عصب القلب الحساس حالة فسيولوجية تتسبب بغيبوبة
جي بي سي نيوز:- تتكرر لدى الاربعينية رانية محمد حالة من الغيبوبة لم تعرف سببا لها رغم مراجعتها للعديد من الاطباء،لتعرف اخيرا انها مصابة بحالة تسمى كهربة القلب، او ما يسمى بمتلازمة العصب القلبي الحساس.
تقول رانية محمد (أم وسام) ،دخلت في غيبوبة أكثر من مرة، وبالذات عندما كنت اسافر وتهبط بنا الطائرة أرض المطار، وكذلك عندما اتعرض للتعب في المنزل دون أن اعرف سببا لذلك، كنت أشعر بارتفاع دقات القلب وتعرق شديد، وعلى اثر ذلك دخلت المستشفى عدة أيام لاجراء الفحوصات الطبية اللازمة، لافته إلى أنها تابعت حالتها مع عدد من الأطباء من تخصصات مختلفة ومنهم اختصاصي القلب الذي بدوره طلب مراجعتها لطبيب آخر متخصص في كهربة القلب لتعرف اخيرا ان سبب الغيبوبة وجود حالة تسمي عصب القلب.
يؤكد الاختصاصي في كهربة القلب الدكتور نزيه قادري أن متلازمة عصب القلب الحساس لا يعد مرضا عضويا، بل حالة فسيولوجية طبيعية للجسم، مشيرا الى ان 10 بالمئة من الناس تتصف بهذه الفسيولوجية، إلا أن واحدا بالمئة يعاني منها بشكل مرضي، وان السبب المباشر يعود الى ضعف أو فشل في التواصل والاستقبال بين الدماغ والقلب والاوعية الدموية بشكل كاف، وهذا لا يعد ضعفا في القلب او مرضا عضويا فيه.
وأشار القادري الى انه اذا قل الدم المتدفق الى الدماغ بعث برسائل عصبية إلى كل من القلب والأوعية الدموية، فينقبض القلب بقوة أكبر وتنقبض الأوعية الدموية في الأطراف، فيخرج منها الدم الزائد الى الأوعية الدموية المركزية ومنها الى الدماغ.
وأكد أن هنالك عددا من القوى التي تعمل ضد عملية رجوع الدم الى مركز الجسم كقوة الجاذبية الارضية وكمية الدم في الاوعية الدموية في الاطراف والنواقل العصبية في الدماغ، اضافة الى الاشخاص الذين يستخدمون أدوية تدر البول أو الذين تخسر أجسادهم كمية من السوائل أكثر من اللازم (عن طريق التعرق أو الإسهال).
وحول الاعراض قال الدكتور القادري إنه في الحالات الشديدة تحصل بعض الاعراض، منها دوخة أو دوار وخفقان وألم في الصدر، وألم في العضلات وتعب عام وتعرق شديد وصعوبة في التنفس وغثيان، وآلام في البطن ومشاكل في الجهاز الهضمي والإخراج، وصداع يتركز في أعلى الرقبة وألم وخدران في الأيدي.
وتتباين الاعراض من لحظة الى اخرى حتى انها قد تختفي تماما، ويعتمد ذلك على وجود عوامل متعددة تتحكم في عملية رجوع الدم لمركز الجسم والأعضاء الرئيسة.
وقال القادري المتخصص في كهربة القلب وزراعة المنظمات من مستشفى كليفلاند كلينك في الولايات المتحدة إن المصابين بهذه الاعراض قد يقال عنهم بانهم يعانون من مرض نفسي أو حساس أو موسوس، لان الطبيب لا يجد أي مرض عضوي يفسر ما يمر به من اعراض.
واكد أن هذه الفسيولوجية لم تكن مفهومة حتى عام 1989 حيث كانوا آنذاك يشخصون الحالة المرضية الشديدة منها فقط (أي الإغماءات المتكررة) بينما الآن يتم تشخيص الحالة حتى لو لم تكن شديدة.
وقال ان العصب القلبي يأتي وراثيا من احد الابوين او كلاهما في معظم الاحيان لذلك يجب عدم الاستغراب من تعرض بعض افراد العائلة من الأعراض لكن ليس بالضرورة ان تكون الأعراض شديدة بالنسبة للجميع، فهي تتراوح بين (الخفيفة مجرد صداع مؤقت) الى الشديدة بحيث (يصبح المريض طريح الفراش او حتى اغماءات متكررة).
وأشار القادري الى أن تشخيص متلازمة عصب القلب الحساس تتم من تتبع التاريخ المرضي كاملا ومفصلا واجراء فحوصات مخبرية شاملة للتأكد من خلو الشخص من اي مرض آخر وتخطيط كهربائي للقلب وصور تلفزيونية للتأكد من سلامة القلب من أي مرض.
وينصح القادري المرضى في حالة الشعور بالاعراض بالاستلقاء او الجلوس وتناول مشروب مالح (شنينة) في حالة عدم وجود مرض ضغط الدم، وإذا استمرت الاعراض خلال الاستلقاء فيجب رفع الساقين بمستوى اعلى من مستوى القلب، كما ان تحريك عضلات الارجل تضغط الاوعية الدموية وتساعد الدم في العودة الى الدماغ، وفي غضون 15 دقيقة سيشعر المريض بالتحسن رغم أن الأعراض لن تزول بشكل كامل.
ودعا القادري المصابين إلى تناول السوائل والموالح أكثر من الإنسان الطبيعي كون الملح يساعد على الاحتفاظ بالسوائل في الاوعية الدموية لفترة أطول، وهذه السوائل مهمة لانها تزيد من حجم الدم، وبالتالي تدفعه تجاه مركز الجسم (الأعضاء الحيوية والدماغ)، الا اذا كان المريض يعاني من امراض عضوية في القلب والكلى او ضغط الدم المرتفع فإن ذلك يضرهم وعند القيام بمجهود بدني يوميا فإن نسبة هرمون الادرينالين ترتفع في الدم ما يساعد في السيطرة على الاعراض.
ومن طرق العلاج أيضا تنظيم موعد يومي لممارسة الرياضة وتناول المشروبات المالحة ما لم يكن يعاني من ضغط الدم، وان يحمل الشخص دائما اكياس الملح وشوكلاتة وماء، وعندما تشتد الحساسية لدى المريض، عليه تناول مضاد الحساسية والعلاج بالادوية التي يحددها الطبيب.(بترا)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews