نتنياهو سيفوز واليمين كذلك
لا يكف رئيس الوزراء عن إطلاق التلميحات السياسية بأن ثمة انتخابات خلف الزاوية، وآخر ذكر له للموضوع كان، أمس، في المؤتمر الصحافي بمناسبة تعيين محافظ بنك إسرائيل الجديد. وبشكل غير عادي بدأ نتنياهو الحدث بالأسئلة، وتناول جملة مواضيع أبرزها الانتخابات. صحيح أنه لم يعلن عن انتخابات، ولكنه لم يستبعد خيار إجرائها في القريب العاجل. فقد قال «لا يمكنني أن أقول إن موعد الانتخابات سيقدم». وامتنع بشكل ظاهر عن الإعلان مثلما في الماضي عن أن في نيته أن يبقى في هذه الولاية بنحو سنة أخرى حتى موعد الانتخابات العامة المقرر في القانون.
حتى مجرد عقد المؤتمر الصحافي العاجل كان كفيلا بأن يكون جزءا من التلميح، إذ إن نتنياهو درج على أن يجيب عن أسئلة الصحافيين قبل الانتخابات أساسا. في بداية الأسبوع كان التلميح أكثر وضوحا: في الاستعراض لوسائل الإعلام عن جلسة وزراء الليكود، نقل عن نتنياهو قوله «أسمع أنهم يسألون إذا كانت هناك انتخابات ومتى. جوابي هو: لا قرار». ويضاف التصريحان إلى أقوال طرحها مقربوه مؤخرا، وجاء فيها عمليا أن نتنياهو قرر منذ الآن تقديم موعد الانتخابات إلى الشتاء القريب القادم والسؤال الوحيد هو متى سيعلن عن ذلك؟
يتصرف نتنياهو حول مسألة تقديم موعد الانتخابات كمن هو مقتنع بأن الفوز في جيبه. والحقيقة؟ من الصعب اتهامه. فاستطلاعات الانتخابات التي تنشر في وسائل الإعلام تثبت إحساسه بالثقة، ولا تشير حتى هذه اللحظة إلى شخصية سياسية بوسعها أن تتحدى حكمه. آفي غباي، أمل المعسكر الصهيوني، يتبين مصيبة انتخابية. وإذا ما صدقنا الاستطلاعات هذا الأسبوع، فحتى نتيجة المنزلتين المتدنيتين غير مضمونة لمعسكر برئاسته، وفوز نتنياهو بعيد عنه بعد الشرق عن الغرب. يئير لبيد هو الآخر لا ينجح في الإقلاع عاليا ليتحدى نتنياهو بشكل حقيقي. فالأيام التي كان فيها الليكود و«يوجد مستقبل» يراوحان حول عدد مشابه من المقاعد تبدو اليوم بعيدة. «يوجد مستقبل»، أغلب الظن، سيزيد قوته في الانتخابات القادمة، ولكن ديوان رئيس الوزراء سيراه لبيد في أفضل الأحوال في جلسات الحكومة الأسبوعية، إذا دخل إلى الحكومة، وفي حالة أقل جودة في لقاءات الاطلاع بين رئيس الوزراء ورئيس المعارضة مرة كل بضعة أشهر.
غير أن اعتداد نتنياهو من شأنه أن يتبين كخطأ جسيم. فقد سبق أن تعلم على جلدته في الماضي بأن تشكيلة الحكومة مهمة بقدر لا يقل عن مسألة من يقف على رأسها. فقد وقف على رأس حكومة صمدت أربع سنوات، وعلى رأس حكومة اجتازت سنتين بصعوبة. والفروقات بين الحكومتين كانت كثيرة، ولكن أحد الأمور المركزية فيها كان وضع كتلة اليمين ـ الأصوليين. فهذه الكتلة، توجد هذه الأيام في إحدى لحظات الدرك الأسفل لها. «شاس» تراوح على شفا نسبة الحسم، والأصوليون الأشكناز منقسمون أكثر من أي وقت مضى، و«إسرائيل بيتنا» ضعيف، وشظايا الأحزاب في الغالب من شأنها أن تضعف الكتلة. حزب «الهوية» لموشيه فايغلين، حزب ياحد لايلي يشاي، الحزب عديم الاسم حاليا لبوغي يعلون، وحزب قوة يهودية لخريجي كاخ ـ كفيلة بأن «تحرق» قرابة ستة مقاعد معًا، ولا تزال اليد ممدودة. وحتى «البيت اليهودي» الذي تثني عليه الاستطلاعات بشكل نسبي، بعيد عن أيام البهاء التي كانت له.
يؤدي الانشقاق في اليمين إلى وضع يمكن لنتنياهو أن يجد نفسه فيه متعلقا بألسنة ميزان إشكالية للغاية، مثل حزب برئاسة النائبة اورلي ليفي ابكسيس. في مثل هذا الوضع من شأنه أن يشتاق إلى الحروب في الائتلاف الحالي بين بينيت وليبرمان. وسرعان ما سيحل محل الاعتداد وجع رأس شديد على نحو خاص، لم يتخيله على الإطلاق.
يديعوت
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews