رياضة الوطن.. وصناعة القرار دولياً
يرى الكثير من السعوديين سابقاً أن النجاحات الدولية في المشاركات المختلفة والمناصب الدولية مرتبطة بكرة القدم، وأنه ما لم يتحقق النجاح من خلالها فهذا يعني أن هناك خللاً في المنظومة الرياضية، ومع الأسف أن هذا المفهوم رسخ في أذهان الكثير من الجماهير والإعلاميين، متناسين أن هناك ألعاباً مختلفة سجلت نجاحات قارية وعالمية منها الفروسية وألعاب القوى واليد والكاراتيه، وهذا يعني أنه لا بد من تغيير الذهنية والتماشي مع متطلبات تطوير الرياضة كمنظومة متكاملة، وبكل تأكيد أن ذاكرة الرياضي المتابع لخطوات وتاريخ رياضة بلده تحفظ إنجازات اتحادات القوى الدولية والكاراتيه والفروسية واليد وبعض الألعاب الفردية، الأمر الذي يؤكد ضرورة السير على هذا النهج، وأن لا نقيس نجاحنا من خلال نجاح كرة القدم والتعامي عن بقية الألعاب، التي لم تأخذ حقها من الاهتمام الإعلامي فمرت كطيف عابر وحديث لحظة.
على مستوى الألعاب المختلفة نجد أن الأمير نواف بن محمد يقف بكل قوة عضواً لمجلس إدارة الاتحاد الدولي لألعاب القوى والمؤسسة العالمية للتنمية والرياضة، وكذلك الدكتور صالح بن ناصر نائب رئيس الاتحاد الدولي للطائرة، والآن أصبح لدينا ثلاثة «دوليين» بتواجد الدكتور إبراهيم القناص عضواً في المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي للكاراتيه، ورئيساً لاتحاد غرب آسيا ثم الآن رئيساً للاتحاد العربي، ومحمد المنيع رئاسة الاتحاد العربي لليد، والكل منهم كانت خطواته متوازنة وحصل على المنصب لكفاءته وخبرته ونجاح عمله، وربما كان بعيداً عن أي دعم «لوجستي» مثل ما تفعل بعض الاتحادات والدول، هذه النجاحات يجب أن نستثمرها وندعم الأعضاء ونحاول الرفع من العدد في اتحادات قارية ودولية أخرى.
وكخطوة جديدة، وتحسب لرياضة الوطن خصوصاً أنها جاءت وسط ظروف حاول القطريون فرضها والتلاعب بها، لا بد من الإشادة بفوز القناص بمنصب رئيس الاتحاد العربي للكاراتيه، فخالد العطية حاول «تمويت» أنشطة هذا الاتحاد، وتحييده عن أي منجز، ولم يعلم أن «العرب» يرون في المملكة ممثلة بالقناص قدرة على انتشال هذا الاتحاد وتغيير ملامحه المشوهة إلى عمل أفضل، فكانت الرياض مصنع تغيير القرار وتحقيق مطالب العرب، وهذا الانتصار المهم لم يتحقق لولا أن القناص النجم والحكم الدولي وصاحب المناصب المتعددة يتسلح بالخبرة وثقة الأعضاء، والذي عرف كيف ينتزع المنصب عطفاً على مسيرته الرياضية العريضة، وكل هذه النجاحات تحسب لرياضة الوطن وتبرهن أن هناك قدرات إدارية متى ما وجدت الفرصة فهي قادرة على الوصول إلى أهم المناصب الرياضية.
الرياض السعودية 2018-03-26
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews