كذبة النواب العرب وأبو مازن… الصهيونية نتاج الاستعمار
جي بي سي نيوز :- ما كتب على اللافتة التي حملها نواب القائمة المشتركة عند بدء خطاب نائب الرئيس الأمريكي كانت تقول: «القدس هي عاصمة فلسطين». لا شرق القدس، كما شدد أبو مازن في خطابه. وهذا مضاد لإعلان ترامب بأن القدس ـ من دون التطرق لحدودها ـ هي عاصمة إسرائيل.
مضمون اللافتة يثير عدة مشاكل: أولا، لم يسبق أبدا أن كانت هنا ولا توجد اليوم دولة اسمها فلسطين والقدس لم تشكل أبدا عاصمة للفلسطينيين ـ شعب نشأ منذ وقت قريب ولم يسبق أن حقق أبدا الحق الذي يعزوه لنفسه في تقرير المصير، برغم أنه عرض عليه أن يفعل ذلك عدة مرات. بالمقابل، كانت القدس سنوات طوال عاصمة دولة الشعب اليهودي.
ثانيا، الإشارة إلى القدس وليس إلى شرق المدينة يدل على أن أعضاء القائمة المشتركة أكثر تطرفا من أبي مازن، أو أنهم يقولون ما يفكر به ولكنه يَحْذر قوله. ثالثا، لا توجد أية إشارة في اللافتة لإمكانية أن يكون لليهود أيضا أو في الأقل لإسرائيل، أي حقوق في القدس.
فضلا عن النص، فإن رسالة أعضاء القائمة المشتركة هي أنهم يشاركون في الرواية الخيالية التي عرضها أبو مازن في خطابه. بمعنى أنهم حسب رأيهم أيضا لا يوجد شعب يهودي، والصهيونية هي نتاج للاستعمال؛ يهود البلدان العربية هاجروا إلى إسرائيل بسبب مؤامرة صهيونية ؛ الفلسطينيون هم الشعب الأصيل الوحيد في بلاد إسرائيل، إذ أنهم سليلو الكنعانيين (من لم يمت بالضحك او بالخجل حتى الآن، هو على ما يبدو لا يمكن إصلاحه)؛ ليس لليهود صلة تأريخية ـ سيادية بالبلاد؛ هم أنذال ومتآمرون (ينشرون المخدرات، يقيمون نظام أبرتهايد، يقتلون الأطفال وماذا لا)، وعليه فيجب الكفاح ضد الصهيونية حتى هزيمتها. كل أنواع الكفاح شرعية. وعليه فإن أبا مازن مجد المخربين وتعهد بمواصلة دفع الرواتب لهم.
في نظر الزعيم الفلسطيني، فإن السبيل الناجع للتقدم نحو الأهداف الفلسطينية هو الدمج بين الكفاح السياسي في الساحة الدُّولية والانتفاضة الشعبية، أي العنف الذي لا يتضمن استخداما للسلاح الناري. ومع ذلك، من لديه سلاح (ضمنا من أوساط المسلمين) ومستعد لأن يستخدمه ضد إسرائيل، فسينال المباركة والمساعدة. الكفاح هو قومي وإسلامي في آن معا (أبو مازن أكثر من استخدام اللازمات الإسلامية، وشرح أن الفلسطينيين يوجدون في «رباط»، أي حماية لأرض الإسلام).
الفلسطينيون هم «ضحايا الاستعمار والصهيونية» وعليه فلا مجال للتوقع منهم لسلوك مسؤول بل تعويضهم عن تضحياتهم، وكفاحهم هو على كل فلسطيني. وعليه فإن عرب إسرائيل هم جزء من الشعب الفلسطيني. على اللاجئين أن يعودوا إلى بيوتهم ودولة إسرائيل يجب أن تكون دولة كل مواطنيها، إلى أن تصبح هي أيضا دولة فلسطينية وفقا لنظرية المراحل. عناصر الرواية تظهر لدى أبي مازن سنوات عديدة. وبالتركيز هي تظهر في كتابه «الصهيونية ـ البداية والنهاية» الذي نشره في 1977 ومرة أخرى في 2011.
إن اللافتة التي رفعها أعضاء القائمة المشتركة هي التعبير على التزامهم تجاه الرواية المدحوضة هذه، وهذه هي المشكلة الكبرى حقا. فالأمر يعكس موقفهم من ناخبيهم أولا وقبل كل شيء كجزء من الشعب الفلسطيني، قبل كونهم جزءا من المجتمع الإسرائيلي. ليس واضحا كم هم يمثلون بهذا عموم عرب إسرائيل. لقد حذر أبو مازن على نحو خاص من التغيير في مسألة التطبيع مع الدول العربية، وأشار للعرب ألّا يفعلوا ذلك.شائق أن نرى إذا كانوا سيأخذون بتحذيره. طلبه تجميد العلاقات مع الولايات المتحدة تجاهلوه، مثلما تجاهل تجار شرق القدس دعوته للإضراب في أثناء زيارة بنس.
اسرائيل اليوم 2018-02-01
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews