مجلس الأمن تحول إلى منصفة خطابات
جي بي سي نيوز :- أغدقت مظاهر عطف على رئيس السلطة أبو مازن في ظهوره بمجلس الأمن. غير أنه من ناحية عملية، فإن نتيجة خطابه أمس هي صفر.
تظلّمه من معاناة الشعب الفلسطيني، والهجوم على إسرائيل، «القوة المحتلة»، وتكرار غضبه ضد الولايات المتحدة ورفضها كجهة وسيطة، كل هذه لم ينتج ومن غير المتوقع أن ينتج خطوات أو مبادرات تدفع بالقضية الفلسطينية إلى الأمام.
مجلس الأمن هو المكان الأخير في العالم الذي يمكنه، والقادر على الدفع للأمام تطلعات الشعب الفلسطيني، وأبو مازن أول من ينبغي أن يعرف هذا. غير أن المنطق والعقل السليم كفا منذ زمن بعيد عن توجيه سلوك رئيس السلطة.
يعتبر المجلس هيئة اعتبارية، الإطار الوحيد في الأمم المتحدة الذي لديه الصلاحيات لاستخدام القوة لفرض قراراته. ولكن يكفي أن نذكّر بفشله المتواصل وانعدام الوسيلة لديه في محاولة وضع حد أو حتى فقط تقييد الحرب الجارية في سوريا، التي دخلت سنتها الثامنة، كي نستنتج بأن هذا الجسم لن تنشأ منه منفعة.
لقد تحول مجلس الأمن في السنوات الأخيرة إلى منصة خطابات لامعة، ومكانٍ يشكو فيه سفراء ومندوبو الدول الأعضاء ويحتجون على المعاملة غير النزيهة.
ولكن العلاقات العكرة بين الولايات المتحدة وروسيا خنقت نفوذه، وعمليا شلت قدرته على العمل.
يوجد مثلا قرار يصف ضم شبه جزيرة القرم كخرق للقانون الدولي. حسن، وماذا في ذلك؟.
الخطأ الاستراتيجي لأبي مازن هو الجهد المعلن والاستعراضي الذي يقوم به لاعتبار مجلس الأمن كجهة مركزية، مؤثرة وقائدة في المحاولة لإيجاد حل سياسي للنزاع. لقد أشعل اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن القدس عاصمة إسرائيل، النار في عظام أبو مازن وعظّم تطلعه لإدخال مجلس الأمن في مركز الأمور في كل ما يتعلق بالنزاع.
لكن هذا لن ينجح ولن يفلح. قبل كل شيء، لأن الهدف الذي يسعى إليه؛ اعتبار المجلس جهة مركزية ومشاركة بشكل فاعل في جهود الوساطة بين إسرائيل والفلسطينيين، هو هدف مرفوض وعليل وغير وارد في نظر كل الإدارات الأمريكية في العقود الأخيرة.
تعاطى كل رئيس تولى المنصب في واشنطن، مع النزاع كمجال حصري وفردي لجهود الوساطة الأمريكية.
وإذا حرص الرؤساء السابقون على ذلك، فمع ترامب، ونفوره المعلن من الأمم المتحدة ومؤسساتها، فإن هذا واضح أكثر. وبالتالي، لا شك أيضا بأن الولايات المتحدة ستستخدم الفيتو على كل توجّه للسلطة الفلسطينية لقبولها كعضو عادي في الأمم المتحدة.
وعليه، فبدلا من إضاعة الوقت والجهد في عمره المتقدم، ولبس ثوب الضحية في استعراض للمسكنة في خطاب في مجلس الأمن، فإن على أبو مازن أن يحاول أن يستقبل لدى ترامب للنقاش.
كان الزعيم الفلسطيني سيكتشف بأن في محيط الرئيس الأمريكي، تتبلور أمزجة بموجبها ينبغي تعويض الفلسطينيين على الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة إسرائيل، وأنهم هناك يتحدثون عن تشدد جارف في السياسة تجاه إسرائيل وفي المطالب منها.
معاريف 2018-02-22
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews