Date : 24,04,2024, Time : 06:50:16 PM
2262 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الثلاثاء 04 جمادي الآخر 1439هـ - 20 فبراير 2018م 12:09 ص

على إسرائيل تغيير استراتيجيتها تجاه طهران

على إسرائيل تغيير استراتيجيتها تجاه طهران
معاريف

الاستراتيجية التي تعمل عليها القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية في المواجهة مع إيران وحزب الله في الشمال ؛ التهديد بـ «إعادة لبنان إلى العصر الحجري» من خلال التدمير المكثف للبنى التحتية المدنية والتسبب بإصابات كثيرة للسكان اللبنانيين، خطيرة بل وغير ناجعة برأيي. واضح لكل مراقب مهني في البلاد وفي الخارج، بأن الحرب في الشمال وتحقق تهديد حزب الله بإطلاق نحو إسرائيل عشرات آلاف الصواريخ بعيدة المدى، والمتوسط والقصير، بما في ذلك الصواريخ الدقيقة نحو أهداف استراتيجية، ستتسبب بدمير مكثف للبنى التحتية المدنية وإصابات كثيرة، مئات وربما أكثر، بين مواطني إسرائيل.
الترسانة الهائلة من 100 ـ 120 ألف صاروخ، حرصت إيران، وسوريا في حينه، على نقلها إلى حزب الله على مدى السنين ـ لم تأتِ للدفاع عن لبنان، بل لخلق ذراع صاروخي إيراني قريب لإسرائيل لردعها من الهجوم على البنية التحتية النووية الإيرانية أو السماح بسيطرة حزب الله على لبنان. من هذه الناحية، فإن قيادة حزب الله جزء لا يتجزأ من النظام في طهران، في النظرة الأيديولوجية والاستراتيجية حتى لو كان نشاط المنظمة، كذاك الذي في سوريا في السنوات الأخيرة، يعرض السكان اللبنانيين للخطر بشكل عام والشيعة بشكل خاص.
وعليه فإن عملية عسكرية إسرائيلية تتسبب بتدمير البنى التحتية المدنية في لبنان وموت آلاف المواطنين لا يفترض أن تردع إيران وقيادة المنظمة المتمسكين بهدف إبادة إسرائيل، حتى لو لم يكن في الجولة القريبة القادمة. وسيكون نظام آية الله مستعدا لأن يضحي حتى بآخر جندي من حزب الله وبالمواطنين اللبنانيين وبلبنان كدولة مستقلة على مذبح مصالحه الاستراتيجية العليا، ولن يتردد حسن نصرالله في العمل وفقا للأوامر الإيرانية.
من جهة أخرى، فإن تدمير الجيش الإسرائيلي للبنان سيتسبب بالكراهية ضد إسرائيل على مدى الأجيال، ليس فقط من الطائفة الشيعية، بل وأيضا من السنة والمسيحيين والدروز؛ الطوائف التي يمكنها، في سيناريوهات معينة، أن تغير ميزان القوى داخل لبنان وإزاحة حزب الله عن مواقع القوة التي يحتلها.
كما أنه لا شك بأن الأسرة الدولية لن تقبل بعدم اهتمام السياسة الإسرائيلية، وستضغط على إسرائيل لإنهاء المعركة العسكرية، التي ستكون على أي حال قاسية ومرتبة، قبل تحقيق الحسم أو الإنجازات المهمة على الأرض. وبعد وقف النار، فإن الضغوط الدولية ضد خروقات القانون الدولي والاتهامات بالمذبحة وبقتل الشعب ستعزل مرة أخرى إسرائيل في هذه الساحة.
وعليه، يتعين على إسرائيل أن تردع إيران مباشرة من مغبة حرب الشمال المدمرة، وإن لم تمنعها تماما، فعلى الأقل تمنع سيناريو الرعب لإطلاق آلاف الصواريخ نحو أعماق إسرائيل. على التهديد العسكري أن يكون على مدن إيران، وعلى رأسها العاصمة طهران، التي ستدفع ثمن النار المكثفة للصواريخ التي لدى حزب الله على إسرائيل. على التهديد أن يكون مترافقا مع شرح شامل يتلقاه السكان الإيرانيون عن كل الأدوات التي تحت تصرف الدولة.
هناك مثال تاريخي يعزز هذا النهج الاستراتيجي. آية الله الخميني، الزعيم الأعلى الأول للجمهورية الإسلامية، قرر إنهاء ثماني سنوات الحرب المضرجة بالدماء مع العراق عام 1988، فقط بعد فشل هجماتها «النهائية» الكثيرة وضعف اقتصاد الحرب وموجة القصف الفتاك لـ 520 صاروخ سكاد على العاصمة الإيرانية وإمكانية وقوع إصابات كثيرة أخرى. وكنتيجة للضحايا الكثيرة، فإن نحو 30 في المئة من سكان العاصمة هجروها. فأعلن الخميني في حينه: «بائس أنا إذ نجوت كي اشرب الكأس المسموم».
الإيرانيون حساسون جدا لعدد المصابين بين قواتهم المرابطة في سوريا، ولا سيما وحدات الحرس الثوري، ولهذا فإنهم يفضلون أن يجندوا ويمولوا ويطلقوا إلى هناك عشرات الآلاف من مقاتلي الميليشيات الشيعية. مهم أيضا الإشارة إلى أن الاضطرابات الشعبية التي وقعت مؤخرا في إيران، اندلعت على خلفية الوضع الاقتصادي العسير في الدولة ودعوات المتظاهرين لوقف المساعدة الحربية لسوريا ولحزب الله وللحوثيين في اليمن.
في الساحة السياسية الإسرائيلية، الوزير نفتالي بينيت وحده الذي تحدث مؤخرا في صالح «قتال ثابت ضد قوات القدس وإيران. رأس التنين»، بهدف تقليص احتمالات الحرب، تقصير مدة المعركة إذا ما فُرضت علينا وتوفير حياة الناس. وتعزز الأحداث الأخيرة في الشمال فقط الحاجة إلى تغيير استراتيجية إسرائيل في مواجهة التهديد الإيراني. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن حكومة إسرائيل عملت بشكل جيد في تحديد الخطوط الحمراء ضد التسلل الإيراني إلى سوريا ولبنان وأثبتت بالأفعال بأنها تقف خلف تصريحاتها.

معاريف 2018-02-20




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد