Date : 28,03,2024, Time : 07:59:45 PM
2847 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الأربعاء 22 ربيع الثاني 1439هـ - 10 يناير 2018م 12:24 ص

كيف نوقف النار على القطاع؟

كيف نوقف النار على القطاع؟
الصحافة الاسرائيلية

جي بي سي نيوز :- منذ أكثر من شهر ولأول مرة منذ نهاية حملة الجرف الصامد، نشهد نارا متواصلة للصواريخ وقذائف الهاون من أراضي قطاع غزة نحو إسرائيل. لقد بدأت النار ردا من الجهاد الإسلامي على الكشف عن النفق في تشرين الأول 2017 وتفجيره، ما أدى إلى قتل 14 نشيطا من صفوف التنظيم، وتعاظمت في أعقاب الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة إسرائيل. وانضمت إليه فصائل «عاقة» من التيار السلفي ـ الجهادي. أما حماس، لاعتبارات داخلية أساسا وبخلاف سلوكها في السنوات الأخيرة، لم تبد بداية تصميما لوقف النار، وهكذا سمحت عمليا بالتنفيس، وإن كانت لم تطلق العنان تماما، منعا لتصعيد واسع. وكان رد إسرائيل، حتى الأسبوع الماضي في نطاقه الثابت، يوجهه مبدأ ان حماس هي صاحبة السيادة في القطاع، وعنوانا مسؤولا عنه لتحمل الثمن. قيادات، بنى تحتية، من الأنفاق والمواقع للمنظمة تعرضت للهجوم بهدف حملها على منع الجهات السلفية ـ الجهادية والجهاد الإسلامي من مواصلة إطلاق النار.
تستند الاستراتيجية الإسرائيلية إلى عدد من فرضيات العمل. الأولى هي التسليم بحكم حماس في القطاع واعتبارها عنوانا حكوميا مسؤولا حتى من دون الاعتراف الرسمي بها لاعبا شرعيا. ثانيا، الحاجة إلى إبقاء الضغط العسكري، السياسي والاقتصادي على حماس بهدف ردعها، إضعافها وإبطاء تعاظم قوتها العسكرية. ثالثا، التقدير أن الردع الإسرائيلي الأساس تجاه حماس بقي منذ صيف 2014 على حاله وأن حماس تخشى التصعيد. أما الفرضية الرابعة فهي أن حماس تركز اليوم على تنفيذ المصالحة الفلسطينية الداخلية وتحقيق شرعيتها الداخلية والإقليمية، وبالتالي فإن التصعيد والانجرار إلى معركة عسكرية مع إسرائيل لا يخدمها. وفي النهاية، ليس لإسرائيل مصلحة في تصعيد التوتر القائم إلى مواجهة واسعة إذ أنها لا تسعى إلى تغيير جوهري للوضع في القطاع. في الوقت الحالي فإن أهدافها بالنسبة لحماس والقطاع هي إطفاء إطلاق النار، التهدئة والاستقرار. إضافة إلى ذلك، إسرائيل غير معنية بأن تظهر كمن أفشلت مساعي المصالحة الفلسطينية الداخلية التي تؤيدها مصر وعلى ما يبدو إدارة ترامب أيضا.
ولكن، في النقطة الزمنية الحالية، فإن استراتيجية الرد الإسرائيلية تتبين غير ناجعة. فحماس تستصعب إيقاف النار. وميل التصعيد يتأكد على خلفية قرار حماس تغيير قواعد اللعب في الساحة الفلسطينية، وحيال إسرائيل أيضا. ويلوح في الأشهر الأخيرة تغيير في الفرضيات التي في أساس سلوك حماس. فمنذ تأسيسها، تتماثل المنظمة كمن تحمل شعلة المقاومة، ومع ذلك، تسعى قيادتها في الوقت الحالي أولا وقبل كل شيء إلى تحقيق المصالحة مع فتح فرصة لأن تزيح عنها المسؤولية المدنية عما يجري في القطاع (وإن كان من دون التنازل عن قوتها العسكرية)، ولا سيما المسؤولية عن منع أعمال «المقاومة» لجهات أخرى ضد إسرائيل. غير أن عملية المصالحة اصطدمت بالمصاعب من رئيس السلطة محمود عباس، الذي يعوق تحويل المقدرات الإسرائيلية التي وعدت بها حماس في غزة كما يمتنع عن أخذ المسؤولية المدنية عن القطاع. كما ضعف دافع حماس لوقف إطلاق النار في أعقاب الاحتجاج الشعبي الذي نشب في القطاع ردا على إعلان الرئيس ترامب في موضوع القدس. وشارك زعماء المنظمة في المظاهرات التي جرت في حدود القطاع وفي الأحداث التي اندلعت على هذه الخلفية وقع قتلى وجرحى.
حتى الآن، كان الضرر لحماس عقب إطلاق النار المقنون من القطاع نحو بلدات غلاف غزة غير كبير ولا سيما أن قيادتها تقدر باحتمال عال بقاء نمط الرد الإسرائيلي الحالي. فضلا عن ذلك، تفهم قيادتها أنه مع الزمن تفقد المنظمة مشروع الأنفاق الهجومية الذي هو بالنسبة لها ذخر استراتيجي، عقب مساعي الجيش الإسرائيلي للعثور عليها وتدميرها، بالتوازي مع بناء عائق تحت أرضي مكثف. إلى جانب ذلك، تجد حماس صعوبة في الإضرار بإسرائيل من حيث تنفيذ عملية نوعية من منطقة الضفة، بسبب نجاح مساعي الإحباط التي تقوم بها المخابرات والجيش الإسرائيلي وكذا بسبب مصاعب تجنيد النشطاء للقيام بالعمليات في الوقت الذي تفرض المنظمة الهدوء في قطاع غزة ـ الأرض التي تحت سيطرتها.
تعبير آخر عن التغيير تُجاه حماس هو انضمام الجهاد الإسلامي إلى النار، وهو التنظيم الثاني بعد حماس من حيث حجم القوى في القطاع، وخضوعه للنفوذ من طهران وتسلحه بالوسائل القتالية الإيرانية. ويبدو أن سببا حاسما لمصاعب او ترددات حماس في لجم نار الجهاد أيضا هو الرغبة في ضمان استمرار الدعم الإيراني لها، بالمال وبالسلاح. في العام الماضي عندما أراد يحيى السنوار، زعيم حماس في القطاع منع إطلاق صواريخ الجهاد، حقق الهدف. في ضوء ذلك، يمكن التقدير أن اعتباراته اليوم مختلفة. وقد أعلن السنوار أن الأذرع العسكرية لحماس والجهاد الإسلامي تلقت مكالمة هاتفية من قاسم سليماني، قائد قوات القدس للحرس الثوري الإيراني، في أثنائها أبلغها أن «إيران ستقدم كل مساعدة لازمة للدفاع عن القدس». عمليا، في هذه الأيام توجد في ساحة القطاع ظروف مشابهة لتلك التي سادت في المنطقة قبل جولات المواجهة السابقة لا سيما «الجرف الصامد».
وتفاهم أزمة البنى التحتية في القطاع (الكهرباء لساعات قليلة في اليوم برغم رفع عقوبة محمود عباس في شأن الدفعات للكهرباء لإسرائيل، نقص في مياه الشرب والمعالجة العليلة لمياه المجاري)، إلى جانب موجة الإقالات في القطاع الخاص، الارتفاع الكبير في حجم الإفلاس بين التجار الصغار والمتوسطين، وكذا الضرر الشديد في السيولة النقدية لدى البنوك والمؤسسات التجارية. كما أن ضائقة حماس الاقتصادية واضحة: فالرواتب الأخيرة لموظفيها، معدل 40 من مئة من الراتب العادي، حولت في تشرين أول الماضي.
على هذه الخلفية، تزداد وتيرة وحجم الأحداث والتحذيرات كنمط عمل ـ رد بين إسرائيل وحماس وفرص التصعيد تتصاعد. ولآلية التصعيد حياة خاصة بها. حتى عندما لا تكون مصالح الطرفين تدفع تُجاه معركة واسعة. إن المشكلة الاستراتيجية لإسرائيل هي أنها من جهة ليست جاهزة لأن تصبح النار عادية الحياة بالنسبة لبلدات غلاف غزة، ومن جهة أخرى تسعى للامتناع عن الخروج إلى حملة واسعة النطاق في غزة، انطلاقا من الافتراض بأنه في هذه الحالة ستزداد احتمالات ان تكون مطالبة باحتلال كامل للقطاع. وذلك بسبب الميل لإصلاح إخفاقات المعركة السابقة، وكذا أيضا في ضوء تصريحات وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان بان المعركة التالية في غزة يجب أن تكون المعركة الأخيرة لحماس: «التوجه بكل القوة وعدم التوقف إلى أن يرفع الطرف الآخر العلم الأبيض ويصرخ النجدة. وفضلا عن أثمان القتال، فإن السيطرة على القطاع ستفرض على إسرائيل كلفة باهظة جدا: حكم مباشر على نحو مليوني فلسطيني، تفاقم المشكلة الديمغرافية لإسرائيل؛ عبء اقتصادي ـ إنساني جسيم؛ تفرغ قوات الجيش للمنطقة لفترة طويلة، وأثمان سياسية باهظة على إسرائيل.
إلى جانب ذلك، يكمن في التصعيد ضرر كبير جدا لحماس، ولا سيما إنهاء فصل حكمها في القطاع. وحتى مصر كفيلة بأن تتضرر وبالتالي تحاول القاهرة لجم حماس وبالتالي إسرائيل وإحياء مساعي المصالحة بين حماس وفتح. ولكن الحماسة المصرية في هذا السياق قلت في ضوء المصاعب المتصاعدة لتسوية العلاقات بين المعسكرين الفلسطينيين الخصمين، وكذا في ضوء ابتعاد الخيار لمبادرة مسيرة سياسية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية بوساطة إدارة ترامب. يبدو بالتالي أن الطريق إلى جولة قتالية أخرى في غزة ـ بعد أكثر من ثلاث سنوات من الهدوء النسبي آخذ في القصر. دليل على ذلك كان التغيير الذي طرأ على صيغة الرد الإسرائيلي في أعقاب النار التي أطلقها الجهاد الإسلامي. ففي ليل الرابع من كانون الثاني ضربت إسرائيل نفقا للجهاد الإسلامي. فضلا عن ذلك، فإن مهاجمة البنى التحتية والأنفاق للجهاد الإسلامي معناها رفع المسؤولية عن حماس وينطوي على ذلك الاعتراف بعدم قدرتها على السيطرة على الوضع كصاحبة السيادة في المنطقة.
إذا كانت إسرائيل تسعى إلى منع التصعيد، فإن عليها أن تجد السبل لفعل نشط وفوري لتقليص الضغوط الإنسانية والاقتصادية على قطاع غزة، ولكن من دون أن تعتبر كمن يهادن الإرهاب في ظل تعزيز الردع حيال حماس. ويوجد أمامها عدد من الخيارات:
1. نقل رسالة لحماس بأن إسرائيل ستكون مستعدة لتعليق ردها لفترة زمنية محددة كي تسمح لها بلجم الجهات المسؤولة عن إطلاق النار. وذلك في ظل الإيضاح أنه إذا لم تظهر حماس تصميما على وقف إطلاق النار، فإن الرد سيكون شديدا.
2. رفع الرد العسكري درجة، بحيث تكون غايته إلحاق ضرر جدي لحماس، كهجوم في وضح النهار على منشأة مأهولة لحماس او ذخائر أخرى ذات قيمة بالنسبة لها، بهدف التأثير في حماس لتغيير أنماط عملها. احتمال معقول لأن يكون عمل من هذا النوع، خلافا للإحباط المركز لمسؤولين كبار في المنظمة، لا يؤدي بعد إلى مواجهة عسكرية واسعة.
3. وضع تحدِ أمام حماس في المستوى السياسي، باعتراف علني كونها جهة القوة الأساس والعنوان المسؤول في القطاع. ومقابل هدوء أمني واستقرار يعرض على حماس المساعدة الحيوية التي تمنعها السلطة الفلسطينية عنها، خاصة الكهرباء والمياه، فيقام محور توريد من ميناء أسدود إلى القطاع بل ويتاح خروج للعمال من المنطقة للعمل في بلدات غلاف غزة. معنى مثل هذه الخطوة، التي ستعكس تغييرا جوهريا في سياسة إسرائيل تجاه حماس والقطاع، هو تسليم بكيان شبه دولة معادية، مسلحة وغير مجردة في القطاع، وكذا القضاء على إمكانية مسيرة سياسية في المستقبل القريب وان كان تغيير هذا الاتجاه سيثير التوتر بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.
4. بديل آخر، مفضل وموصى به، هو تجنيد مصر لجهد الوساطة. على إسرائيل أن تودع لدى القاهرة صندوق أدوات يتضمن جوانب اقتصادية وبنى تحتية ذات معنى، غايتها إغراء حماس لإبداء جهد حقيقي لتهدئة المنطقة ولجمها. إذا رفضت حماس التعاون مع العرض المصري، ستزيد شرعية الضربة الشديدة لها. ولزيادة جاذبية العرض بهذه الروح، على إسرائيل أن تزيد الجاهزية لإمكانية اندلاع معركة عسكرية وتطورها إلى درجة احتلال قطاع غزة. والتقدير هو أن إبداء مثل هذه الجاهزية سيفيد في تهدئة الوضع، في المدى الزمني القريب في الأقل، بل ويشجع على استمرار سياقات المصالحة الفلسطينية الداخلية. وحتى لو لم تنته عملية المصالحة بالنجاح، فلن تكون إسرائيل هي التي ستعتبر كمن أفشلتها. وإدخال مصر إلى مساعي التهدئة المباشرة سيخدم المصلحة المصرية في أن تبقى الجهة الإقليمية المقررة في الموضوع الفلسطيني، وفي إطار ذلك يساعد على منع نفوذ إيران، تركيا في قطاع غزة.

الصحافة الاسرائيلية 

نظرة عليا 2018-01-10




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد