مصرفيو آسيا يستفيدون من ظمأ الصين للألبان

بقرة الهولستين فريزيان يمكن أن تنمو في المتوسط حتى 600 كيلو جرام، بطول يبلغ 150 سنتمترا، وأن تُنتج عشرة آلاف ليتر من الحليب سنوياً. وبإمكانها أن تلد عجلاً بعد 24 شهراً، وتُنتج الحليب لمدة 15 عاماً.

ومن الناحية البيولوجية قد لا تبدو الأبقار من الأمور التي يتعين دراستها من قبل المصرفيين الاستثماريين الآسيويين، لكن بفضل ظمأ الصين المتزايد بسرعة لمنتجات الحليب، فإن قطاع الألبان في المنطقة يمر الآن وسط موجة من إبرام الصفقات، ما يدفع أسعار الأصول من نيوزيلندا وحتى مناطق منغوليا الداخلية إلى الارتفاع.

والحليب أصلاً من الأعمال التجارية الضخمة في الصين، والآن يكتسب حجما أكبر من ذي قبل. ويتوقع بنك ماكواري أن يرتفع استهلاك الصين من الألبان بمعدل مركب يبلغ 13 في المائة سنويا بين الآن وعام 2017، بينما يرجح أن تشهد منتجات الحليب الراقية معدلات نمو سنوي بنسبة 20 في المائة.

وبسبب الكثافة الرأسمالية العالية للقطاع، وتراكم سنوات من المخاوف المتعلقة بالسلامة، تكافح شركات الألبان المحلية من أجل مواكبة الطلب.

وتقتنص الشركات العالمية بعضا من الفرص، وتعمل على زيادة قاعدة إمداداتها وإبرام الصفقات مع شركات الألبان الصينية. وفي أيار (مايو) الماضي أعلنت شركة دانون الفرنسية عن مشروع مشترك مع شركة منجنيو الصينية لإنتاج اللبن الزبادي.

وأثار الاهتمام الكبير بالقطاع بعض الأسئلة فيما إذا كان المشترون والمستثمرون يدفعون مبالغ أكثر من اللازم للحصول على جزء من الغنيمة.

وأشارت "وورنامبوول للجبنة والزبدة"، وهي شركة ألبان مُدرجة في البورصة الأسترالية، على مساهميها بقبول عرض استحواذ بقيمة 424 مليون دولار من شركة سابوتو الكندية، وذلك وسط اهتمام من جانب شركتين أستراليتين، وشركة كيرين اليابانية.

وأعلنت شركة منجينو - أكبر شركة ألبان صينية من حيث المبيعات - هذا الأسبوع عن بيعها حصة في ياشيلي، وهي شركة لإنتاج حليب الأطفال تقدر قيمتها بأكثر من 200 مليون دولار، إلى لمستثمرين من بينهم تيماسيك وهوبو إنفستمينت في الصين.

وميّزت الصفقة عودة مشهد الأسهم الخاصة لفانج فينجلي، وهو واحد من أفضل أهل المال المعروفين في الصين. وارتفعت أسهم ياشيلي ـ التي تم تعليقها منذ آب (أغسطس) ـ أكثر من 20 في المائة بعد الإعلان.

وفي اليوم نفسه قدمت يونشينجتاي، وهي شركة لإنتاج الحليب الخام "المميّز" مقرها شمالي الصين، نشرتها في بورصة هونج كونج، أملا في طرح ما قيمته 500 مليون دولار من الأسهم.

وتسعى شركة يونشينجتاي للبناء على نجاح شركة هيوشان للألبان التي جمعت 1.3 مليار دولار من عملية اكتتاب في أيلول (سبتمبر)، وجذبت مستثمرين أساسيين بما فيهم بنك نورجس، الذراع الاستثمارية للبنك المركزي النرويجي. ومع أن بعض مديري الصناديق شككوا في تسعير الصفقة في ذلك الوقت، إلا أن سعر السهم ارتفع أكثر من 20 في المائة منذ ذلك الحين.

وعرض شركة سابتو ثمانية دولارات أسترالية مقابل سهم وورنامبوول للأجبان والزبدة، يوحي بأن معدل السعر/الربح يبلغ نحو 20 ضعفاً، مقارنة بسعر السهم الذي كان أقل من أربعة دولارات في تموز (يوليو).

ويتم تداول شركات الألبان الصينية المدرجة في بورصة هونج كونج الآن بمعدل سعر/ربح رواح بين 22، في حالة شركة ياشيلي، و46 لشركة تشاينا مودرن دياري، مقارنة بمعدل يبلغ ثمانية فقط لسوق هونج كونج. ووصف أحد المصرفيين الأسعار في القطاع بأنها تبدو "فقاعية تماماً".

( فايننشال تايمز 19/11/2013 )