سيبادر نتنياهو إلى الدعوة لانتخابات مبكرة بينما الإدانة والاعتقال في الأفق

جي بي سي نيوز :- من المعروف أن بنيامين وسارة نتنياهو يحبان إحاطة نفسيهما بمن يعتمرون القبعات. حسب الإيمان المنسوب لزوجة رئيس الحكومة من قبل زوجها، المتدينون مساعدون مخلصون جدا، وهم الأكثر حفاظا على الأسرار. التوراة الموجودة في قلوبهم هي القبة الحديدية التي تحمي مشغليهم إلى أبد الآبدين. لا يمكنهم غرس سكين في الظهر، ولا يخونون، ولا يفشون ما يجري في المكتب وفي البيت، يمكن الاعتماد عليهم، اليهود لا يسلموا اليهود.
أمس قبل نزول الصحيفة للطباعة وربما بعد ذلك، استكملت صياغة اتفاق الشاهد الملكي مع شلومو (مومو) فلبر، المقرب منه ورجل أسراره، ومحط ثقته، والصندوق السري لبنيامين نتنياهو منذ أكثر من عقدين. اعتادوا في محيط نتنياهو تسمية فلبر بـ «الصندوق الأسود»، غير القابل للفك والتحطم.
مدير عام وزارة الإعلام الُمقال والذي توسط حسب الاتهام بين متلقي الرشوة رئيس الحكومة وبين من منح الرشوة، رجل الإعلام الكبير، شاؤول الوفيتش، وهو من رجال القطاع الديني الوطني. ليلتان في غرفة الاعتقال القذرة والباردة في الشرطة، لا وقت لمحاسبة النفس، وفحص واع للمستقبل الذي ينتظره إن لم يستجب لاقتراح تجريم نتنياهو، جعلتاه يتوجه إلى محاميه. ما قالته شولا زاكين بالنسبة لإيهود أولمرت، فسيقوله فلبر بالنسبة لنتنياهو بصورة مضاعفة.
لقد سبقه في الانضمام إلى النادي المشكوك فيه للشهود الملكيين، آريه هارو، الذي كان رئيس الطاقم والرجل المالي في مكتب رئيس الحكومة. شهادته هي التي وضعت الرقم الرئيسي في ملفات 2000 و1000، المكالمات مع نوني موزيس والهدايا من ملتشن وباكر. هارو أيضا هو شخص متدين، خريج مدرسة دينية ثانوية. فرضية سارة وبيبي لم تنجح في الامتحان.
من شأن شهادة فلبر أن تظهر ملف الرشوة المليوني في قضية بيزك، واللاه ضد رئيس الحكومة. رئيس الحكومة يمكنه منذ هذه اللحظة أن يُعتبر رجل سياسة سابق. هو محاط من كل الجهات بالملفات الثلاثة. ما كتب هنا أمس هو صحيح اليوم بصورة أكثر تأكيدا. لقد فوت منذ زمن فرصة الخروج من البئر القانونية بثمن قليل نسبيا بواسطة الاستقالة من الحياة السياسية والتوصل إلى صفقة.
من شأن انتخابات مبكرة بمبادرة منه أن تحدث في الأشهر القريبة القادمة. ومن المشكوك أن يصل فيها كرئيس لليكود. ومن المشكوك أكثر أن يفوز فيها. وهناك شك كبير في أن ينجح في تشكيل ائتلاف في الوقت الذي تلوح فيه الإدانة والسجن في الأفق. نتنياهو في طريقه ليصبح تاريخا سياسيا وشخصية بائسة تحاول دولة إسرائيل محوها من الذاكرة الجماعية.
كان تواتر الأحداث في اليوم الأخير مدهشا. فقط في مسلسل الإثارة «24» مع العميل جاك باور، شاهدنا أمورا كهذه. هذا بدأ مع رفع منع النشر عن أسماء المتهمين الأساسيين في ملف بيزك الوفيتش وأبناء عائلته، وفلبر ونير حيفتس وستيلا هندلر. في الظهيرة انفجرت في «معاريف» في مقال بن كسبيت قضية صفقة تعيين القاضية اللوائية المتقاعدة هيلا برستا مستشارة قانونية للحكومة مقابل إغلاق ملف منازل سارة نتنياهو. وفي المساء عُرف عن اتفاق الشاهد الملكي مع فلبر. 12 ساعة من سكرة الأحاسيس.
في ما يخص قضية غريستال ونير حيفتس، المستشار الإعلامي وصديق عائلة نتنياهو الذي نقل اليها كما يبدو العرض المدان والفاسد في نهاية 2015، يمكن فقط القول «الله يحفظنا». إذا كانت هذه الأمور قد حدثت حقا كما تدعي الشرطة والنيابة العامة، فإن هذه قضية بار أون الخليل حول المنشطات. ولكن يجب القول بأن احتمال أن رئيس الحكومة الذي نجا بجلده من دون اتهام جنائي من تلك المؤامرة قبل 21 سنة، كان يعرف عن هذه الأمور أيضا الآن، هو احتمال ضعيف جدا. كانت هذه كما يبدو مبادرة خاصة من قبل حيفتس. ربما أنه أرسل من قبل شخص آخر أراد جدا إغلاق ملف منازل رئيس الحكومة للسيدة نتنياهو، وتلمس إذا كان هناك إمكانية لعقد صفقة. حيفتس فحص مع زميلها، إيلي تمير المستشار الاستراتيجي للنخبة المالية الذي نقل العرض إلى القاضية، والتي رفضته تماما ولم تبلغ الشرطة كما هو متوقع منها لأنها لم ترغب كما يبدو في توريط صديقها الجيد.
السيدة غريستال تستحق علامة فاشلة. قاضية كبيرة ورئيسة المحكمة اللوائية المتقاعدة، لم تسارع إلى الشرطة عندما طُرح عليها اقتراح صيغة تطرحها العصابات الإجرامية التي تعني التصادم مع الديمقراطية، وأكثر من هذا، هي تروي ذلك لصديقتها المقربة قاضية المحكمة العليا إستر حيوت، والتي سيتم تعيينها بعد سنتين رئيسة للمحكمة العليا، لم تفعل أي شيء: لم تضغط على صديقتها، ولم تأمرها بالذهاب إلى الشرطة.
مرت الصديقتان على ذلك مرور الكرام، وكأن الأمر يتعلق بشائعات مكتبية. وتستمران في أمورهما كالمعتاد. الإعلان الصحافي الذي أصدرته أمس الرئيسة حيوت، بعد أن قدمت شهادتها للشرطة، لم يكن يناسب جلال وظيفتها وهيبة المحكمة العليا. على اعتباراتها وليس على استقامتها، وقع أمس ظل ثقيل. الأمر الأكثر إدهاشا هو أن هذه القذارة طفت على السطح بعد سنتين وشهرين من ذلك عندما كانت النفوس العاملة والخائنة قد نسيته.

هآرتس  2018-02-22