"المصريات" الثاني عالميا في "السمنة"..وأطباء: المرأة العاملة الأكثر رشاقة
جي بي سي نيوز:- تعتبر مصر واحدة من الدول المصنفة عالميًا بأعلى معدلات السمنة المفرطة، وخاصة السيدات، مما يؤثر على صحة الفرد، ويكلف الدولة أموالًا طائلة، سواء في الإنفاق على الأدوية أو العمليات الجراحية الناجمة عن مخاطر السمنة.
وتعد السمنة المفرطة ظاهرة عالمية، حيث تهتم بها قطاعات كثيرة، ففي إطار فعاليات القمة العالمية للحكومات المنعقدة بمدينة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة مؤخرًا، أعلن ديلو ميلوناس رئيس مجلس إدارة شركة شاو، عن وجود نحو 1.9 مليار شخص حول العالم، يعانون من السمنة المفرطة، قائلًا: "إن هذا الرقم مرشح ليشمل حوالي 50% من سكان العالم في وقت قريب".
وربط الموقع الطبي الأمريكي "MEDICALXPRESS"، من خلال دراسة أجراها باحثون أمريكيون، العلاقة بين السمنة المفرطة والتحضر، وما يرتبط به من تغيرات في نمط حياة البشر وقلة النشاط البدني الذي يؤدي بشكل مباشر إلى زيادة الوزن، وخص بذلك قارة إفريقيا، حيث أكد أنه بحلول عام 2030 سيزداد سكان الحضر بنسبة 50%، وفي 2050 سيصبح الرقم 60%..
والمعروف أن السمنة المفرطة تحدث لأسباب متعددة، ولكن 80% منها يرجع إلى العامل الوراثي، فتلعب دورًا كبيرًا في إصابة السيدات والرجال والأطفال بها، إضافة إلى أسباب أخرى، أهمها تناول المقرمشات والحلويات، والبطاطس المحمرة لارتفاع السعرات الحرارية بها، كنظم غذائية غير صحية.
المصريات أكثر عرضة للسمنة من الرجال..
وكشفت دراسة طبية، في يونيو 2017، قام عليها باحثون متخصصون في مجلة نيو إنجلاند الطبية، خلال منتدى إستوكهولم للأغذية، أن 19 مليون مصري يعانون من السمنة المفرطة، مؤكدين أن البدانة تشكل تهديدا كبيرًا على صحة المصريين، وتؤدي للإصابة بأمراض مثل السكري والقلب وحالات متنوعة من مرض السرطان.
وكشفت الخريطة العالمية للسمنة، عن 39% من السيدات المصريات، يعانين من السمنة بنحو 10 ملايين امرأة، وهي تمثل نسبة 2.7 % في معدلات السمنة العالمية، وهو ما جعل مصر تحتل المركز الثاني عالميًا في معدل سمنة النساء.
وبناء على دراسة قام بها الباحثون الأمريكيون، أخضعوا لها 24 دولة إفريقية على مدار 25 عامًا، تُجمع بياناتها كل 5أعوام في البلدان النامية، تبين أن نسبة ارتفاع السمنة بين النساء الإفريقيات في المناطق الحضرية، اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 و45 عامًا، لافتين إلى أنه بين 5 مصريين يوجد 2 مصابان بالسمنة، حيث ترتفع فيها نسبة السمنة بنسبة أعلى من 39% إفريقيًا.
ويرجع الدكتور أحمد دياب استشاري التغذية العلاجية، أسباب ارتفاع معدلات إصابة السيدات بالسمنة المفرطة عمومًا والمصريات خاصة، إلى التغيرات الهرمونية التي تحدث في جسد المرأة، والتي تجعلها أكثر عرضة لزيادة الوزن عن الرجل، مشيرًا إلى أن ضعف معدل الحرق في الجسد الأنثوي، بعكس الرجل وذلك بسبب اختلاف محتوى الجسم في العضلات "اختلاف معدل الكتلة العضلية".
وينصح دياب، السيدات بالاهتمام بأوزانهن ومراقبتها جيدًا، مؤكدًا على أن أولى الطرق للتخلص من زيادة الوزن هو تجنب تناول الوجبات الجاهزة قدر الإمكان، والتي تحتوي على زيوت مشبعة وكربوهيدرات، والحرص على الرضاعة الطبيعية وممارسة أي نوع من أنواع الرياضية بصفة يومية لمدة نصف ساعة، مع وضع نظام غذائي صحي تحت إشراف طبي يناسب كل حالة على حدة.
النساء العاملات أقل عرضة للسمنة
وهناك علاقة طردية بين قلة النشاط البدني وممارسة الرياضة وبين ارتفاع معدلات السمنة لدى النساء، ويلفت الدكتور عمرو جلال طبيب الاتحاد المصري لكمال الأجسام ورئيس اللجنة الطبية بالاتحاد الإفريقي والعربي لـ"بوابة الأهرام": إلى أن النساء العاملات الأكثر رشاقة، والأقل عرضة من الإصابة لمرض السمنة المفرطة، خاصة أنها تتحرك يوميًا ذاهبة إلى عملها، وتستطيع أن تستعين بنظام حمية غذائية، لاسيما وأن الوقت لديها أكثر انتظامًا من تلك السيدة التي تقضي ساعات طويلة في بيتها دون أن تتحرك، ومشاهدة التليفزيون، مع توافر الوجبات أمامها ببساطة.
وينصح جلال النساء، بتناول كوب كبير من الماء قبل تناول الطعام، وإضافة عصير ليمون أو خل على الماء، أو معلقة صغيرة من زيت الزيتون، حيث تساعد على حرق الطعام بشكل أفضل والتخفيض من حساسية المعدة قبل تناول الطعام.
وشدد جلال علي ضرورة ممارسة الرياضة، مشيًرا إلى دورها في تجنب الإصابة بالسمنة المفرطة قائلا: "يمكن للشخص ممارسة أبسط أنواع الرياضة، ولكن بانتظام كالمشي أو ركوب الدراجات وكذلك التدريبات بالأوزان الخفيفة لمدة ساعة يوميا، لتقليل اختزان الطعام.
النساء الأكثر إقبالًا على جراحات السمنة المفرطة
وتشير الإحصائيات والدراسات الطبية، إلى أن 30 ألف مصري يلجأون إلى التدخل الجراحي للتخلص من مرض السمنة المفرطة، وتحتل من بينهم نسبة 70%، والنسبة المرتفعة لإقبال النساء على تلك الجراحات ليست في مصر وحدها، حيث تعادلها نفس النسبة بين السيدات السعوديات.
ويوضح الدكتور أسامة عبدالعزيز التيه أستاذ مساعد جراحة الجهاز الهضمي والمناظير بطب الزقازيق واستشاري جراحات السمنة المفرطة لـ"بوابة الأهرام": أن السيدات هن الأكثر إقبالًا على تلك الجراحات، دون الرجال، لافتًا إلى أنهن يقبلن عليها في الغالب للحفاظ على شكلهن، والبعض منهن بسبب الحالة المرضية السيئة التي تسببها السمنة، بعكس الرجال الذين يلجئون للتدخل الجراحي لأسباب مرضية.
ويضيف عبدالعزيز، أنه إذا كانت لبنان المقصد المفضل لجراحات التجميل، فإن مصر هي الأكثر إقبالًا في الشرق الأوسط، لتقدمها ونجاح أطبائها في مجال جراحات السمنة المفرطة.
ويشير عبدالعزيز إلى وجود 4 أنواع من جراحات السمنة المفرطة، والمعترف بها دوليًا، وهي بالون المعدة بالمنظار، وتكميم المعدة بالمنظار، وتحويل المسار بنوعيه الكلاسيكي والمصغر، وأخيرًا حزام المعدة القابل للتعديل بالمنظار"، مضيفًا أن بالون المعدة بالمنظار أسهل الإجراءات وأكثرها أمنا، وأقل تكلفة.. إلا أنه يعتبر إجراء مؤقت، حيث أن مدة استقرار البالون ستة أشهر فقط ويستخدم لمن يعانون أمراض مزمنة بالقلب والجهاز التنفسي.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews