث في العراق واليمن، التي خلقت فيها مشاكل صحية صعبة وسُجل تزايد في الوفيات كنتيجة للأزمة، وكجزء من البحث جمع الطاقم مواد من مصادر مختلفة في قطاع غزة، وفي السلطة الفلسطينية وفي إسرائيل، في الأردن ومصر.
ضائقة المياه في قطاع غزة ليست ظاهرة جديدة، ومنذ سنوات الثمانينيات من القرن الماضي بدأت شركة «مكروت» بتزويد القطاع بالمياه. ولكن صعود حماس للسلطة، والانفصال عن قطاع غزة في 2005، والقتال المتكرر منذ عملية «الرصاص المصبوب»، زادت الوضع خطورة بصورة كبيرة. اليوم 97 في المئة من مياه الشرب في القطاع، غير صالحة للشرب ضمن المعايير الدولية المعروفة. و90 في المئة من السكان يشربون مياهًا من منشآت تحلية خاصة، نظراً لأن المنشآت الكبرى تضررت في القتال أو أنها أصبحت غير صالحة بسبب أنه لم يكن بالإمكان صيانتها.
الوضع الحالي كما يتضح من البحث هو أن غزة غير قادرة على توفير كميات المياه المطلوبة للمليونين من سكانها.
حسب البحث، هنالك في المدارس في غزة غرفة منافع واحدة لكل 75 طفلًا، ومغسلة لغسل الأيدي لكل 80 طفلا، والمياه في تلك المنشآت أيضا يتم تجميعها أو يعاد تكريرها. إن مجرد مكوث الأولاد في المدارس هو خطر، يسمح بالعدوى بأمراض معوية. في المستشفيات أيضًا غسل الأيدي لدى الانتقال من مريض لمريض لا يتم بصورة ثابتة، بل حسب الحاجة فقط، للحفاظ على المياه للمعالجات وإنقاذ الحياة. يقدّر الباحثون أن مصادر المياه القليلة التي تعمل اليوم ستتوقف عن العمل خلال سنتين لعدم وجود إصلاح جيد وصيانة مناسبة.
في 2009، وقبل «عمود السحاب» و«الجرف الصامد» كان أكثر من 12 في المئة من موت الأطفال مرتبط بالإسهال، وهي متلازمة يسهل جدًا معالجتها. التفكير بأن كل هذا يحدث خلف جدار دولة عظمى مائيا، مثل إسرائيل، أمر لا يصدق.
حسب البحث، فإن متوسط النفقات للشخص في الغرب لاستهلاك المياه هو 0.7 في المئة من دخله الشهري. في قطاع غزة بالمقابل حوالي ثلث الدخل الشهري يخصص لشراء الماء. ونظرا لأن معدل البطالة في القطاع هو 57 في المئة، فإن العديد من السكان لا يستطيعون أن يسمحوا لأنفسهم باستثمار هذا المبلغ لشراء المياه. القليل من بين السكان من المواطنين الأغنياء يمكنهم شراء المياه المعدنية. ولكن معظم السكان في القطاع يضطرون للاكتفاء بيوم في الأسبوع تفتح فيه السلطات تدفق المياه في الحنفيات لعدة ساعات.
عامل آخر لارتفاع المرض هو وضع البنى التحتية (المجاري، والماء، والكهرباء) تضررت كثيرًا في الحرب مع إسرائيل، وخاصة في «الجرف الصامد»، وتقريبا لم يتبق منشآت لتكرير المجاري قبل ضخها للبحر أو للزراعة. سكان القطاع يقومون بتجميع مياه المجاري بصورة مستقلة وفي أماكن مرتجلة، مثل براميل وقنوات تصريف المياه، من أجل قذفها إلى الشارع. التمويل الذي يقدم للمنشآت في القطاع من قبل الدول المانحة، حوّل من أجل إقامتها وليس من أجل صيانتها، هكذا فإن البنى التحتية الضرورية لصحة المواطنين في القطاع وفي إسرائيل تقف كنصب تذكارية منذ سنوات. حسب ما تقوله الدكتورة عفرون التي ترأست البحث، فإن كمية مياه المجاري التي تتدفق من غزة نحو البحر وباتجاه إسرائيل ومصر يوميا تعادل 43 بركة سباحة أولومبية. حسب أقوالها هذا سبب رئيسي للامتناع من الدخول للبحر. بالرغم من الإمكانية الكامنة لانتشار الكوليرا في قطاع غزة، بسبب أنظمة الصرف الصحي الملوثة فقد قدّر الباحثون في البداية بأنه ليس بالإمكان تقدير هل سينتشر وباء ومتى، نظرًا لأن السكان محصّنين. بيد أنه قبل وقت قصير من نشرهم استنتاجاتهم، أعلنت إدارة دونالد ترامب عن وقف المساعدة للأونروا وقلبت الاستنتاجات بهذا الشأن. وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين تحصّن بصورة جارية 1.3 مليون من سكان القطاع وتستقبل سنويًا 4 ملايين زيارة في عياداتها. حسب عفرون، فإنه وبدون وجود بديل للخدمات الطبية التي تقدمها الأونروا فإن انتشار الأمراض والأوبئة هو مسألة وقت. «وهذا يمكن أن يصل إلى كارثة إنسانية»، قالت.
الباحثون يوصون بإقامة جسم مشترك وبصورة عاجلة يضم إسرائيل ومصر والسلطة الفلسطينية من أجل الاستعداد لانتشار وباء. حسب أقوالهم، في الوقت الذي ينشغل فيه الحوار الدولي بأمراض صعبة وبتداعيات بعيدة المدى، فإن الحاجة الملحة الآن هي في معالجة أمراض تلوثية، والتي مصدرها مياه الشرب والمجاري. «يجب التفكير بحلول للوضع الآني التي بإمكانها المساهمة في استقرار الوضع حاليًا. التفكير بأن هذا سيظل خلف الجدار معناه دفن الرأس في الرمال»، تقول عفرون. «إن تلويثات المجاري من غزة تؤثر الآن على إسرائيل، فيروسات مصدرها غزة وجدت في الماضي في إسرائيل. إذا لم تتم معالجة الوضع فإن هذا الأمر مسألة وقت قبل أن تجد فيه إسرائيل ومصر نفسيهما في أزمة صحية مصدرها القطاع».
تدعي عفرون أيضًا أن الأمر يتعلق بأزمة بالإمكان حلها، والعقبات التي تقف في وجه ذلك هي سياسية بالأساس. «بالرغم من أن النقاش حول غزة يتركز حول اتهامات متبادلة حول المسؤولية عن الوضع، فإنه ليس من مصلحة أي طرف انتشار وباء»، قالت، وأضافت: «هذه أزمة من صنع يد الإنسان، ولها حلول تقنية». بناءً على ذلك، تضيف: «إنه كان مهما لدى الطاقم، الإشارة في البحث إلى خطوات تقنية وبسيطة نسبيا والتي بالإمكان تنفيذها اليوم من أجل منع أزمة صحية إقليمية».
بالتطرق إلى مشكلة الكهرباء في القطاع، يقترح الباحثون استخدام الطاقة الشمسية. «هذا حل رخيص نسبيا، ومتوفر، ويمكن تشغيله في البيوت، وفي العيادات وفي المدارس، ولا يحتاج إلى مواصلة الاعتماد على السولار»، كتبوا. كما أنهم أوصوا بأن السولار الذي دخل للقطاع يجب أن يصل مباشرة للمستشفيات ـ وهناك يجب استخدامه في إجراء الفحوصات والعلاجات التي تنقذ الأرواح.
تلخص عفرون أقوالها: «الأمر يتعلق بحلول للطاقة والمياه والنظام الصحي، التي تتجاوز ضمان التزويد الطارئ للسولار. هي مهمة بذاتها. ولكنها غير كافية. بالمقابل يجب مواصلة محاولة تجنيد تمويل ودعم لمشاريع كبيرة في مجال التحلية، وتنقية المجاري، وخطوط الكهرباء، والطاقة الشمسية وغيرها، كما يحاول المجتمع الدولي فعله. ولكن في الوقت الذي يتم فيه الانشغال بمشاريع تكلفتها الشاملة تصل إلى مليارات الدولارات، وتحتاج إلى سنوات لتنفيذها، وتقتضي موافقة معينة من كل الجهات ذات العلاقة ـ الذين لا يستطيعون الاتفاق فيما بينهم على شيء ـ فإنه يجب التفكير في حلول للمدى الآني.


هآرتس  




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :

اضف تعليق

مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد