أرسل خبر
آخر تحديث:
الثلاثاء 08 شعبان 1439هـ - 24 ابريل 2018م 01:44 م
بالفيديو.. مجموعات للعقاب العلني الفوري في إندونيسيا شاهد ماذا يفعلون اذا وجدوا شاب مع فتاة
جي بي سي نيوز:- كل من في القرية شاهد ذلك، سواء في الحقيقة أو حتى على يوتيوب بعد ذلك. حشر أطفال القرية رؤوسهم بين فتحات السياج ليشاهدوا، ووجَّهوا أنظارهم إلى هذا المشهد أمامهم: غمر عاشقين صغيرين في مياه الصرف. جلس الاثنان بشكل مهين، ولكن من دون مقاومة، على حافة بئر في قرية كايي لي، التي تقع في إقليم آتشيه في إندونيسيا، بينما انهالت عليهم مياه الصرف السوداء الكثيفة. بعد مرور بعض الوقت، وصلت روزواتي إلى مكان الحدث، حيث اجتمع حوالي 70 شخصاً لمشاهدة ابنها وصديقته وهما يتعرضان للعقاب علانيةً في ساحة المسجد، الذي يُعَد الساحة العامة بالنسبة للقرية. كانت روزواتي وزوجها، اللذان يعملان في زراعة الأرز، يزوران أصدقائهما في قرية مجاورة، حين تركا ابنهما ماوليزان (24 عاماً) وصديقته شيرلي (19 عاماً) وحدهما في البيت. يعتبر هذا في إقليم آتشيه الذي تحكمه الشريعة جريمةً جنائية. يمنع ما يُعرَف بقانون"الخلوة" أو "الفحش"، في آتشيه، اختلاء شخصين بالغين غير متزوجين، أو قريبين، ببعضهما في مكان معزول. يُعاقََب على هذه الجريمة بالضرب بالعصا ودفع غرامة تصل إلى 10 ملايين روبية إندونيسية (720 دولارا تقريباً).
من ألقى القبض عليهما؟
لم تكن الشرطة هي التي تحفظت على ماوليزان وشيرلي، بل قوة قليلة من شباب القرية، بعد أن اقتحموا المنزل وطلبوا رؤية إثباتي هويتيهما، ثُمَّ أجبروهما على النزول معهم عبر طريق القرية الترابي إلى أن وصلوا المسجد، كما ورد في تقرير مفصل على موقع صحيفة The Guardian البريطانية. وآتشيه هو الإقليم الوحيد الذي يطبق الشريعة الإسلامية في إندونيسيا ذات الغالبية المسلمة. فالإقليم الذي دمرته الحرب الأهلية حلّ السلام عليه في بداية الألفية ثم جاءت كارثة تسونامي. لكن البعض اعتبرها "عقوبة إلهية" بسبب خطايا الناس، فاتجه لتطبيق الشريعة الإسلامية، وفقاً لما ذكره تقرير لموقع دويتش فيليه الألماني. وفي إطار هذه القوانين، وزعت الحكومة المحلية، التي تتمتع بحكم ذاتي خاص في إطار اتفاق سلام أُبرم عام 2001 مع الحكومة المركزية بجاكرتا، رسالة موجهة لشركات الطيران مؤخراً، قالت إنها أمرت مضيفات الطيران المسلمات بارتداء الحجاب في الرحلات المتجهة إلى الإقليم المحافظ.
شروط السياحة الحلال
آتشيه هو إقليم سياحي بامتياز، هكذا تصف السلطات الإقليم الذي يملك مقومات طبيعية رائعة. لكن شعارها الرئيسي، حسب تصريح مسؤول إدارة السياحة في عاصمة الإقليم (بندا آتشيه)، السيد ريزا خليفي، لموقع سبق السعودي هو السياحة الحلال. "مكان سياحي حلال، ولا تنازلات في هذا الشأن". وقال: "نعمل على دراسة وتحليل خصوصيات السياح والعادات الجاذبة؛ لنراعي مثلاً ما يطلبه السياح الصينيون والماليزيون والأوربيون، وقد أبلغنا البعض أنه قد لا نلزمكم بغطاء الرأس، ولكن سنلزمكم باللبس المحتشم والساتر"، بالطبع هذا الاستثناء المحدود هذا فقط لغير المسلمين.
المواطنون يطاردون الخارجين على الشريعة
في مارس/آذار 2018، كانت هناك 4 حالات مماثلة لحالة العاشقَين الصغيرَين في عاصمة الإقليم وضواحيها فقط؛ إذ قام السكان المحليون بدور القاضي، وهيئة المحلّفين، فداهموا وعاقبوا وفضحوا أولئك الذين زُعِم أنَّهم انتهكوا قوانين آتشيه الأخلاقية المشددة. أُلقي القبض على بضعة أشخاص غير متزوجين، من ضمنهم طالبان جامعيان يُشتَبه في كونهما مثليَّين، وامرأة متحولة جنسياً، واتُّهِموا بالسعي لممارسة الجنس. لم يكن ذلك بواسطة قائمين على تنفيذ القانون معروفين؛ بل بواسطة مواطنين عاديين، قبل أن يُسلِّموهم في النهاية إلى شرطة الشريعة. ولا يزال 5 منهم رهن الاعتقال في انتظار المحاكمة أمام المحكمة الدينية. وتحظر قوانين الشريعة الإسلامية المطبقة بالإقليم، التي اتخذت شكلاً رسمياً في 2014، الكحوليات والزنا والمثلية الجنسية وممارسة الجنس لغير المتزوجين والقمار، ويُنظِّم رداء المرأة.
المحافظ يحاول كبح الظاهرة ولكن عمدة آتشيه تتوعدهم بمسدس
وفيما يبدو أنه محاولة لوقف ظاهرة المحاسبة خارج إطار القانون، ، وقَّع إرواندي يوسف، محافظ إقليم آتشيه، الأسبوع الماضي، لائحةً جديدة تنص على أنَّ عقوبة الضرب لم تعد من اختصاص العامة، وأن العقوبات ستُطبَّق بعد ذلك في السجن؛ وذلك للحد من تأثير مشاهدتها على الأطفال، والاستثمارات الأجنبية، وإمكانية انتشار المشاهد على الإنترنت مرةً أخرى. وصرَّح يوسف للصحفيين بالقرار، قائلاً: "يُعاقَب السجين مرة واحدة. لكن إذا سُجِّلت لقطات فيديو ووُضِعَت على موقع يوتيوب، يكون هذا عقاباً يدوم طوال العمر". على الرغم من ذلك، فإنَّ العامة بالفعل مُنخرِطون في هذا الأمر بنشاط، والفكرة القائلة بأنَّهم لا بد من أن يراقبوا جيرانهم قد تغوَّلت بقوة، وأحياناً بتشجيعٍ رسمي، وفقاً للصحيفة. ففي 2016، نشرت إليزا سعد الدين جمال، عمدة آتشيه، صورة لها على حسابها بموقع إنستغرام، وهي ترتدي حجاباً أحمر اللون وتلوح بمسدس، مصحوبةً برسالة تحذر فيها مجتمع مثليي الجنس وذوي التوجه الجنسي المزدوج والمتحولين جنسياً، وتدعوهم للخروج من آتشيه.
خط ساخن للشريعة
أنشئ هذا العام أيضاً "خط ساخن للشريعة"، وهو واحد من 3 خطوط ساخنة مدنية للمواطنين للإبلاغ عن القضايا التي تخص القمامة، والماء، والتجاوزات الأخلاقية. تقول ماوه، وهي سيدة آتشيَّة متحولة جنسياً: "إنَّهم يُشجِّعون الناس على الاتصال الآن. يقولون (إن رأيتم شيئاً لا تدعوه يمر). لا توجد حكومة تدعو المواطنين لمراقبة بعضهم بعضاً". وقالت صحيفة The Guardian البريطانية إنها طلبت مقابلة القائمين على الخط الساخن وكل البيانات التي تخص الشريعة، لكن الطلب قوبل بالرفض. وكان أندرياس هارسونو، من منظمة هيومان رايتس ووتش، واضحاً في تقييمه للإقليم. وقال: "لقد أصبح آتشيه دولة تعتمد على الاقتصاص المدني". وطلب زعيم القرية من روزواتي، بعد غمر ابنها في مياه الصرف الصحي، أن تُقدِّم للقرويين عنزة ومليون روبيه (72 دولاراً تقريباً) كتعويض عن العار الذي جلبه ابنها على القرية. وحين رفضت، قالت إنَّ أسرتها نُبِذَت رسمياً وأُجبِرَت على الانتقال من القرية.
من ألقى القبض عليهما؟
لم تكن الشرطة هي التي تحفظت على ماوليزان وشيرلي، بل قوة قليلة من شباب القرية، بعد أن اقتحموا المنزل وطلبوا رؤية إثباتي هويتيهما، ثُمَّ أجبروهما على النزول معهم عبر طريق القرية الترابي إلى أن وصلوا المسجد، كما ورد في تقرير مفصل على موقع صحيفة The Guardian البريطانية. وآتشيه هو الإقليم الوحيد الذي يطبق الشريعة الإسلامية في إندونيسيا ذات الغالبية المسلمة. فالإقليم الذي دمرته الحرب الأهلية حلّ السلام عليه في بداية الألفية ثم جاءت كارثة تسونامي. لكن البعض اعتبرها "عقوبة إلهية" بسبب خطايا الناس، فاتجه لتطبيق الشريعة الإسلامية، وفقاً لما ذكره تقرير لموقع دويتش فيليه الألماني. وفي إطار هذه القوانين، وزعت الحكومة المحلية، التي تتمتع بحكم ذاتي خاص في إطار اتفاق سلام أُبرم عام 2001 مع الحكومة المركزية بجاكرتا، رسالة موجهة لشركات الطيران مؤخراً، قالت إنها أمرت مضيفات الطيران المسلمات بارتداء الحجاب في الرحلات المتجهة إلى الإقليم المحافظ.
شروط السياحة الحلال
آتشيه هو إقليم سياحي بامتياز، هكذا تصف السلطات الإقليم الذي يملك مقومات طبيعية رائعة. لكن شعارها الرئيسي، حسب تصريح مسؤول إدارة السياحة في عاصمة الإقليم (بندا آتشيه)، السيد ريزا خليفي، لموقع سبق السعودي هو السياحة الحلال. "مكان سياحي حلال، ولا تنازلات في هذا الشأن". وقال: "نعمل على دراسة وتحليل خصوصيات السياح والعادات الجاذبة؛ لنراعي مثلاً ما يطلبه السياح الصينيون والماليزيون والأوربيون، وقد أبلغنا البعض أنه قد لا نلزمكم بغطاء الرأس، ولكن سنلزمكم باللبس المحتشم والساتر"، بالطبع هذا الاستثناء المحدود هذا فقط لغير المسلمين.
المواطنون يطاردون الخارجين على الشريعة
في مارس/آذار 2018، كانت هناك 4 حالات مماثلة لحالة العاشقَين الصغيرَين في عاصمة الإقليم وضواحيها فقط؛ إذ قام السكان المحليون بدور القاضي، وهيئة المحلّفين، فداهموا وعاقبوا وفضحوا أولئك الذين زُعِم أنَّهم انتهكوا قوانين آتشيه الأخلاقية المشددة. أُلقي القبض على بضعة أشخاص غير متزوجين، من ضمنهم طالبان جامعيان يُشتَبه في كونهما مثليَّين، وامرأة متحولة جنسياً، واتُّهِموا بالسعي لممارسة الجنس. لم يكن ذلك بواسطة قائمين على تنفيذ القانون معروفين؛ بل بواسطة مواطنين عاديين، قبل أن يُسلِّموهم في النهاية إلى شرطة الشريعة. ولا يزال 5 منهم رهن الاعتقال في انتظار المحاكمة أمام المحكمة الدينية. وتحظر قوانين الشريعة الإسلامية المطبقة بالإقليم، التي اتخذت شكلاً رسمياً في 2014، الكحوليات والزنا والمثلية الجنسية وممارسة الجنس لغير المتزوجين والقمار، ويُنظِّم رداء المرأة.
المحافظ يحاول كبح الظاهرة ولكن عمدة آتشيه تتوعدهم بمسدس
وفيما يبدو أنه محاولة لوقف ظاهرة المحاسبة خارج إطار القانون، ، وقَّع إرواندي يوسف، محافظ إقليم آتشيه، الأسبوع الماضي، لائحةً جديدة تنص على أنَّ عقوبة الضرب لم تعد من اختصاص العامة، وأن العقوبات ستُطبَّق بعد ذلك في السجن؛ وذلك للحد من تأثير مشاهدتها على الأطفال، والاستثمارات الأجنبية، وإمكانية انتشار المشاهد على الإنترنت مرةً أخرى. وصرَّح يوسف للصحفيين بالقرار، قائلاً: "يُعاقَب السجين مرة واحدة. لكن إذا سُجِّلت لقطات فيديو ووُضِعَت على موقع يوتيوب، يكون هذا عقاباً يدوم طوال العمر". على الرغم من ذلك، فإنَّ العامة بالفعل مُنخرِطون في هذا الأمر بنشاط، والفكرة القائلة بأنَّهم لا بد من أن يراقبوا جيرانهم قد تغوَّلت بقوة، وأحياناً بتشجيعٍ رسمي، وفقاً للصحيفة. ففي 2016، نشرت إليزا سعد الدين جمال، عمدة آتشيه، صورة لها على حسابها بموقع إنستغرام، وهي ترتدي حجاباً أحمر اللون وتلوح بمسدس، مصحوبةً برسالة تحذر فيها مجتمع مثليي الجنس وذوي التوجه الجنسي المزدوج والمتحولين جنسياً، وتدعوهم للخروج من آتشيه.
خط ساخن للشريعة
أنشئ هذا العام أيضاً "خط ساخن للشريعة"، وهو واحد من 3 خطوط ساخنة مدنية للمواطنين للإبلاغ عن القضايا التي تخص القمامة، والماء، والتجاوزات الأخلاقية. تقول ماوه، وهي سيدة آتشيَّة متحولة جنسياً: "إنَّهم يُشجِّعون الناس على الاتصال الآن. يقولون (إن رأيتم شيئاً لا تدعوه يمر). لا توجد حكومة تدعو المواطنين لمراقبة بعضهم بعضاً". وقالت صحيفة The Guardian البريطانية إنها طلبت مقابلة القائمين على الخط الساخن وكل البيانات التي تخص الشريعة، لكن الطلب قوبل بالرفض. وكان أندرياس هارسونو، من منظمة هيومان رايتس ووتش، واضحاً في تقييمه للإقليم. وقال: "لقد أصبح آتشيه دولة تعتمد على الاقتصاص المدني". وطلب زعيم القرية من روزواتي، بعد غمر ابنها في مياه الصرف الصحي، أن تُقدِّم للقرويين عنزة ومليون روبيه (72 دولاراً تقريباً) كتعويض عن العار الذي جلبه ابنها على القرية. وحين رفضت، قالت إنَّ أسرتها نُبِذَت رسمياً وأُجبِرَت على الانتقال من القرية.
" وكالات"
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews