دنيا بلوت
لم يستأثر خبر رياضي باهتمام شرائح المجتمع المختلفة، مثل الإعلان عن إقامة بطولة وطنية للعبة الـ"بلوت"، صاحبة الشعبية الأولى وطريق الخلاص الوحيدة من الأجهزة الإلكترونية التي أصابت الناس صغارًا وكبارًا بالعزلة عن مجتمعهم وقادتهم، إلى حياة أقرب إلى أعراض مرض "التوحد".
تفاعل الناس والشركات مع إقامة بطولة "الـ"بلوت"، جاء بمثابة انتصار لهذه اللعبة التي تعرضت لحرب شعواء وصلت إلى تشويه سمعتها وإصدار فتاوى بتحريمها، بل منعها في بعض المجالس بداعي أنها تنافي المروءة، حتى أصبحت ضمن قائمة الجدليات مثل السينما والمسرح وقيادة المرأة للسيارة، مع أن الـ"بلوت" مجتمع لا يحرص عليه مدمنو المخدرات والخمور، ولو حرصوا لن يجدوا من يسمح لهم، بحكم أنها لعبة تمارس في المجالس أمام الله وخلقه ولا تقبل الانزواء، فضلاً عن أن ممارستها تتطلب يقظة وذاكرة قوية أثناء "الصكة" المليئة بالمحظورات القانونية والتكتيكية.
بطولة الـ"بلوت" المنتظرة غيّرت مفاهيم مغلوطة عن أصل هذه اللعبة، وعدم تواجدها إلا في المجتمع الخليجي، خاصة أن المعلومات المتداولة ترجح أنها لعبة هندية تعود إلى القرون الوسطى، في خلط واضح بين تاريخ الورق "الكروت"، وطريقة اللعب بمختلف مسمياتها وقوانينها، على نحو البوكر والبريدج والـ"بلوت"، ولهذه الأخيرة طريقة لعب تمارس في السعودية دون بقية بلدان الخليج، باستثناء بعض الكويتيين الذين تعلموا الـ"بلوت" خلال تواجدهم في المملكة عام 1990.
وبالبحث عن انتشار اللعبة في العالم، وجد عتاولة الـ"بلوت" في السعودية أنهم لن يسيروا وحدهم، وأن هناك آفاقًا لممارسة اللعبة عالميًّا، خاصة أن كثيرًا من دول العالم تنظم بطولات للمحترفين، ومنها الاتحاد الفرنسي للبلوت الذي يقيم منافسات دولية بصفة بلاده موطن اللعبة التي ابتكرها جيان بيلوت في عام 1920، قبل أن تنتشر في ألمانيا وهولندا ودول الكتلة الشيوعية، فضلاً عن انتشارها في البلدان الفرانكفونية باستثناء قطر!.
إقامة بطولة "بلوت" محلية، مناسبة تمهد لتنظيم منافسات عالمية للعبة في السعودية، لتكون أول تجمع عالمي لعشاق الـ 32 ورقة، خاصة أن مجتمعات الـ"بلوت" لا تحظى باهتمام مثل البوكر والبريدج الأكثر انتشارًا بسبب وجود أندية وروابط تنظم وتهتم بمنافساتها!
الرياضية السعودية 2018-02-19
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews