«البيزنس» مهم .. ولكن
تصور بعض من علقوا على الاجتهاد المنشور فى 27 سبتمبر الماضي، تحت عنوان «لائحة النادى الأهلي»، أننى أرغب فى تقييد «بيزنس» كرة القدم، أو الرياضة بوجه عام. لكن ما طرحته فى ذلك الاجتهاد هو أن يعمل النادى الأهلى على ترشيد التعامل فى سوق انتقالات اللاعبين، وأن تأخذ إدارته مبادرة تلزم المسئولين عن كرة القدم بإعطاء أولوية لفرق الناشئين ووضعها فى بؤرة اهتمامهم، لكى تقل حاجتهم إلى شراء لاعبين من أندية أخرى فى مصر وخارجها.
ويعرف المعنيون باقتصادات الألعاب الرياضية أن انتقالات اللاعبين ليست إلا جزءاً من «بيزنس» الرياضة، الذى يشمل جوانب كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر بناء الملاعب، وصيانتها، والأدوات الرياضية، وحقوق البث، وعائدات الرعاية، وغيرها.
كما أن الاهتمام الجدى بفرق الناشئين يُعد جزءاً من هذا «البيزنس» لأنه يغنى عن ضم لاعبين، ويوفر ما يُدفع لهم، ويخلف فائضاً يستطيع النادى الاستفادة منه بطرق متعددة.
كما أن النادى الأهلى ليس كغيره. هذا ناد عريق له تاريخ فى تنشئة اللاعبين الذين اعتمد عليهم لعقود طويلة، قبل أن يتوسع فى ضم لاعبين من أندية أخري. والمهم، هنا، أن بعض أبرز من يسعى النادى إلى ضمهم نشأوا فيه، وفرَّط فيهم بسهولة نتيجة ضعف الاهتمام بالناشئين. ومن هؤلاء خمسة على الأقل يُعدون أعمدة أساسية فى فريقه لكرة القدم فى الموسم الحالي. وتدل قصة أحدهم (أيمن أشرف) على مدى إهمال الناشئين، والعجز عن اكتشاف مواهبهم، حيث تركه الأهلى لسنوات قبل أن يُدرك أهميته متأخراً. ولا نكاد نجد بين اللاعبين الأساسيين فى الفريق الحالى من أبنائه الذين حافظ عليهم سوى محمد هاني، ومثله حسام عاشور، فهل هذا أمر طبيعى فى ناد كبير يفترض أن يكون لديه دائما من يستطيع فرز الناشئين بعين خبيرة فاحصة، وبذل الجهد اللازم لصقل مواهبهم، بدلاً من التفريط بهم، ثم الركض وراءهم بعد أن تحسن أندية أخرى توظيفهم؟. وعودة إلى ما بدأنا به، ربما يتضح الآن عدم وجود تعارض بين الاهتمام بالناشئين، والانخراط فى «البيزنس» الذى صار إحدى سمات الرياضة اليوم.
الأهرام المصرية
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews