عاموس جلعاد: بشار الأسد مريض نفسياً… وقد ينتقم!
يعرف اللواء احتياط عاموس جلعاد الرئيس السوري بشار الأسد جيداً. فهو يتابعه منذ سنين. عندما أصبح الأسد رئيساً لسوريا كان جلعاد رئيس دائرة البحوث في شعبة الاستخبارات. وعندما عرف انه يقيم مفاعلا نوويا بمساعدة كوريا الشمالية، كان جلعاد صار رئيس القيادة السياسية الأمنية في وزارة الدفاع.
«بشار الأسد مريض نفسيا»، يقول جلعاد. «لو كانت محاولته التزود بالسلاح النووي نجحت، لما تردد في تهديدنا لاطلاق الصواريخ النووية. السلاح النووي لدى الأسد كان سيضعضع الاستقرار النسبي في المنطقة ويجعل إسرائيل نمراً من ورق، أو كما درجت على القول: «شمشون بعد زيارة إلى المحلقة».
«الان، بعد أن اعترفت إسرائيل بأنها أزالت التهديد، فإنني أقدر بأن الحاكم السوري سيقف أمام الكاميرات، سينظر إلى الصحافيين بعينيه الزرقاوين وسيقول ان هذا تلفيق إسرائيلي لا أساس له من الصحة. وبعد ذلك، وهو مفعم باحساس الثأر، سيبحث عن الفرصة بالرد بالشكل الأكثر حدة وإيلاماً علينا. لو كان هذا منوطا بي، ما كنت لأنشر هذه القضية اليوم أيضا».
راكم جلعاد عشرات السنين من جمع وبلورة تقويمات الوضع الاستخباراتية التي رفعت إلى رؤساء الوزراء، وزراء الدفاع وأصحاب القرارات الآخرين. من تحت يديه مرت معلومات حساسة للغاية جمعها مقاتلون أرسلوا إلى دول عربية. في الفترة التي سبقت قصف المفاعل السوري كان جزءاً من الفريق برئاسة شالوم ترجمان، المستشار السياسي لرئيس الوزراء، وبمشاركة مندوبين من كل اذرع الاستخبارات ممن رافقوا الاستعدادات للعملية واعدوا الساحة السياسية لليوم التالي.
ويقول جلعاد: «سوريا أذهلت أسرة الاستخبارات عندنا. فعلى مدى سنين تابعنا مفاعل بحث صغيراً وعديم القيمة أبقاه السوريون برقابة دولية، ولم نعرف شيئا عما يجري في شمال سوريا. من ناحية مهنية، الاسد جدير بكل ثناء. فقد تمكن من إبقاء السر حتى عن محيطه القريب، عن الإيرانيين، عن الروس. نجح في خداع كل العالم. ما كان من شأنه أن يكون الاخفاق الاكبر للاستخبارات الإسرائيلية اصبح نجاحا فاخرا. وأنا امنح الحظوة اساسا لرئيس الموساد في حينه مئير داغان الراحل، الذي كان مصمما على أن يقلب كل حجر بعد أن وصلت اليه المعلومة الاولى التي اشتبهت بالاسد بعلاقة سرية مع مسؤولين كبار من كوريا الشمالية. وقد فهم داغان المعنى العميق لما يجري في سوريا.
«عندما قرأت التقرير الاول بالنسبة للاسد وكوريا الشمالية، اقشعر بدني. سألت نفسي: كيف حصل لنا هذا؟ سوريا، التي وقفت في مركز التغطية لجمع المعلومات والتقويم في استخباراتنا، نجحت في خداعنا. هذا المفاعل بني في المنطقة الأبعد من سوريا، والتي تحولت لاحقا لتصبح معقل داعش. فهل يمكن أن يكون كابوساً أكبر من أن نشاهد زعيم داعش، ابو بكر البغدادي، يعلن انه حصل على السيطرة على منشأة نووية؟ درسي هو أن كن مستعدا دوما متواضعا وجاهزا للمفاجآت ولا سيما عند الحديث عن نظام شرير كنظام الاسد».
حكمة الكابنت
بخلاف مناحم بيغن في حينه، الذي أعلن على الفور بعد قصف المفاعل في العراق بأن هذا عمل إسرائيلي، تقرر في إسرائيل هذه المرة ان تصمت. ويقول جلعاد ان «الكابنت تصرف بحكمة. فأخذ المسؤولية الرسمية عن تدمير المفاعل السوري كان سيعين الاسد ويجره إلى رد قاس ضد إسرائيل. وبالفعل، فقد ضبط الاسد نفسه ولم يرد».
جلعاد، وليس لاول مرة، وجد نفسه يختلف بشكل قاطع مع موقف الوزير الذي عمل معه. في هذه الحالة كان الحديث يدور عن وزير الدفاع إيهود باراك الذي اقترح الانتظار قبل الحسم في موضوع المفاعل السوري. وفي إحدى المداولات التي تمت في مكتب وزير الدفاع قبيل العملية، أبدى باراك لجلعاد عن ذلك ملاحظة بأنه عرض «موقفا متسرعا». ولكن جلعاد لم يغير رأيه في أن إسرائيل ملزمة بان تعمل على عجل. وهو يقول: «وفقاً لفهمي، فإنني لم أخدم أبداً شخصا معينا. انا وزملائي الضباط، رئيس الاركان، قائد سلاح الجو ورئيس شعبة الاستخبارات نخدم الدولة. عندنا التزام مطلق للدولة. نقطة. موضوعيا، كل موقف اعتقد انه يجب الانتظار والامتناع عن العمل، أو تفضيل عمل دبلوماسي في الجدول الزمني القصير الذي كان تحت تصرفنا قبل ربط المشروع الوحشي هذا بنهر الفرات، كان غير معقول على الاطلاق. من اعتقد خلاف ذلك ملزم اليوم بحساب للنفس. في نهاية المطاف، يفوق موقف رئيس الوزراء كل موقف آخر. ومعارضة باراك كانت باطلة ولاغية في مقابل تصميم رئيس الوزراء إيهود أولمرت لازالة التهديد الرهيب هذا من فوق رأس إسرائيل».
صفقة القرن
في الاشهر القريبة القادمة من المتوقع للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ان يلتقي زعيم كوريا الشمالية كي يبحث معه في «صفقة القرن»: تخفيف للعقوبات مقابل وقف المشروع النووي. اللواء احتياط جلعاد ليس متفائلاً. وهو يقول انه «ليس لكوريا الشمالية خطوط حمر»، ويذكر بان النظام في بيونغ يانغ خدع الأمريكيين عدة مرات، بما في ذلك في قضية المفاعل السوري. ويحذر جلعاد من أن فشل المحادثات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، إلى جانب الانسحاب الأمريكي المتوقع من الاتفاق النووي مع إيران، من شأنهما أن يضعضعا الشرق الاوسط، ويعيدا إيران إلى مسار تطوير السلاح النووي، ويشجعا أيضاً السعودية ومصر على الانضمام إلى النادي النووي.
يديعوت 2018-03-24
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews