الاتحاد الجديد
منذ السادس من سبتمبر الماضي وهو اليوم الذي استلم فيه تركي آل الشيخ إدارة الرياضة السعودية عبر رئاسته لهيئتها، لاحت في الأفق بوادر تدخل المؤسسة الرياضية بشكل استثنائي وجاد لتغيير الواقع الذي ظل نادي الاتحاد يعيشه قرابة العقد الكامل من مشكلات إدارية ومديونيات ضخمة وهدر وعبث ماليين وضعته في طريق ممهد نحو المجهول.
قرارات عدة تم اتخاذها بشكل عاجل وحازم، وهذا النوع من القرارات والتوجهات كانت هي المنفذ الوحيد الذي يمكن أن يؤدي إلى إنهاء الأزمة الضخمة بشكل تدريجي على الأقل، أولها تحويل ملف النادي إلى هيئة الرقابة والتحقيق في حادثة غير مسبوقة في تاريخ الأندية السعودية.
وعلاوة على ذلك شكل تغيير الإدارة وتكليف حمد الصنيع الذي يحمل سيرة إدارية جيدة تتناسب مع فترة انتقالية، صدمة إيجابية فضلاً عن تقديم الدعم المادي الكبير لتسيير أمور «العميد» قبل الإعلان عن مفاجأة سارة – كما في ردود الأفعال الاتحادية- من خلال تولي نواف المقيرن رئاسة النادي بدءاً من الموسم المقبل.
تنصيب المقيرن على رأس الهرم «الأصفر» تزامن مع الإعلان عن تقديمه لدعم لا يقل عن 50 مليون ريال وهو رقم جيد بعد أن قطعت الإدارة الحالية شوطاً في حل معضلات مالية بدعم من الهيئة، ما يسهل المهمة ولو نسبياً أمام الرجل الذي حضر على فترات متقطعة لدعم ناديه وكان دعمه كبيراً وإن كان غير مستمر بسبب عدم وجودالبيئة الحاضنة لداعمين بهذا الحجم.
ليس لدى الرئيس الجديد حسابات قديمة ليصفيها مع أحد على الرغم من عدم تلقيه التقدير من إدارة إبراهيم البلوي التي أوصلت النادي إلى الحضيض، وهذا يعني أننا أمام مرحلة جديدة تنتظر هذا الكيان الذي ظل تحت وطأة العبث والتنفع من صفقاته وأمواله بوجود إدارة جديدة وبروح مختلفة متوثبة لحل المشكلات وصناعة مستقبل مشرق لأحد أركان رياضة الوطن.
عودة الاتحاد للواجهة هي ما ينتظره كل الرياضيين ذلك أن حضوره وتوهجه يعطي كرتنا ومسابقاتنا زخماً مختلفاً إذ يكفي تذكر كل مواقف مدرجه الكبير في عز أزماته التي كانت ستعصف بأي نادٍ مهما بلغ حجمه، وهي المواقف التي ستشكل حافزاً لأي إدارة تعمل من أجل الكيان لا غيره، ما يعني أن صانعي القرار الجديد سيكونون مطالبين بصناعة «الاتحاد الجديد» ومعالجة كل الجروح التي أنهكت هذا التسعيني طويلاً.
الرياض 2018-02-15
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews