رسالة إلى سارة نتنياهو: الصمت يعني الموافقة
جي بي سي نيوز :- سلام لكِ، أيتها السيدة سارة نتنياهو. أنا لا أتوجه اليكِ كصحافية، بل كأم إلى أم. لأننا نحن، الأمهات، تباركنا بجينات خاصة. بخلاف معظم الرجال، الآباء، ممن يعشقون نتاج أضلاعهم فقط حين يشبهونهم كقطرتي العصير، ويؤمنون بقوانين الوراثة فقط عندما ينجح أولادهم، فإننا مغرضات.
إن الأجنة التي تنمو في دواخلنا، في أرحامنا، أشعلت فينا الحب حتى قبل أن يولدوا. ولاحقا، عندما يصبح الرضيع صبيا وفتى، فالأم وحدها يمكنها أن تقول لثمرة بطنها «أحبك جدا. جدا جدا، برغم أني لا أحب سلوكك دوما، مع العلم أنه سيقبل انتقادها بمحبة.
قاسم مشترك آخر يوجد بينكِ وبيني. كلتانا لسنا أُمّين «عاديتين». ينظرون إلينا، وينتظرون منا. لن أنسى كم شعرت بالإهانة بإسم يولي، ابنة الأربعة، حين غيرت لها الحفاضة في زاوية المجمع التجاري، ونظرت مارة سبيل إلينا نظرة نكراء وضحكت: «ابنة لم تنظف بعد؟».
أبناؤنا لم يختاروا أن يولدوا لعائلات ليست مجهولة. نحن الذين اخترنا أن نولدهم، ولا شك عندي أنك فعلت أفضل ما في وسعك كي تمنحي ابنيك تعليما فائقا. ولكن ما العمل حين يكون الواقع أحيانا يصفعنا في الوجه بكامل بشاعته؟
لا أبرر فعلة الحارس الذي سجل في الخفاء. هذا فعل سافل وحقير وأنا فخورة بالصحيفة التي أعمل فيها لعدم موافقتها على دفع المال لقاء الأشرطة.
بخلاف بعض العارفين، ممن أضافوا الزيت إلى الشعلة بأقوال مثل «ليت سارة بكت حين رأت كيف أن ابنها يتعامل معها». ليس عندي ذرة شماتة. ابني أيضا يتصرف هكذا معي، ولا سيما في الساعات الأخيرة من الليل. من حقه أن يكون مستقلا ومن واجبي أن احذّره.
ولكن الآن، بعد ثلاثة أيام من انتشار البركان، بودي ان اروي لكِ أن كل النساء في الدولة ـ من دون فرق في الدين، العرق، الطائقة والحزب ـ ينتظرن رد فعلك. كنساء، كامهات وكمربيات جيل المستقبل، من المهم لنا أن نسمعك تقولين بصوت عال وجلي أنكِ لم تستطيبي الطريقة التي تحدث فيها ابنك عن بنات الجنس اللطيف. من المهم أننا نسمعك تقولين أنك تعارضين إبداء كل مظهر من الوقاحة، الاستخفاف وتعريف المرأة كأداة لإشباع الاحتياجات الجنسية.
صمتك، في ضوء صوت يئير، صاخب. صمتك من شأنه أن يفسر كمصادقة وموافقة. صمتك، بالذات في الفترة التي تتأزر فيها النساء بالشجاعة بالشكوى على التحرشات الجنسية وفتح صناديق المفاسد المنسية من شأنه أن يفسر كإسناد لأقوال وأفعال ابنك البكر.
أعرف، أنه من الأسهل أكثر مواجهة الغسيل القذر عندما يكون موجودا في داخل جدران البيت. أما الكشف العام فمؤلم ومحرج، وإن كان جزءا من الثمن الذي أنت مطالبة بأن تدفعيه كعقيلة رئيس الوزراء. في هذه الحالة أيضا يمكنك أن تتهمي وسائل الإعلام بأنها تلاحق عائلتك أو الادعاء بأن ابنك تحدث بالترهات تحت تأثير الكحول. ولكن حين يدخل الخمر ـ يخرج السر.
ولهذا فإني أطلب منكِ أن تخرجي عن عادتك وتقولي شيئا ما للأمة. قولي «ليس هكذا ربيت ابني». أو «علمت ابني على احترام كل إنسان». قولي: «إني أحب ابني، حتى عندما لا أحب أفعاله». قولي «هو ابني في الخير وفي الشر». ولكن لا تسكتي. رجاء. لأن سكوتك كامرأة، كأم، كخبيرة نفسانية للأطفال وكعقيلة رئيس الوزراء ـ يعني: «أنا أؤكد كل كلمة».
شكرا لقراءتك رسالتي. بانتظار ردك.
يديعوت 2018-01-12
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews