جلست وزارة الرياضة في المدرجات تشاهد صراعات وخلافات وعقوبات يقابلها تحد.. اكتفت الوزارة بالمعرفة إذا كانت الوزارة من هواة وسائل الإعلام.. وربما تكون لا تدري بما يحدث من مهازل بين كل الهيئات الدولية والقارية الكبري مع الأندية ومن هو أصغر من الأندية.. دون أن يتدخل الكبار.. والوزارة هي "العمة الكبيرة" لم تجمع هؤلاء القوم عندها وتقول لهم اختشوا.. بل لم تصدر قرارات حاسمة نهائية بعد أن تدرس الموقف.. الوزارة في وادي آخر.
وهذا يدعونا لبحث حكاية إنشاء وزارة للرياضة.. بل يوماً كان عندنا وزارتان لا وزارة واحدة!!
الحكاية بدأت بنصائح خروشوف في أواخر الخمسينيات ببناء مراكز شباب وسط أرض فضاء واسعة جداً في القري والمدن.. والأحياء في العواصم الكبيرة لكي يمارس الأطفال والشيوخ الرياضة.. أية رياضة.. وبجوار مراكز الشباب قصور ثقافة فيها كل أنواع الفن.. لكي يمارس الشعب كله من أقاصي الصعيد إلي بورسعيد ومرسي مطروح.. لكي يكون هذا الشعب من أقوي وأرقي وأعظم شعب في الكرة الأرضية كلها.. هؤلاء الذين يمارسون الرياضة أو يعشقون الفن بكل أنواعه بالممارسة أو الاستمتاع به.. هؤلاء سيتمتعون بكل المثل العليا والأخلاق القويمة.. و.. سنقترب من حلم "المدينة الفاضلة" التي مازالت أمنية العالم كله.
تحمست مصر كلها لأفكار خروشوف.. وكان أولهم جمال عبدالناصر الذي بادر بإنشاء ما سميناه "المجلس الأعلي للشباب والرياضة" ورئيسه كان عادل طاهر الذي يجمع بين الرياضة والفن والمجتمع الراقي.. استأجرنا شقتين في عمارة في شارع يوسف الجندي خلف ملحق الجامعة الأمريكية وكان العمل 24 ساعة يومياً!! بنينا 30 مركز شباب في شهور قليلة.. وكعادتنا دائماً كانت البداية رائعة.. أطفال المدارس حتي شباب الجامعات يهرولون بمجرد انتهاء اليوم الدراسي لممارسة الرياضات المختلفة.. وبالتدريج.. زحف الأسفلت والأسمنت علي الأراضي الفضاء في أول ضربة موجعة ثم استيلاء المحافظات علي مراكز الشباب وقصور الثقافة التي تحولت إلي سرادقات عزاء أو حفلات زفاف.. وضاع كل شيء.. حولوا المجلس إلي وزارتين ثم وزارة دون جدوي.. لذا ما حدث في المونديال ليس بغريب.
الجمهورية المصرية