” هآرتس″: المنطقة في أزمة .. والكل بانتظار بوتين

جى بي سي نيوز :- قالت صحيفة ” هآرتس″ في مقال للكاتب تسفي برئيل أن “إسرائيل وإيران وامريكا واقعون في معضلة، حلها يأتي من خلال التعاون مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين”، وان إن “الخطوات الدبلوماسية الروسية، هي الآن الضمانة لمنع حرب بين إيران وإسرائيل في سوريا”. مشيرا إلى حديث رئيس النظام السوري مؤخرا بان البدء بالعملية السياسية في سوريا، سيساعد في إخراج القوات المسلحة الأجنبية من الدولة”.

ويقول الكاتب إن “طريقة حديث بوتين وصياغته للحديث يمكن أن تعطي إشارة لإيران للاستعداد لسحب قواتها، لكن المتحدث باسم بوتين أوضح أن ليس المقصود بحديث بوتين القوات “الموجودة بصورة شرعية “، بل القوات الموجودة بالقوة في اشارة   للقوات الأمريكية والتركية وليس الإيرانية والروسية”.

وبحسب الصحيفة فان “الخطة الروسية لا تتطلب انسحاب فوري للقوات الأجنبية الإيرانية والتركية والأمريكية، بل نتاج عمليات بدايتها تجديد المفاوضات السياسية بين المعارضة والنظام.

ويرى الكاتب بانه إذا تم استكمال المرحلة الأولى بنجاح، فسيتم بعدها تشكيل حكومة انتقالية تقوم بالإعداد للانتخابات، وبعد ضمان سيطرة الحكومة الجديدة على الدولة سيكون بالإمكان حينها البحث في انسحاب القوات الأجنبية.

ويؤكد الكاتب ان على اسرائيل وأمريكا تأييد الخطة الروسية”، لضمان تنفيذ طلب ترامب مغادرة القوات الإيرانية   معربا عن أمله أن “ينجح بوتين في فرض إرادته على المليشيات التي رفضت عروض المصالحة”.

واعتبرت الصحيفة أن “لقاء رئيس النظام السوري بشار الأسد الأخير مع بوتين، جاء ليتسلم ورقة أوامر تشمل قائمة بما هو مطلوب منه القيام به، من أجل نجاح الخطة الروسية”،

ومنها بحسب الكاتب اوامر تتعلق بالإصلاحات المطلوبة في الدستور السوري”.

ومنها ما يتعلق بتعميق الاستثمارات الروسية في إعادة إعمار الدولة، وإعطاء أفضلية للشركات الروسية على الشركات الأخرى، تحديدا الإيرانية، في إدارة المشاريع″.

واخيرا وهو المهم من ناحية إسرائيل، وهو” خفض التدخل الإيراني في سوريا”، حيث لفت الكاتب إلى أن “مصادر دبلوماسية قالت إن بوتين أوضح للأسد بأن عليه منع مخاطرة محتملة تتمثل في حدوث حرب بين إسرائيل وإيران على الأراضي السورية.

وأكد أنه لا خلاف بين إسرائيل وأمريكا وروسيا وإيران حول مسألة استمرار حكم الأسد، معتبرا أن “الجميع متفق على عدم وجود بديل حقيقي للرئيس المسؤول عن قتل نصف مليون شخص تقريبا من أبناء شعبه، ويعترفون بعدم وجود بديل للخطوات السياسية الروسية”.

واستكمل الكاتب الإسرائيلي قائلا إنه “في الأيام القريبة سيكون مصادقة للأمم المتحدة على نتائج الخطة الروسية”، مؤكدا أن “الطلب الروسي حاليا هو عدم التشويش عليها في إدارة وتنفيذ هذه الخطوات، وألا تفتح إسرائيل والولايات المتحدة معركة ثانوية ضد إيران على الأراضي السورية، الأمر الذي من شأنه أن يشوش بشكل كبير على المبادرة الروسية”.

ولفت إلى أنه “في الوقت الذي تحاول فيه روسيا التوفيق بينها وبين إيران وسوريا، إلا أنها تواصل بكل قوتها من أجل التقليل من مكانة وقوة المعارضة المسلحة في سوريا، وهو ما تحقق لصالح الأسد في الأسابيع الأخيرة في منطقة الغوطة الشرقية ومخيم اليرموك للاجئين ومناطق في جنوب دمشق”.

وتساءل برئيل: “هل ستواصل إيران في أن ترى بنفس المنظار مع روسيا وتستمر في العملية السياسية التي ستقتضي منها سحب قواتها من سوريا؟ وإذا قررت الانسحاب فكيف يمكنها رؤية أن هذا الانسحاب هو جزء من التنسيق مع روسيا وليس خضوعا للإنذار الأمريكي؟ وكيف ستضمن لنفسها المصالح في منطقة سوريا ولبنان دون قوة عسكرية؟”.

ورأى برئيل أن “إسرائيل وإيران والولايات المتحدة، يقعون في معضلة مشتركة، ويكمن حلها من خلال التعاون مع روسيا، وتخفيض سقف التوقعات من إيران في المدى القصير، من أجل تحقيق هدف إبعادها عن سوريا على المدى المتوسط”، بحسب تقديره.

 المصدر : القدس العربي