القارة الثالثة
أجمل ما في كأس العالم للأندية، أنك كلما فزت على فريق، عبرت قارة بأسرها.. أمام أوكلاند عبرنا أوقيانوسيا، وأمام أوراوا عبرنا آسيا، وبقيت أمامنا «الكونكاكاف» التي يمثلها باتشوكا المكسيكي، مندوباً عن أميركا الشمالية وشمال ووسط أميركا والكاريبي وبعض من الجنوب.. كل هذا الزخم في مباراة.. كل أولئك بإمكانك أن تعبر حاجز الترقب والخوف منهم في مباراة.. كل هذا المدى الشاسع تختزله مباراة؟ ولما لا وقد أثبتت كأس العالم للأندية نفسها أن أزمتنا لم تكن أبداً من نواجه، ولكنها فينا.. لسنا أقل من أحد، وبحسابات المال وأسعار اللاعبين في البورصات المختلفة، نحن أفضل من كثيرين نظنهم على غير حقيقتهم.
الجزيرة نفسه، قبل أن نقول له يعرف ماذا تعني مواجهة باتشوكا الذي لم يخض سوى ثلاث مواجهات عربية، آخرها أمام الوداد المغربي، ودانت للفريق المكسيكي، وقبل تلك المباراة، لعب باتشوكا مباراتين أخريين، في كأس العالم للأندية أيضاً، إحداهما مع النجم الساحلي الذي عبره بهدف موسى ناري، والأخرى مع الأهلي المصري، والذي خسر المباراة وقتها بأربعة أهداف مقابل هدفين.
مؤكد أن مواجهة الريال أجهدت الجزيرة كثيراً، وحتى قبل المباراة بساعات كانت الأوراق بحاجة إلى إعادة حسابات والإصابات نالت من بعضهم، لكن الجزيرة الذي رأيناه أمام أوكلاند وأوراوا، هو من صنع لنفسه صورة ليس هيناً أن يرسم غيرها.. هو من يقود الجماهير، وسما بسقف طموحاتها، وما قدمه أمام بطل إسبانيا كفيل بأن يقوده لعبور باتشوكا والحصول على الميدالية البرونزية، ولو تحقق ذلك، سيكون مجداً للكرة الإماراتية.
لم يخط الجزيرة طوال مسيرته في مونديال الأندية خطوة بالمصادفة، وما حققه لم يكن بضربة حظ، وإنما كان واضحاً أنه نتاج تخطيط من إدارته ومن مدربه الكبير تين كات، وجهد مقدر من لاعبيه الذين كانوا على مستوى الحدث وزيادة، ورفضوا أن يؤدوا «والسلام» أو أن يكونوا ضيوفاً على البطولة، وهم من يستضيفون العالم، وبهذه الروح وتلك الإرادة بإمكان الجزيرة أن يمضي إلى منتهى الأحلام، وأن يحقق للإمارات ميدالية ستكون مدعاة للفخر، لو اقتنصها «الفخر».
شاهدنا باتشوكا أمام الوداد، وكان فريقنا العربي هو الأقرب للفوز لولا طرد لاعبه النقاش، وبصعوبة حقق الفريق المكسيكي الفوز بهدف في الشوط الإضافي الثاني، وفي مواجهة جريميو البرازيلي، ذاق باتشوكا من الكأس نفسها، وخسر بعد شوطين إضافيين، والمقارنة بين مشوار بطل الكونكاكاف والبطل الإماراتي تصب قطعاً في مصلحة الجزيرة الذي ليس عليه سوى أن يؤدي مثلما أدى.. ليس عليه إلا أن يدرك أنه لا يزال في قوس الأمنيات متسع للمزيد.. عليه أن يبرهن أن ما مضى لم يكن مصادفة، وأن الاحتفال لا يزال ممتداً.
كلمة أخيرة:
المصادفة لا تحدث كثيراً.. وإنْ تكررت فهي واقع
الاتحاد الإماراتية 2017-12-17
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews