ديفكا : اسرائيل لجأت لمصر لكبح حماس ولموسكو لكبح حزب الله وايران
جي بي سي نيوز - : ذكر ملف ديفكه إن رئيس الحكومة ووزير الدفاع ورئيس الأركان كانا مشغولين يوم الجمعة الماضي في روتينهم الجديد، الذي اصبح عادة في الآونة الأخيرة ، والمتمثل في كيفية إخماد النيران على الجبهتين الشمالية والجنوبية دون أن يضطر الجيش الإسرائيلي للعمل. لقد تألف هذا الروتين من تحركين، الأول سياسي والثاني عسكري. فعلى الجبهة الشمالية تحدث رئيس الحكومة في ساعات الظهر مع الرئيس الروسي بوتين، دون أن يتم تسريب أو الإعلان عن فحوى ما جرى بينهما. لكن بعد وقت قصير نشر مكتب رئيس الحكومة بيانا أفاد فيه أنه سيواصل العمل ضد تمركز إيران العسكري في سورية.
لم تكد تمضي فترة قصيرة بعد ذلك، حتى تحدث وزير الدفاع ليبرمان مع وزير الدفاع الروسي الجنرال سرجي شويجو، وفي أعقاب هذه المحادثة قال السفير الروسي في إسرائيل ألكسندر شين إن الأنباء التي نشرت بشأن التوصل إلى اتفاق بين روسيا وإسرائيل حول انسحاب قوات إيران وحزب الله الموجودة في سورية تنسحب من الحدود الإسرائيلية هي حقيقية. بيد أن بيان السفير الروسي في تل أبيب يحمل تناقضا مع البيانات التي وزعها سفراء روسيا في بغداد وبيروت في الأيام الأخيرة، فقا قال السفير الروسي في بغداد ماكسيم مكسيموف إن القوات الإيرانية في سورية لن تنسحب من سورية، نظرا لأنها موجودة هناك، مثلها كمثل القوات الروسية بصورة شرعية، نظرا لأن حكومة دمشق هي التي دعتها رسميا. وبناء على بيانه، طالما أن القوات الروسية باقية في سورية، فإن القوات الإيرانية ستكون موجودة أيضا.
وقد وزع السفير الروسي في دمشق ألكسندر كينتشاك بيانا في التاسع عشر من الشهر الحالي، قال فيه: إن لا وجود لوحدات مسلحة لقوات موالية لإيران في جنوب سورية. لقد تمت تسوية هذه القضية.
وذكر تقرير الموقع الذي ترجمته مراسل جي بي سي نيوز في القدس المحتلة إن المحادثة التي جرت بين نتنياهو وبوتين جرت بعد وقت قصير من قيام وزير الدفاع ليبرمان بالاعتراف خلال الزيارة التي قام بها لبلدة سديروت في غلاف غزة يوم الجمعة الماضي: إن قوة ردع الجيش الإسرائيلي سحقت خلال الأشهر الثلاثة الماضية على حدود قطاع غزة، وإن الكادر السياسي الإسرائيلي هو المسؤول عن ذلك.
لم تكن المشكلة تكمن فيما قاله السفيران الروسيان، ولماذا تناقضت تصريحاتهم مع تصريحات الرئيس الروسي بوتين ورئيس الحكومة نتنياهو، بل كانت المشكلة تتمثل في أنه على بعد يتراوح بين 2 – 3 كيلومترا من هضبة الجولان تتواجد حاليا قوات للمليشيات الشيعية التي يقودها ضباط من حرس الثورة الإيراني وحزب الله، وقوات لحزب الله.
وتشير مصادر الموقع إلى أن عدد تلك القوات يتراوح بين 2000- 3000 مقاتل. وهذه الحقيقة لا تتلاءم مع التصريحات التي أدلت بها الجهات السياسية والعسكرية الإسرائيلية والتي أكدوا فيها المرة تلو الأخرى أنهم سيبذلون كل ما بوسعهم من أجل منع الجيش الإيراني من التمركز في سورية، وأن هذا الوضع يجعل إسرائيل غير قادرة على العمل في الجنوب. لقد قرر نتنياهو وليبرمان وإيزنكوت في هذه المرحلة الاعتماد على أقوال ووعود بوتين بأن هذه القوات ستبعد من حدود إسرائيل، رغم أن هذه الوعود انتهكت المرة تلو الأخرى خلال الأشهر القليلة الماضية.
لم تكد تمضي خمس ساعات على المحادثات الإسرائيلية مع موسكو حتى انفجرت الجبهة الجنوبية، وأشعلت حركة حماس النار وأطلق قناصو عز الدين القسام النار على جندي إسرائيلي وقتلوه. ومثلما فوجئ الجيش الإسرائيلي من ظهور الطائرات الورقية والبالونات الحارقة على الجبهة الجنوبية، ولم يجد لها حلا حتى الآن، فقد فوجئ أيضا بظهور القناصة الفلسطينيين.
لقد قامت الدبابات والطائرات الإسرائيلية بالرد على مقتل الجندي، وهاجمت ثمانية مواقع لحركة حماس، وقتلت أربعة من نشطائها، وأصابت حوالي مائة شخص بجراح، وفي نفس الوقت بدأت الآلة السياسية عملها، تم تجنيد رئيس المخابرات العامة المصري الجنرال عباس كامل ومبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط نيكولاي مالدنوف لهذه المهمة.
ولدت في أعقاب هذه الرواية قصتان في إسرائيل: رواية تم عرضها على الجماهير الإسرائيلية، والتي أفادت أن سلاح الجو الإسرائيلي نفذ ثلاث موجات من القصف الثقيل على أهداف حماس في القطاع، توطئة للاقتحام البري للقطاع. بيد أن الواقع كان مختلفا، فطائرات سلاح الجو أطلقت بضعة صواريخ، لا يزيد عددها عن ستة صواريخ باتجاه كل هدف تمت مهاجمته. وقيادات حماس التي وصفتها إسرائيل بأنها مسحت عن وجه الأرض، أو دمرت، بقيت قائمة على مكانها. لقد كانت العملية في حقيقة الأمر تكرارا للسياسة التي انتهجتها إسرائيل خلال الأسبوع الماضي، حينما قيل إن سلاح الجو الإسرائيلي دمر مبنى متعدد الطوابق نظرا لأن تحته نفقا، هذا في الوقت الذي كان فيه المبنى مهجورا ومدمرا قبل هجوم سلاح الجو الإسرائيلي.
أما الرواية الثانية التي لم تعرض على الجماهير فتمثلت في توجه إسرائيل لمصر كي تعمل لوقف النار. وقد أعلنت حركة حماس صباح السبت عن قبولها المبادرة المصرية لوقف النار، وإن وقف النار لا زال هشا، وإن لها كامل الحرية في إطلاق الطائرات الورقية والبالونات الحارقة، أي أن حماس حققت هدفها، وهي صاحبة قرار وقف النار على الحدود.
لقد باتت سياسة إسرائيل والجيش الإسرائيلي واضحة لحماس، وإيران وحزب الله، فإن النتائج ستكون واضحة في الشمال أيضا، فقوات إيران وحزب الله ستبقى على حدود هضبة الجولان. أما في الجنوب، فإن حماس ستواصل تحطيم مقدرة الردع الإسرائيلية رويدا رويدا بإشعال النيران على الحدود كل فترة زمنية قصيرة.
المصدر : جي بي سي نيوز -القدس المحتلة
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews