ويرى موقع "أتلاتنيك كونسل" في تقريره أن الولايات المتحدة قد اقترفت 3 أخطاء رئيسية ساهمت في صمود "ديكتاتور دمشق" بل عودة نفوذه القوي بعد أن استعاد السيطرة على معظم سوريا بمساعدة كبيرة من ميليشيات طائفية أجنبية."وفق سكاي نيوز"

دخول الصراع متأخرا

فبحسب الموقع الأميركي، أخطأت واشنطن كثيرا عندما تأخرت كثيرا في التدخل في الأزمة السورية، فعندما انطلقت الاحتجاجات ضد الأسد في عام 2011، كانت إدراة الرئيس السابق، باراك أوباما، مترددة جدا في الدخول على خط الأزمة بسبب التجارب الأميركية السابقة في العراق وأفغانستان.

وأوضح المحلل السياسي، ونيت روزنبلات، أن الاحتجاجات جاءت في توقيت سيء لبشار الأسد، لكن التدخل الأميركي وقتها لم يكن فعالا، فأوباما وقت دعا إلى تنحي الرئيس السوري دون أن يقدم أي دعم للسوريين لتحقيق "أهداف ثورتهم".

وبحسب محللين فإن المسؤولين الأميركيين وقتها رؤوا أنه كان بالإمكان "احتواء الحرب" في سوريا مع حماية دول الجوار من آثارها، لكن فكرة الاحتواء ثبت خطأها إذ نجم عن الصراع السوري ملايين اللاجئين، وانتشار نفوذ تنظيم داعش الإرهابي على مساحات واسعة من سوريا والعراق.

كما أن إدارة أوباما كان لديها مخاوف من دعم الجيش السوري الحر، الذي شكله ضباط منشقون عن القوات الحكومية، ما جعل المعارضة المسلحة تفقد الكثير من قوتها أمام جيش منظم وأكثر عدة وعتادا.

استخدام الكيماوي

الخطأ الثاني، وفقا لموقع "اتلاتننك كونسيل"، تجلى في عدم الرد الكافي من قبل الولايات المتحدة لاستخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية.

ففي 21 أغسطس تعرضت غوطة دمشق لهجمات كيماوية أودت بحياة نحو 3000 شخص معظمهم مدنيين.

وكان أوباما قد وصف استخدام  الكيماوي في سوريا بـ"الخط الأحمر"، الذي لن تسكت واشنطن على تجاوزه، غير أن الإدارة الأميركية امتنعت وقتها عن ضرب نظام الأسد، وفضلت بدلا من ذلك التوصل إلى اتفاق توسطت فيه روسيا لتدمير مخزون الأسلحة الكيماوية في سوريا.

ويرى المحللان، ونتي روزنبلات، وفيصل عيتاني، أن تلك الصفقة كانت بمثابة فشل ذريع للسياسة الأميركية، لأنها لم تمنع لاحقا وقع أكثر  30 هجوما كيماويا جرى توثيقها، علاوة على ذلك فإن عدم وجود رد قوي من وانشطن "قوض مصداقية الولايات المتحدة باعتبارها جادة في إنهاء الأزمة السورية وأنها جعلت السوريين تحت رحمة النظام أو المتطرفين الإرهابيين".

وأوضح المحللان أن عدم رد واشنطن وقتها على الهجمات الكيماوية قتل أي "احتمال بالنصر بالنسبة للمعارضة السورية المعتدلة".

فبدون دعم الولايات المتحدة، لم تكن لدى المعارضة المعتدلة أي فرصة لهزيمة القوات الحكومية أو العناصر المتطرفة التي كان نفوذها يزداد في الصحراء السورية، مما أجبر كثير من المعارضين في وقت لاحق على الانضمام لتلك الجماعات المتشددة.

الحرب على داعش

أجبر تقدم داعش المفاجئ في العراق عام 2014 إدارة أوباما على شن حملة موسعة في كل من العراق وسوريا للقضاء على هذا التنظيم الإرهابي، وبدلا من إدراك واشنطن أن صعود داعش ارتبط بفشل سياستها، اختارت النظر إلى الحرب السورية وحرب داعش كأمرين منفصلين، كما يرى رزونبلات وعيتاني.

وعندما حاولت الولايات المتحدة تجنيد قوات سورية محلية لمهاجمة داعش، رفضت واشنطن الوعد بحماية هذه القوات الجديدة من هجمات النظام السوري وبل وأصدرت أوامر مشددة بمقاتلة داعش والنصرة فقط.

وقد أثرت هذه الأوامر الأميركية على استقطاب مقاتلين من المعارضة، حيث كان الأميركيون يجدون صعوبة في جذب العديد من السوريين الذين كانوا يعتبرون نظام الأسد خصمهم الأساسي.

بالإضافة إلى ذلك، فإن تركيز إدارة أوباما على داعش قد جعلها تخسر "فرصة محتملة لممارسة الضغط على روسيا وإيران لدورهما في الحرب السورية"، ويبدو أن أوباما أراد ترك سوريا في سبيل التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران دون أن تحصل على أي تنازلات من طهران.

وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة في عهد أوباما أيدت بقوة تنحي الأسد، ولكن لم تتخذ أي خطوات ملموسة في بداية الصراع مما كان سيوفر لها العديد من الخيارات.

أما الآن، وكما يقول موقع "أتلانتيك كونسل" فإن على  واشنطن مواجهة حقيقة أن الأسد "باق" وأن سوريا ستظل مصدرا لعدم الاستقرار في المنطقة لسنوات قادمة.

وبدلا من "احتواء" الصراع ، أدى تقاعس الولايات المتحدة إلى استمرار حرب وحشية دامت 7 سنوات ولم تظهر أي علامات على نهايتها حتى الآن.