Date : 28,03,2024, Time : 06:16:57 PM
6557 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الجمعة 21 جمادي الآخر 1439هـ - 09 مارس 2018م 12:08 ص

إيرانيو الولاء أميركيو الطباع

إيرانيو الولاء أميركيو الطباع
فاروق يوسف
أنصار إيران في الميليشيات وفي مجلس النواب يطالبون برحيل القوات الأميركية فيما تلتزم إيران جانب الصمت.
تقاسم المصالح بين واشنطن وطهران

“القوات الأميركية باقية في العراق بل إن حلف الناتو سيعزز وجوده هناك أيضا”. يتوقع البعض أنه خبر سيء في الوقت الذي لا يكترث العراقيون العاديون به.

صار حضور القوات الأميركية مفردة من مفردات المزاد السياسي المفتوح على “مفاجآت” الانتخابات المقبلة. هناك مَن أفصح عن نيته رفع السلاح لمقاومة قوات الاحتلال الأميركي. وهو انتباه متأخر من قبل ميليشيات شيعية تدين بوجودها في العراق للاحتلال الذي تنوي مقاومته.

أما مجلس النواب الذي يعيش أيامه الأخيرة، فقد رفض ما كان موافقا عليه في أيامه الأولى.

لقد اكتشف النواب أن وجود القوات الأجنبية يمسّ بالسيادة الوطنية، فقرروا أن يطالبوا الحكومة بإنهائه.

أما الحكومة فإنها ليست في حاجة إلى أن تقف حائرة بين طرفين لا خصومة بينهما. فهي إضافة إلى أنها تعرف كل شيء، ما خفي من المسألة وما ظهر، فإنها تدرك أن خصومها يلعبون في الوقت الضائع، بل خارج الملعب.

أنصار إيران في الميليشيات وفي مجلس النواب يطالبون برحيل القوات الأميركية فيما تلتزم إيران جانب الصمت.

ليس سرا أن إيران تعيش أزمة مزمنة مع الولايات المتحدة. في المقابل فليس سرا أيضا أن كل ما يجري في العراق ومنذ سنوات طويلة إنما هو محصلة اتفاق أميركي إيراني.

إيران موجودة في العراق بموافقة أميركية، فهل تحتاج الولايات المتحدة إلى موافقة إيرانية من أجل الإبقاء على قواتها في العراق؟

ذلك سؤال لا يتعلق بالسيادة الوطنية في سياق المعادلة السياسية الواقعية في العراق. فالعراق وفق ذلك السياق بلد محتل. أما المشاهد الصورية في ما يتعلق بالانتخابات والأحزاب وتقاسم السلطة وتداولها ديمقراطيا، فكلها موجّهة إلى رأي عام ليس له أي تأثير على المعادلات السياسية.

لقد تقاسم الطرفان (إيران والولايات المتحدة) المواقع والاختصاصات والامتيازات وليس هناك ما يعكّر مزاجهما.

إن صرح مسؤول إيراني بأن بغداد ستكون عاصمة الإمبراطورية الفارسية فإن الإدارة الأميركية لا ترد، وحين يؤكد قائد عسكري أميركي بأن الولايات المتحدة تنوي زيادة عدد جنودها في العراق فإن إيران لا تستنكر ذلك.

هناك تنسيق بين الطرفين على أعلى المستويات، هو ما لا يتناقض مع نقاط الخلاف بينهما. “هل هما عدوان حقا؟” سؤال لا قيمة له في عالم المصالح الذي طحن العراقيين من غير أن يفهموا فقرة واحدة من فقراته.

فهل علينا أن نصدق أن الأطراف التي تدعو إلى رحيل القوات الأميركية لم تطلّع على ذلك الاتفاق ولم تره مجسدا على الأرض؟

هناك الكثير من الكذب الذي يُقال في العراق. كذب يكشف عن امتهان أصحابه لكرامة العراقيين من خلال إيهامهم بوجود مبدأ السيادة الوطنية.

واقعيا فإن السيادة الوطنية في العراق منتهكة لا بسبب وجود القوات الأميركية الذي نص عليه اتفاق استراتيجي بين الحكومة العراقية والحكومة الأميركية فحسب، بل وأيضا بسبب وجود ميليشيات مسلّحة موالية لإيران تم إلحاقها بالدولة عنوة تحت عنوان “الحشد الشعبي”.

وإذا ما كانت تلك الميليشيات تناصب الحضور العسكري الأميركي العداء علنا، فإنها في السر تخدمه. ذلك لأنها تضع نفسها في خدمة المشروع الإيراني الذي هو بمثابة الجزء المكمّل لمشروع الاحتلال الأميركي. في كل الحالات فإن الشعب العراقي يخرج من اللعبة مضحوكا عليه.

أعداء أميركا في الداخل العراقي هم أصدقاؤها في الوقت نفسه. ذلك لأنهم لا يجدون ضررا في الهيمنة الإيرانية التي ما كان لها أن تقع لولا موافقة أميركية. بعد كل هذا هل هناك أمل للعراق في أن يخرج من متاهته؟

العراق بلد ضائع لأن شعبه تعرّض لأكبر عملية تيه وتزوير في التاريخ. لقد صار على العراقيين أن يكذّبوا كل ما يُقال لهم. وهو ما لا يقوى عليه إنسان، لأن الحياة حينها لن تكون ممكنة.

ليس من الإنصاف مطالبة شعب بأكمله بالانتحار، لذلك صار ضروريا أن يعي الشعب العراقي أنه قد وقع ضحية لعبة يديرها أفاقون لا شأن لهم سوى تمرير الوقت من أجل سرقة المزيد من ثرواته.

العرب اللندنية 2018-03-09




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد