انقلاب مع أو ضد مصلحة اللاعب السعودي
لم تكن فكرة زيادة اللاعبين الأجانب في الدوري السعودي بنيت أهدافها من أجل تقليص عدد اللاعبين السعودين في الأندية، أو تخفيض مقدم عقودهم ورواتبهم الباهظة كما يتصور بعضهم، بقدر ما أن تجربة الاحتراف التي مرت بها أنديتنا واللاعب السعودي أثبتت فشلها، وتحتاج إلى إعادة نظر من جميع النواحي.
ـ نعم تجربة الاحتراف تحتاج إلى صياغة مِن جديد، بدءًا مِن البيئة الاحترافية وأجواء صاخبة بنظام يومي روتيني تعود عليه اللاعب السعودي، لا يساعد على الامتثال والاستجابة لمتطلبات الاحتراف والتقيد بأنظمته على مستوى مواعيد نومه، ونظام برنامج غذائه والمحافظة على صحته ولياقته البدنية، ناهيكم عن اعتلال واضح في قوامه البدني، كان له تأثيره البالغ في أداء وعطاء اللاعب وسوء نتائج تأثرت منها الكرة السعودية كثيرًا على مستوى منتخباتها وأنديتها في المشاركات الخارجية، وعلى مدى عقدين من الزمن.
ـ وعندما نلمس حاليًا من هيئة الرياضة محاولات جادة لإعادة بناء بيئة محترفة داخل أنديتنا، عن طريق تغير وتطوير أنظمة وبرامج وآليات لها علاقة بنظام المسابقات المحلية، وزيادة كبيرة في عدد اللاعبين المحترفين الأجانب، في مقابل عدد أقل بالنسبة للاعبين المحليين؛ فتلك مؤشرات واضحة لمرحلة "انقلاب" كلي واضحة المعالم، وفق استراتيجية مدروسة بعناية فائقة، تخلت تمامًا عن كل القناعات السابقة لنظام عقيم لم يكن في آلية تطبيقه ما يدل على وجود احتراف حقيقي في أنديتنا، وكذلك على صعيد عقلية اللاعب السعودي، وهذا من أهم وأبرز ما أوصل الكرة السعودية إلى انحدار حول الاحتراف عندنا إلى "انحراف"، ساهم وشجع على الفساد بأوجهه المادية والأخلاقية.
ـ ولعل الخطوة التي أقدم عليها رئيس هيئة الرياضة تركي آل الشيخ، بالبحث عن أندية إسبانية تقبل أن تُمارس تجربة جديدة وجريئة باحتراف عدد جيد من اللاعبين السعوديين في هذه الأندية، الغاية من هذه الخطوة كما يبدو لي أراها تنحصر في جوانب مهمة مرتبطة جميعها ببعضها بعضًا.
ـ جانب نستطيع فهمه من خلال قرار" تقليص" عدد اللاعبين السعوديين في البطولات الكروية "دوري وكأس"؛ ليصبح اللاعب السعودي حريصًا على تنمية موهبته وقدراته الفنية بفكر احترافي، ولا ينحصر اهتمامه على الجانب المادي فحسب، وبالتالي نلاحظ عليه تغيرًا واضحًا في عقليته الاحترافية، بما يشجع الأندية على التعاقد مع اللاعبيين الأفضل والأمهر كرويًّا، والمتميزين بموهبة كروية خارقة، وتتوفر فيهم كل مواصفات اللاعب المحترف.
ـ الجانب الأهم هو أن اللاعبين الموجودين حاليًا في الأندية الإسبانية المتأمل أن يستفيدوا من هذا الفكر"الانقلاب"، أثناء مشاركة منتخبنا الوطني في كأس العالم في روسيا، ويجني ثمارها الأخضر، ومن ثم يكملون هذه التجربة فيما بعد، بما حققته لهم من نجاح كبير يفرض استمراريتهم في الاحتراف الخارجي، أو يحظون بعروض محلية تتناسب مع مرحلة "الانقلاب" بكل مفاهيمها الاحترافية والاقتصادية.
الرياضية 2018-03-09
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews