رسائل تحذيرية إلى إيران وحزب الله
جي بي سي نيوز :- لقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع الرئيس بوتين في موسكو لم يحظ تقريبا بعناوين رئيسية في معظم وسائل الإعلام الروسية. ووحده موقع الإنترنت الشعبي «كومرسنت رو» نسب أمس لهذه الزيارة أهمية خاصة، وضمن آخرين جند مكسيم سوتشكوف، محرر مجلة «الـ مونيتور» الذي يعتبر محللا خبيرا في شؤون الشرق الأوسط. وبالفعل كتب سوتشكوف في تحليله إن «تقديرات إسرائيل حول قدرة النفوذ الروسي على إيران ونواياها في سوريا مغلوطة. فتوقعات نتنياهو من بوتين في هذا الموضوع بعيدة عن الواقع وعن قدرات روسيا لتغييره».
وفي سياق تحليله في الموقع الروسي ورد أن «لهذا اللقاء بين بوتين ونتنياهو، بعد وقت قصير من لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في دافوس توجد أهمية كبيرة. هناك احتمال عال ان يكون نتنياهو جلب معه إلى الزيارة رسالة او رسائل مهمة من ترامب إلى بوتين». كما زعم أن اللقاء مهم لبوتين بقدر لا يقل عن أهميته لنتنياهو، بسبب العلاقة الوثيقة والحميمة بين ترامب ونتنياهو.
مهما يكن من أمر، يدور الحديث هنا عن تداخل للمصالح المشتركة التي تترافق والتنسيق العسكري، ولا سيما الجوي بين إسرائيل وروسيا. ليست مصادفة أن عشية سفر نتنياهو إلى روسيا نشر الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، العميد رونين منليس، في وسائل إعلامية عربية بارزة تفاصيل عن النشاط المتسارع والخطير لإيران في إقامة مصانع لإنتاج وتطوير الصواريخ في لبنان وعن الاستعداد المهدد لحزب الله حيال إسرائيل.
إن أحد الأهداف الأساس لنتنياهو في هذه الزيارة هو أن ينقل، من خلال الرئيس بوتين تحذيرا لإيران وحزب الله لا يقبل التأويل: إذا لم توقف طهران الآن وفورًا خطواتها هذه، فلدى إسرائيل خطة عمل لتدمير كل هذه التهديدات. لهذا الغرض ضم نتنياهو للزيارة أيضا رئيس شعبة الاستخبارات، اللواء هرتسي هليفي، الذي زود بوتين ورجاله باستعراض شامل عن الاستعداد الإيراني، فيما ظهر في نهاية الاستعراض التحذير: هذه هي خطوطنا الحمر، لن نتمكن من التسليم بهذا الوضع الذي خلقه الإيرانيون ويواصلون خلقه في سوريا وفي لبنان ـ والمهم أن تنقلوا لهم هذه الرسالة.
هناك الكثير من الحقيقة في تحليلات سوتشكوف، التي يقول فيها إن إسرائيل تعزو لبوتين قدرة نفوذ على إيران ليست لديه. وللدقة: يوجد لبوتين نفوذ ما على إيران، ولكن ليس لدرجة أنه قادر على أن يغير لها خططها العسكرية، فما بالك أن بوتين لن يكون مستعدا لأن يتخذ أية خطوة تمس العلاقات الرائعة بين موسكو وطهران.
هذه الحقائق يعرفها نتنياهو أيضا، وقد حرص فقط على ان يوضح لبوتين أن لانعدام الهدوء في الجبهة الشمالية سيكون تأثير سلبي في الوجود وفي المصالح الروسية في سوريا.
معاريف 2018-01-31
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews