التشيك… تاريخ من التأييد لإسرائيل
مع كل التبريكات التي يستحقها رئيس الولايات المتحدة، فإن الإعلان المتواضع لحكومة التشيك بأنها تعترف بالقدس كعاصمة إسرائيل هو أمر يدفئ القلب. ذات مرة فكرت بأنه إذا كان هناك خيار قانوني ـ سياسي لتأسيس كونفيدرالية بين دولتين لا توجد بينهما حدود مشتركة وتوجدان في قارتين مختلفتين، فان اسرائيل والتشيك هما المرشحتان لانشاء هذه الكونفيدرالية. قبل كل شيء الفرق الواسع غير القابل للجسر بين الجارتين، التشيك وألمانيا. في ألمانيا عرضت قناة مركزية للأخبار الفضيحة الفظيعة لترامب على مدى عشر دقائق في نشرة أخبار مدتها ربع ساعة. وقد برر المذيع لِمَ الرئيس الأمريكي قام بخطوة غير منطقية كهذه: «بسبب مؤيديه والمتبرعين الأغنياء».
مقابل هجوم زيغمر غبريئيل، وزير خارجية ألمانيا، يضيء موقف رئيس التشيك، ليلوش زمان. التشيكيون يعرفون ما معنى أن تكون دولة صغيرة، ورعاع من الدول القوية والمنافقة يقومون ببيعها. رأينا ذلك أمس في الاستقبال البارد للرئيس مكرون في باريس. تأييد التشيك لإسرائيل في عهد ما بعد الشيوعية جاء من مكان تمرد. في تشيكوسلوفاكيا 1948 كان هناك تأييد حقيقي لدولة إسرائيل التي أنشئت للتو، والمساعدة التشيكية مسجلة في سجلات شعبنا. بعد ذلك جاء الهبوط في فترة محاكمات براغ اللاسامية، وفي 1967 اندلع مرة أخرى التأييد الشعبي في أعقاب الانتصار العسكري، الذي حتى اليوم أوروبا واليسار الإسرائيلي والأمريكي يندبونه وليس التشيكيين.
من المعروف أن الانتصار في حرب الأيام الستة منح الشجاعة والإلهام لـ «ربيع براغ»، الذي تحول إلى شتاء عمره عشرين سنة. في الوقت الحالي يمكن رؤية هذا أيضا في الوثائق. قبل بضعة أشهر صدر كتاب وثائق من أرشيفات الدول الشيوعية، يتعلق بإسرائيل واليهود. محرر الكتاب هو اندراس كوبتش. جملة واحدة قالها رئيس تشيكوسلوفاكيا نبوتني، في جلسة المكتب السياسي للحزب (في 20 حزيران 1967) إشارة إلى كيفية أن الانتصار الإسرائيلي في 1967 منح الدعم لقوى الحرية والديمقراطية الذين قاموا بـ «ربيع براغ». نبوتني قال «يجب علينا توجيه وزارة الداخلية للعمل بصورة أكثر صرامة ضد الجهات التي تستغل الوضع من أجل التظاهر ضد الدولة وضد الحزبـ«. «الوضع» ـ هو الضربة التي تلقتها الكتلة السوفييتية في أعقاب الانتصار.
التشيكيون لم ينكشفوا في هذه الأثناء على الحملة الدعائية المناهضة لإسرائيل الصادرة من دول الاتحاد الأوروبي. تجربتهم التأريخية تقول إن القضية العربية هي مصلحة غير ديمقراطية ولاسامية، والتي كان مشاركا فيها الاتحاد السوفييتي السابق. هم يعرفون الحقيقة عن أكاذيب الدعاية الفلسطينية والإسلامية، التي حظيت بزخم كبير من آلة دعاية الشيوعية.
لذلك، عندما يصرخ العرب صرخات استغاثة ضد إسرائيل فإن شيئا ما يستيقظ في دواخل التشيكيين. والأمر عينه أيضا عندما يشاهدون وجه شخص ألماني على شاشة التلفاز، ويمكننا أيضا أن نسأل المستشارة ميركل: لِمَ التشيكيون يستطيعون أما الألمان فلا؟ لِمَ ألمانيا تقف في كل مرة إلى جانب أعداء إسرائيل؟ أيضا التشيكيون يعرفون ذلك على خلفية 1938.
فرنسا تتصرف كدولة إسلامية راعية. داخل النفاق الأوروبي المناهض لإسرائيل من قبل الاتحاد الأوروبي، فإن التشيكيين يبرزون بصدقهم واستقامتهم.
اسرائيل اليوم 2017-12-12
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews