الإرهاب صُنع في فلسطين
جي بي سي نيوز :- سريت ميخائيلي هي الناطقة بلسان «بتسيلم»، منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية النشطة. وكان جيسون غرينبلت مبعوث الرئيس ترامب إلى الشرق الأوسط قد غرد هذا الأسبوع: «تصوروا ماذا كان يمكن لسكان غزة أن يفعلوا بالمائة مليون دولار التي تعطيها إيران لحماس كل سنة، وتبذرها على الأنفاق والصواريخ والإرهاب وما شابه؟». أما ميخائيلي فردت عليه بتغريدة: «تصوروا ماذا كان يمكن لسكان غزة أن يفعلوه لو لم يكونوا محتجزين كسجناء في السنوات العشر الأخيرة من الحصار الإسرائيلي الذي يشجع الفقر والجهل والتطرف؟».
واضح أنني عند هذه المرحلة تدخلت بتغريدة من جهتي، سأوفر عليكم سردها. وبدأت مراسلات طويلة وشبه مملة بيننا على التويتر، كما هو دارج في هذه الشبكة الاجتماعية. في النهاية فهمت مرة أخرى وللمرة المليون، لماذا استيقظ اليسار الإسرائيلي ذات صباح واكتشف أن لا شعب لديه. أقصد اليسار المتطرف، لا الشريحة الجوهرية لحزب العمل، حيث يجلس أشخاص أكثر منطقية (هرتسوغ، شمولي، نحمياس، فيربن وكذلك آفي غباي) ملتزمون أكثر، ويكذبون على أنفسهم أقل. هذا الموضوع صاخب حقا. انسحبت إسرائيل من غزة عام 2005. فكّكت 21 مستوطنة مزدهرة، كان يسكن فيها إسرائيليون جميلون. أخلت المنطقة، دمّرت القواعد العسكرية ووقفت عند الحدود الدولية. أيدت فك الارتباط. وفي نظرة إلى الوراء أعتقد أن الطريقة التي نفذ فيها الأمر (أحادية الجانب) وهي «بكاء للأجيال»، ولكن ليس هذا موضوعنا. لو أن سكان غزة البائسين، المحتجزين كسجناء منذ عشر سنوات، كانوا قد اختاروا الحياة، لما كان أي حصار إسرائيلي، ولما كانت أي حاجة للحصار الإسرائيلي. لو كان سكان غزة الذين يختنقون الآن في وضع معقد، كانوا شمروا أكمامهم وشرعوا في إعمار قطاعهم، وإعادة بناء مخيمات اللاجئين، بدعم دولي وبخطة مارشال ممولة وسخية. كان يمكن لأحد أن يحاول عرقلتهم؟
جواب سكان غزة عن الانسحاب الإسرائيلي، الذي كان يفترض به أن يكون مشروعا تجريبيا نحو خطوة مشابهة في يهودا والسامرة، كان إرهابا. إرهاب، ومزيد من الإرهاب. اختاروا بأغلبية كاسحة حماس. شاركوا بمئات الآلاف في كل مسيرات الكراهية ضد إسرائيل. زينوا أطفالا في السادسة من عمرهم بأحزمة ناسفة وهمية. وأقسموا الولاء لميثاق حماس الذي يرى في إسرائيل كيانا ينبغي محوه عن سطح الأرض، ومن الأفضل في ساعة مبكرة. كل هذا لا يراه اليسار الإسرائيلي المتطرف، او يراه ويتجاهله. وفي كل مرة يحرر قليلا اللجام عن الحصار على غزة، تدخل هناك وسائل قتالية بكميات هستيرية. الإسمنت الذي يضخ لإعمار غزة، تصادره حماس لصالح أنفاق الإرهاب. المال الذي يصل من إيران، يلقى إلى خطوط إنتاج الصواريخ. أما الوضع الفظيع لسكان القطاع فهو انتاج ذاتي صرف، صنع في فلسطين. كانت لهم فرصة لا تتكرر ليقدموا لأنفسهم حياة جديدة ومشروعا تجريبيا لدولة، لكنهم اختاروا مواصلة الدعوات لإبادة إسرائيل. هذا ليس ذنبنا، بل ليس حتى ذنب بيبي. علينا أن نفهم هذا. إذ إن هذه هي الحقيقة البسيطة والوحيدة.
معاريف 2018-02-10
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews