Date : 25,04,2024, Time : 07:49:28 AM
4558 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الأحد 05 رمضان 1439هـ - 20 مايو 2018م 12:17 ص

عصر جديد من عدم اليقين النووي

عصر جديد من عدم اليقين النووي
خافيير سولانا

بانسحابها من الاتفاق النووي مع إيران (المعروف رسميا باسم "خطة العمل الشاملة المشتركة")؛ أظهرت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مرة أخرى أنها عاقدة العزم على تدمير الكيانات والاتفاقات العالمية الرئيسية. وسيمثل هذا القرار ضربة قوية لاتفاق 2015، مما يعرض العالَم بأسره للخطر.

أُبرِم هذا الاتفاق -الذي جاء نتيجة لسنوات من المفاوضات الصعبة- بموافقة سبع دول في الاتحاد الأوروبي، وأقره بالإجماع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. إلا أن ترامب قرر -من جانب واحد- فرض "أعلى مستوى من العقوبات الاقتصادية" على إيران، وعلى "أي دولة تساعد إيران في سعيها إلى الحصول على الأسلحة النووية".

والآن؛ أصبحت الشركات والبنوك -من الدول التي أوفت بالتزاماتها بموجب هذا الاتفاق النووي- عُرضة لقدر كبير من المعاناة، نتيجة لعلاقات العمل المشروعة مع إيران. وبعبارة أخرى؛ قررت الدولة التي نقضت وعودها معاقبة أولئك الذين أوفوا بعهودهم.

حتى الآن؛ لا يزال إنقاذ الاتفاق في حكم الممكن؛ فقد أكدت كل الأطراف الأخرى في الاتفاق مجددا التزاماتها بموجبه، ولكن يتعين على الاتحاد الأوروبي خاصة أن يتقدم ويتحمل المسؤولية عن ضمان بقاء الاتفاق.

ورغم أن العلاقات عبر الأطلسي تمثل أولوية عالية؛ فإنه لا يقل عنها أهمية الدفاع عن التعددية وكل معالمها ضد الهجمات المتهورة وغير المبررة. ويصدق هذا -بشكل خاص- عندما لا يكون الهدف من هذه الهجمات وضع "أميركا أولاً" بل وضع ترامب أولاً.

جاء انسحاب ترامب من الاتفاق النووي في لحظة بالغة الحساسية للعلاقات الدولية؛ فمن ناحية، يظل الانتشار النووي على رأس الأجندة في شبه الجزيرة الكورية. ورغم اتخاذ خطوات إيجابية في الآونة الأخيرة؛ فإن إدارة ترامب قد تهدر هذه الفرصة، بسبب نهجها السياسي غير المتماسك.

مؤخرا؛ التقى رئيس كوريا الجنوبية مون جي إن زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، لمناقشة اتفاق سلام رسمي لإنهاء الحرب الكورية. وكان اجتماع القائدين بمثابة مقدمة لقمة أخرى غير عادية بين كيم وترامب، من المقرر أن تعقد في 12 يونيو/حزيران القادم.

يعكس أول اجتماع على الإطلاق بين زعيم كوري شمالي ورئيس أميركي لا يزال في منصبه تقدما كبير تحقق في غضون بضعة أشهر. ولا ينبغي لنا أن ننسى أن عام 2018 بدأ بتبادل التهديدات للمرة الألف بين كيم وترامب، وكان ترامب مبالغا إلى حد التباهي بحجم "زره النووي".

ولكن منذ ذلك الحين؛ اعتمدت الولايات المتحدة على الدبلوماسية بدلا من الغطرسة الفارغة في التعامل مع التهديد النووي الكوري الشمالي، وهو النهج الذي عمل على تمكين التقدم في الآونة الأخيرة.

ورغم هذا، وبينما كان وزير الخارجية الأميركية المعين حديثا مايك بومبيو يستعد لزيارة كوريا الشمالية لمقابلة كيم للمرة الثانية؛ عاد ترامب إلى أسلوبه العدائي في التعامل مع إيران.

كان من المتوقع دوما أن يتسم التفاوض مع كيم بصعوبة شديدة، خاصة أن كوريا الشمالية -خلافا لإيران- تمتلك فعلا أسلحة نووية. ومع تقويض مصداقية الدبلوماسية الأميركية بسبب انتهاك ترامب للاتفاق النووي مع إيران، فستكون هذه المهمة أشد صعوبة.

يميل ترامب إلى التعبير عن نفسه من منظور المصالح الوطنية، والسيادة، والقدرات العسكرية، والتفوق الاقتصادي. ومع ذلك؛ فإن هوسه بإيران لا علاقة له بالسياسة الواقعية، بل يتماشى مع رفضه المنهجي لكل السياسات المرتبطة بسلفه الرئيس باراك أوباما.

وفضلا عن ذلك؛ كان المقصود من الانسحاب من الاتفاق هو إرضاء حليفي ترامب المفضلين في الشرق الأوسط: السعودية وإسرائيل، وهما أول دولتين قام بزيارتهما بعد توليه منصبه.

وفي الواقع؛ عندما قام ولي عهد السعودية محمد بن سلمان بزيارة البيت الأبيض في مارس/آذار؛ سرعان ما تملص ترامب من المسألة الشائكة المتعلقة بالحرب التي تقودها السعودية في اليمن، عبر شجب الدعم الإيراني للمتمردين الحوثيين.

وبدلا من اتخاذ المبادرة الدبلوماسية لإنهاء القتال وإعادة الاستقرار إلى اليمن؛ استمرت إدارة ترامب في إذكاء نيران حرب الوكالة السعودية/الإيرانية التي تتسبب في إحداث قدر هائل من المعاناة وتعكر صفو المنطقة.

وعلى نحو مماثل؛ كان إعلان ترامب -في ديسمبر/كانون الأول- نقل السفارة الأميركية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس سبباً في توليد قدر عظيم من عدم الارتياح في العالَم الإسلامي، وإن كانت احتجاجات إيران أكثر عدوانية من الاحتجاجات في السعودية.

ولن يُفضي افتتاح السفارة في الذكرى السنوية السبعين لإعلان استقلال إسرائيل -على وجه التحديد- إلا إلى احتدام الجدال. ففي اليوم التالي، يحيي الفلسطينيون ذكرى النكبة التي تتزامن مع التشريد الجماعي للسكان الفلسطينيين، والذي نتج عن قيام دولة إسرائيل.

من المؤكد أن تحالف الولايات المتحدة مع السعودية وإسرائيل ليس جديدا؛ لكن ترامب تخلى عن النهج الأكثر اعتدالا الذي تبنته الإدارة السابقة، وهو يجازف بالتالي بفتح أبواب الجحيم في الشرق الأوسط.

والآن أصبح المتشددون في البلدين أكثر جرأة، كما يتضح من المحاولة الشاذة من قِبَل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتشكيك في الاتفاق النووي والانتقاص من قدرها. ويصدق الأمر نفسه على إيران؛ حيث يصب انسحاب ترامب من الاتفاق بشكل مباشر في مصلحة المتشددين.

ولا تبشر الأحوال الراهنة بالخير فيما يتصل بسوريا؛ حيث تمس الأحداث الجارية هناك كل القوى في المنطقة. وقد حدثت اشتباكات بين القوات الإسرائيلية والإيرانية فعلا في جنوب سوريا، والآن تهدد حكومة نتنياهو باتخاذ المزيد من التدابير، في الاستجابة لتقارير عن احتمال قيام روسيا بتزويد الرئيس السوري بشار الأسد بصواريخ مضادة للطائرات من طراز س-300.

من المؤكد أن إبطال ترامب للاتفاق النووي سيغذي دوامة من المواجهات في الشرق الأوسط، في حين يعمل على تعقيد الأمور على شبه الجزيرة الكورية.

وعلى نطاق أوسع؛ ربما يخلف قرار ترامب عواقب جسيمة على الجهود العالمية لمنع انتشار الأسلحة النووية، والتي ربما تتراجع وتنتكس الآن. وستكون المخاطر في الأسابيع والأشهر المقبلة جسيمة إلى حد غير مسبوق.

المصدر : بروجيكت سينديكيت




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد