لماذا لا يريد الغرب تحرير " الحديدة " اليمنية ؟
يذكرنا تحذير الولايات المتحدة لقوات المقاومة اليمنية ولقوات التحالف من دخول مدينة الحديدة بما حدث مرات عدة في الحرب اليمنية الأخيرة ليس آخرها التحذير من الاقتراب من صنعاء.
فقد أعلن التحذير الذي اطلقه متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي التابع للبيت الأبيض : " إن الولايات المتحدة ترفض السيطرة على المدينة وأنها لن تدعم أي أعمال من شأنها تدمير البنى التحتية وتدهور الوضع الإنساني " !.
ونسي مطلق التحذير ، وهو نسيان عن سبق إصرار وترصد كما هو واضح ، بأن القوات التي ستحرر الحديدة هي قوات يمنية بالأساس مسنودة من قوات التحالف العربي التي مهدت لها الطريق لتحرير ميناء ومطار الحديدة بالكامل ( 230 كيلو غرب صنعاء العاصمة ) ولكن الرغبة الغربية ومن ثم الأممية ( تحركات واتصالات رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي ) هي أن لا تنتصر المقاومة اليمنية على العصابات الحوثية ومنع حدوث ذلك بأي ثمن .
ولم تكتف الحملة الدولية ضد تحرير الحديدة بتصريح مجلس الأمن القومي ، بل إن الأمم المتحدة استنفرت كامل طاقتها من أجل حماية الحوثيين ومنع طردهم من المدينة التي عاثوا فيه فسادا ، ومن أولئك منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن ليز غراندي التي تشن حملات إعلامية مكثفة ، ومنظمة أوكسفام الدولية التي أصدرت بيانات طويلة عريضة ، وقبل هؤلاء جميعا المبعوث الدولي مارتن غريفيث الذي لا يظهر نشيطا منذ تعيينه إلا عند انتصارات اليمنيين والتحالف على هذه العصابات الإيرانية الطائفية المتخلفة ، حيث فاوض الحوثيين على تسليم المدينة للأمم المتحدة ، وليس للحكومة الشرعية ، ورغم ذلك رفض هؤلاء ووضعوا شروطا وصفتها الحكومة اليمنية بـ " التعجيزية " ومن ذلك : دفع رواتب العسكريين في عموم اليمن بمن فيهم الذين يقاتلون مع الإنقلابيين ، ووقف القصف الجوي ، وفتح مطار صنعاء إلخ .. !.
لماذا يحدث ذلك ؟
باختصار وبدون أي تحليل ولا تأويل وكما قلنا قبل قليل : لأن القوى الكبرى الغربية عموما ومعها جهات نافذة تعمل بأمرتهم في الأمم المتحدة لا يرغبون بانتصار اليمن وشعبه على العصابات المسلحة ، ولا بأن ينعم مواطنوه بالإستقرار ، وما تقوم به الميليشيات الحوثية وما ترتكبه من جرائم بحق المدنيين في عموم اليمن غير وارد في لوائح الإنتقاد " الجدي " إذا أردنا أن نضع المواقف على مفرزة الكذب والمصداقية .
لقد باتت الحديدة قاب قوسين أو أدنى من التحرير بفضل الدعم الذي تقدمه قوات التحالف للمقاومة اليمنية حيث تبعد القوات اليمنية وأنصارها عنها مسافة 10 كيلو مترات فقط ، ولكن تدخل الغرب والأمم المتحدة والتذرع بالمدنيين والبنى التحتية يجعل المشهد ملبدا بالغيوم حتى الآن ما لم يحدث أمر مفاجئ لا يذكر في الإعلام .
لقد بات كل شيء واضحا الآن ، والهدف غير المعلن : أن يظل اليمن جرحا نازفا في جسد الأمة والمنطقة فيسهل بالتالي ابتزازها علنا و بكل وقاحة .
وقد تحمل الأيام القادمة مفاجآت ، فلننتظر !.
د.فطين البداد
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews