Date : 16,04,2024, Time : 08:02:05 PM
1646 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الأربعاء 02 محرم 1435هـ - 06 نوفمبر 2013م 01:57 ص

متى وكيف يكون الوعد العربي؟

متى وكيف يكون الوعد العربي؟
طلال عوكل

قبل أيام قليلة وتحديداً في الثاني من شهر نوفمبر الجاري، يكون وعد بلفور قد دخل عامه السابع والتسعين، ليُشكّل بداية ما يعرف بالقضية الفلسطينية، في إطار ملف الصراع العربي الصهيوني،لم يكن الوعد المشؤوم، السبب في اكتشاف تلك الخديعة الكبرى، فلقد سبق ذلك اتفاق بريطاني فرنسي على تقسيم الوطن العربي، وفق ما عرف بمؤامرة سايكس بيكو، التي أسست لنشوء التقسيمات الجيوسياسية التي تتشكل منها المنطقة. كان والي مصر محمد علي باشا، الذي ظهرت ملامح نهضته في مصر، وطموحاته القومية، قد ألهم الفرنسيين والبريطانيين، للتفكير في كيفية وضع حد نهائي لمشروع محمد علي، وأي مشروع آخر، ينهض بالقومية العربية.

قبل ذلك كان نابليون، قد حاول في نهاية القرن الثامن عشر، غزو بلاد الشام، بعد غزوه لمصر، في ذلك الوقت، أطلق نابليون فكرته بضرورة إحلال شعب آخر لا ينتمي إلى شعوب المنطقة وحضارتها، في فلسطين التي تربط بين شرق الوطن العربي وغربه.

وفي الأساس، ظلت أوروبا تعاني لفترة طويلة مما يسمى بالمسألة اليهودية، حيث لم تتمكن الجماعات اليهودية من الاندماج في مجتمعاتها، فكانت الفكرة التي طرحها نابليون، تشكل أيضاً حلاً تاريخياً لتلك الأزمات بما يريح المجتمعات الأوروبية من صداع لم تجد له أوروبا علاجاً سوى بتصدير تلك الأزمات.

وبغض النظر عن كل ما يقال عن طبيعة الصراع الذي دار منذ صدور وعد بلفور حتى قيام دولة إسرائيل عام 1948، ويطول فيه الحديث النقدي، لكيفية مواجهة الفلسطينيين والعرب للهجمة البريطانية الصهيونية، فإن موازين القوى في تلك المرحلة كانت ستفرض المشروع الصهيوني وتؤمن كل إمكانات نجاحه. وعد بلفور صدر تقريباً في نهاية الحرب العالمية الأولى 1914-1917، أما دولة إسرائيل فتأسست بثلاث سنوات بعد الحرب العالمية الثانية 1939-1945، وكان تقسيم المنطقة العربية ونجاح المخطط الصهيوني، هو الثمن الذي دفعه العرب، جراء تخلفهم، وهزيمة دول المحور بما في ذلك الدولة العثمانية التي خيم ظلام حكمها للمنطقة لأكثر من أربعة قرون.

منذ ذلك الوقت لم تقم للقومية العربية قائمة، إذ تعثرت كل المشاريع والمحاولات لإعادة بنائها والنهوض بها، وحيث لعبت إسرائيل دورها بكفاءة عالية، في ضرب حركة التحرر العربية، وأظهرت استعداداً عالياً، لوأد أي فكرة أو مشروع وحدوي عربي.

لا يمكن إعفاء إسرائيل التي تستند إلى دعم قوي من قبل الولايات المتحدة وأوروبا الرأسمالية، عن فشل كل المشاريع القومية، من المشروع الناصري إلى مشروع البعث، وحركة القوميين العرب، كما لا يمكن إعفاءها من المسؤولية عن الحال البائس والمفكك الذي تعاني منه الدول العربية، ومؤسسات العمل العربي المشترك وعلى رأسها الجامعة العربية.

غير أن فشل المشاريع القومية العربية، لم يضع حداً للأطماع الاستعمارية والصهيونية من مواصلة العمل، لإعادة رسم الخارطة الجيوسياسية للوحدات الكبيرة والمركزية بهدف تقسيمها مرة أخرى إلى وحدات أصغر، لكي يسهل السيطرة عليها وعلى ثرواتها.

في إطار ما يسمى بالربيع العربي، لا تتوقف عمليات التنقيب عن أبعاد الدور الذي يلعبه التحالف الأميركي- الإسرائيلي، وعن معاني مقولة الشرق الأوسط الجديد، أو الكبير، ومقولة الفوضى الخلاقة. وحتى الآن يجري الحديث عن أن الولايات المتحدة تسعى من أجل تقسيم خمس دول عربية إلى أربعة عشر دويلة، وهي ليبيا، العراق، السعودية، سوريا واليمن.

قبل ذلك جرى تقسيم السودان إلى دولتين، وثمة من لا يستبعد وقوع انقسامات أخرى في دولة السودان، فيما يبدو الأمر واضحاً إزاء العراق وليبيا، واليمن. مصر كانت على القائمة حتى بعد وقوع الثورة الشعبية في الثلاثين من يونيو هذا العام، وكانت مستهدفة لتقديم حل تعتقد الولايات المتحدة وإسرائيل أنه سيكون تاريخياً للقضية الفلسطينية من خلال إقامة دولة غزة المتوسعة في أجزاء من سيناء المصرية.

بعد ستة وتسعين عاماً على الوعد التأسيسي، تتعرض الأمة العربية من جديد إلى مؤامرات وأطماع وتحالفات، تستهدف الانقضاض عليها، وتقسيمها واقتسامها، وإخضاعها بالكامل للهيمنة، الأمر الذي يستوجب تكاتف كل القوى الحية في الوطن العربي من أجل حماية مصالح الأمة العربية ومنع تقسيمها وانهيارها، ويبدأ ذلك من وعي طبيعة الأطماع والمخططات الأميركية والإسرائيلية. إن الأحداث الجارية في المنطقة تؤكد من جديد، أن القضية الفلسطينية لا تخص الفلسطينيين وحدهم، وإنما تشكل جوهر الصراع في المنطقة وعليها، وأن مستقبل المنطقة حتى في وجود وحداتها القطرية، أو تعرضها للتقسيم، مرهون بكيفية التعاطي مع ملف الصراع العربي -الصهيوني، وباعتبار أن الدفاع عن حقوق الفلسطينيين يُشكّل خط الدفاع الأول، للدفاع عن حقوق الدول العربية.

( المصدر : البيان الاماراتية 2013-11-06 )




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :

اضف تعليق

مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد