ضربة سوريا : تمخض ترامب فولد فأرا !
ينطبق المثل أعلاه على الضربات التي شنتها كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ضد منشآت كيماوية للنظام السوري في دمشق وحمص وغيرهما .
حسنا .. وماذا بعد ؟؟
لا شيء بالطبع سوى مزيد من معاناة المدنيين الذين سيتعرضون لانتقام النظام بأسلحة غير كيماوية ، ولكنها أكثر فتكا ، ولقد قالها ولايتي : إن الدور قادم على إدلب .
لقد جاءت الضربات من قبل الدول التي شنت الهجوم لتقول للأسد وللروس وللإيرانيين : إقتلوا السوريين بأي سلاح إلا الكيماوي ، اقصفوهم بالبراميل المتفجرة ، أسقطوا عليهم قنابل النابالم الحارقة ، دكوهم بصواريخ الراجمات ، أدخلوا الميليشيات في كل ركن وكل زاوية وابقروا بطون الحوامل واغتصبوا وأبيدوا وافعلوا ما شئتم ، اقتلوا مليونا آخر وشردوا ما تبقى من سكان المدن ، ولكن حذار حذار أن يكون ذلك بالأسلحة الكيماوية !.
لقد كانت الضربات فضيحة للغرب المتآمر على السوريين ، والذي كان يستعرض قوته أمام الروس والأيرانيين ، وكل وفق مصالحه .
لا أحد من السوريين والعرب يريد أن يصدق بأن ترامب الذي يريد الهروب إلى الأمام من تحقيقات مولر ، والذي يشك هو نفسه بإمكانية بقائه رئيسا بسبب حجم الهجوم الذي يتعرض له ومقدار قوة خصومه ، بأنه قصف الأسد تحقيقا للعدالة وتطبيقا للقانون الدولي ، لأن قنابل االفوسفور الأبيض لا زالت رائحتها ملء سماء الموصل وملء سهولها وبيوتها المهدمة المدمرة ، والتي لا زال مدفونا تحت أنقاضها آلاف الأبرياء ، ناهيك عما وقع في كل مدن العراق السنية وما حدث في الرقة ودير الزور ، والأماكن التي كانت تحت سيطرة تنظيم داعش الإرهابي ، إذ فعل بها ترامب أفاعيله التي لا تنسى ، وموبقاته التي لا تغتفر .
الضربة مرت مرور السحاب ، وستعزز من نفوذ الإيرانيين في هذا البلد المدمر ، ولن يحدث أي شيء أبدا ، إلا إذا رفض الروس والإيرانيون بأن يأخذ الغرب وإسرائيل حصته من الذبيحة السورية المعلقة من رجليها والتي تنزف منذ سنوات ..
لقد هدأ ترامب لهجته مع طهران بل ووعدها بتحسين اقتصادها ، ومتى ؟؟ .. في بيانه الحربي الذي أعلن فيه الضربة ، ليثبت كل ذلك ما كنا نقوله منذ سنوات : بأن المطلوب تقاسم الغنائم ، وبأنه لن يسمح للروس والإيرانيين ولا للأتراك بأن تكون لهم اليد الطولى في سوريا ، إلا إذا كانت له ولمهوى فؤاده إسرائيل حصة كبرى .
لقد كانت تهديدات ترامب وفعله "مسخرة " بكل ما في الكلمة من معنى ، بحيث فقدت الضربة مفاجأتها ، وبات الكل مقتنعا الآن بأن ما كتبه ترامب عن الصواريخ الجميلة والذكية على تويتر يخجل من كتابتها تاجر خضار على لائحة أسعار فوق عربة ، فما بالكم برئيس الولايات المتحدة .
حقا ، لقد تمخض ترامب ، فولد فأرا !.
د.فطين البداد
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews