Date : 19,04,2024, Time : 11:33:13 PM
3186 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: السبت 25 ربيع الثاني 1439هـ - 13 يناير 2018م 12:31 ص

الشرق الأوسط: عواصف على الطريق

الشرق الأوسط: عواصف على الطريق
إسرائيل اليوم

جي بي سي نيوز :- أحداث الاحتجاج في إيران مهمة جدا، لأنها تشير إلى فشل قيادة إيران في المجال الاقتصادي، والى أنه في أعقاب هذا الفشل، ينظر مواطنون إيرانيون غير قليلين بغضب إلى الاستثمارات الإيرانية في دول بعيدة كلبنان وسورية، إحساسهم أن هذا يأتي على حسابهم.
من التقارير كلها يصعب أن نعرف إذا كان لهذه الاحتجاجات تأثير حقيقي في النشاط الإيراني وفي مهام الحرس الثوري، ولكن يبدو أن الجواب عن ذلك سلبي. كما أن الإشاعات عن إخلاء قوات الحرس الثوري في مصلحة قمع الاضطرابات في إيران تبدو مبكرة وغير دقيقة، إذ في هذه الأيام بالذات يجري قتال حقيقي في منطقة إدلب، بدأ بمبادرة الحكم السوري وحلفائه الروس والإيرانيين.
الاحتجاج، كما يبدو في تقارير وسائل التواصل الاجتماعي كان على ما يبدو تعبيرًا عن خيبة أمل الطبقات الوسطى والشباب: فقد جذبت الآلاف ولكن ليس الملايين، أقل بكثير مما كان عشية الثورة في 1979 بل وأقل من عدد المتظاهرين في 2009. أما النظام الذي تمكن من التغلب على الموجة التي كانت أعلى بكثير وجارفة قبل ثماني سنوات، طور منذئذ أدوات القمع لديه، ويبدو أنه نجح في التغلب على الموجة الحالية.
وجاء بيان الحرس الثوري بأنه انتهت مهامتهم ـ ليكون على ما يبدو مبكرًا ومتفائلا أكثر مما ينبغي. ولكن إذا لم يطرأ تغيير مفاجئ ـ فليس هذا هو الحدث الذي عليه سيسقط النظام.
سؤال شائق هو هل مثلما قبل تسع سنوات ـ الاضطرابات في إيران هي بداية سياق شرق أوسطي، الاضطرابات في إيران في 2009 كانت مثابة مقدمة للربيع العربي الذي اندلع في تونس. 
هل إحساس خيبة الأمل في الدول العربية، الذي هو ليس أقل من إحساس الخيبة لدى الشباب الإيرانيين، سيجد تعبيره في احتجاج شعبي غاضب في الزمن القريب المقبل؟
في نظرة إلى الوراء، يكاد يكون بعد عقد من التسونامي الشرق أوسطي، الذي اجتاح الدكتاتوريات التي بدت وكأنها صامدة في وجه رياح التغيير، لا يمكن إلا نشعر بخيبة الأمل السائدة في المنطقة.
الإيرانيون ليسوا وحيدين، إذ أن الوضع الاقتصادي للمواطنين في مصر لم يصبح أفضل بعد سقوط مبارك، وبالتأكيد حياة الليبيين لم تصبح أكثر راحة بعد أن تخلصوا من القذافي، ويمكن التقدير أن معظم سكان سورية ليسوا سعداء أكثر بعد سبع سنوات من الحرب. لم يصبح الشرق الأوسط مكانا آمنا أكثر للجيل الشاب، ولا حتى في تونس التي بدت للحظة مكانا أجرت فيه الثورة تغييرا مباركًا.
يتبين أنه من أجل إحداث التغيير، كي تحظى الاضطرابات ضد الحكم الطاغية بالفعل وعن حق باللقب الملزم «الربيع»، هناك حاجة لأكثر من جماهير في الميادين وحاكم مُطاح. هناك حاجة لتغيير ثقافي، وهذا هدف أصعب بكثير على التحقيق. هل إيران أو أية دولة عربية أصبحت أقل فسادا في أعقاب الثورة؟ يبدو لا.
هل في أي من الدول أصبح المجتمع منفتحا أكثر، والاقتصاد أقل ارتباطا بالروابط العائلية والصداقات مع الحكام؟ من شبه المؤكد لا. باختصار، في أفضل الأحوال أدت الثورات إلى تغيير الحكام ـ ولكن ليس إلى تغيير حقيقي، في أسوأ الأحوال استبدلت الدكتاتورية بالفوضى، وليس مؤكدا ما هو الأفضل.
الاستنتاج من هذه الأمور محزن، ولكن يجدر العمل في ضوئه: فعذابات سكان دول المنطقة لم تنته. وعليه فيمكن التقدير أن العواصف التالية على الطريق، وحتى لو تغلب الحكم عليها وربما حتى منعت اندلاعها، ينبغي الاعتراف أن الوضع متوتر تحت السطح ومن شأنه أن يتفجر.
لا يوجد أي سبيل لأن نعرف ما الذي سيشعل النار. الحكام على وعي بذلك. ولهذا فهم يحاولون تأجيل كل مواجهة، وإعداد أدوات أفضل كي يكون في وسعهم التصدي للظاهرة التي لم ينجحوا في التصدي لها في العقد الأخير: جموع غاضبة من الناس، مستعدون لأن يضحوا بأرواحهم وأن يسجنوا. وفي مثل هذه المواجهات لا يكفي الجيش، حتى لو أراد، وهو لا يريد دوما.
في هوامش الأمور يجدر الذكر أن كل المتحدثين عن «مظالم الاحتلال» يتجاهلون الأحاسيس السائدة. بالتأكيد في اوساط الفلسطينيين، أي أن الاحتلال صعب ـ ولكن حياة إخواننا العرب والمسلمين غير «المحتلين» أصعب منا بكثير، نحن «المحتلين». يحتمل ان يكون إلى جانب أسباب أخرى هذا هو السبب الذي لا يجعل الانتفاضة الثالثة تندلع: الفلسطينيون، الذين صعب عليهم حقا، تعلموا أن كل شيء نسبي، بما في ذلك معاناتهم.

إسرائيل اليوم 2018-01-13




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد