بعد العملية: الجيش يفحص تغيير مسار الجدار
في أعقاب العملية أمس التي دهس فيها أحد سكان قرية برطعة الشرقية جنديين اسرائيليين، يفحص الجيش امكانية تغيير مسار جدار الفصل في القرية، ومن شأنه أن يوصي بذلك للمستوى السياسي. الخط الاخضر يقسم برطعة إلى قسمين، حيث يعيش في القسم الشرقي فلسطينيون وفي القسم الغربي اسرائيليون. إذا تمت المصادقة على توصية الجيش فإن المعنى العملي لذلك سيكون تقسيم القرية إلى قسمين، لاول مرة منذ اقامة الجدار.
في بداية العقد الماضي عندما أقامت حكومة شارون الجدار بصورة متأخرة على خلفية موجة العمليات الانتحارية في الانتفاضة الثانية، كان تردد كبير حول مسألة أين سيتم وضع الجدار في منطقة برطعة. في نهاية المطاف تقرر وضعه شرق القرية بصورة تبقي فعليا القسم الفلسطيني أيضاً داخل حدود اسرائيل. السكان الفلسطينيون يمرون بدون صعوبة وبدون فحص أمني ثابت إلى المناطق الاسرائيلية، وفي السنوات الاخيرة يعيش فيها فلسطينيون كثيرون من مناطق الضفة الغربية الاخرى، من أجل الذهاب إلى العمل في اسرائيل بسهولة.
في هذه الأثناء يشخص الجيش الاسرائيلي نقطة ضعف، رغم أنها غير مرتبطة بالعملية نفسها التي حدثت شرقي الجدار وداخل اراضي الضفة. هو يريد كما يبدو اجراء تعديلات تحت غطاء الخط الهجومي الذي تتبناه الحكومة بعد العملية. مسألة تموضع الجدار سيتم بحثها قريبا، وفي هذه الاثناء اتخذت الاجهزة الأمنية خطوات عقابية تركزت في عائلة منفذ العملية منها سحب تصاريح التجارة والعمل في إسرائيل من أبناء عائلته.
من التحقيق الأولي في العملية يتبين أن المنفذ، علاء قبها، لم يترك في هذه المرة علامات مسبقة بخصوص عمليته، ولم يعط إشارات عن خطته في الشبكات الاجتماعية. ربما يكون دهس الجنود كان نتيجة قرار آني. قبها سافر بالاتجاه المعاكس للاتجاه الذي تحرك فيه الجنود، وقام بالالتفاف واندس بسيارته بين الجيب العسكري لدوريتهم وبين برج المراقبة الذي وقفوا بجانبه. خلافا لعدد من عمليات الدهس السابقة، يبدو أن الضابط والجنود الذين أُصيبوا، عملوا وفق تعليمات الأمان ووقفوا خلف حاجز بينهم وبين الشارع. قبها دهس ضابطاً وجندياً وأصاب جنديين آخرين من جنود الدورية. السائق الذي قام بعملية الدهس أُصيب وتم اعتقاله.
في ماضي قبها توجد مخالفات أمنية: حكم عليه بالسجن سنتين في 2015 بتهمة تخطيط عملية في مستوطنة مافو دوتان القريبة من مكان عملية أمس، وتم اطلاق سراحه قبل سنة. حسب ما هو معروف حتى الآن فان المنفذ لا ينتمي إلى أي تنظيم فلسطيني. هذا لم يحل دون قيام حماس في قطاع غزة من مباركة العملية وأن تعزو نتائجها لنفسها. حتى أن حماس أعلنت أن هذه هدية فلسطينية في ذكرى المئة يوم على اعلان ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
موجة عبوات ناسفة في القطاع
مسألة نقل السفارة الأمريكية ستستمر في التحليق في الجو في الاشهر القادمة. في الجيش الاسرائيلي وفي الشباك يستعدون لتسخين ملحوظ في المناطق في هذه الفترة المكتظة بأيام الذكرى والخطوات السياسية. في 30 آذار/مارس ستتم إحياء ذكرى يوم الارض، وفي نيسان/أبريل يوم الاستقلال واحتفالات السبعين لاقامة الدولة، وفي أيار/مايو سيتم اجراء احتفال نقل السفارة إلى القدس، والفلسطينيون سيحيون يوم النكبة. على هذه الخلفية يتوقع أن تكون المناطق متوترة اكثر من المعتاد.
بدءاً من نهاية هذا الشهر تنوي حماس تنظيم مسيرات جماهيرية وانشاء معسكرات خيام قرب الجدار الحدودي. في الخلفية، لا يبدو هناك في الوقت الحاضر أي اختراق في جهود المصالحة بين السلطة وحماس. تقليص المساعدات الإنسانية لقطاع غزة يزيد الوضع هناك سوءاً ويزيد عصبية نظام حماس في القطاع. وزير الدفاع افيغدور ليبرمان قال في مقابلة أجرتها معه وكالة إخبارية إن السلطة تسعى بشكل متعمد إلى إثارة حرب بين اسرائيل وحماس. اليوم تم تفجير عبوة ناسفة أخرى ضد قوات الجيش الاسرائيلي في حدود القطاع، الثانية خلال يومين والرابعة في الاسابيع الاخيرة. في الحادثة لم يكن هناك مصابون.
في الضفة الغربية «خططوا لمحاولة تجديد تظاهرات كبيرة. زيادة هذا التوتر تترافق عادة مع الزيادة في عدد محاولات تنفيذ عمليات لمخربين أفراد. الدهس والطعن وأحياناً إطلاق النار من سلاح محلي، من جانب شباب على الاغلب لا ينتمون لهيكلية تنظيمية منظمة. الرد الاسرائيلي استند إلى مركبين أساسيين: نشاط محدد ومضبوط لقوات الامن لمنع العمليات من خلال المس بالحد الادنى بالمدنيين الفلسطينيين، وتنسيق أمني وثيق مع الاجهزة الأمنية الفلسطينية.
السلطة، أيضاً في فترات متوترة في السنتين الأخيرتين، موجة عمليات الطعن، وبعد ذلك في تموز/يوليو الماضي، أزمة البوابات الالكترونية في الحرم حافظت بشكل عام على الاتفاق. ضمان استمرار هذه الجهود اصبح الآن أصعب، على خلفية الصراع على الوراثة في قيادة السلطة، والادراك بأن عهد الرئيس محمود عباس يقترب من النهاية، بسبب العمر المتقدم (في نهاية هذا الشهر سيكمل الـ 83 سنة)، ونظره الضعيف.
هآرتس 2018-03-19
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews