من الكاسيت إلى الأرز.. قصة رجال دين نحو الثراء
جي بي سي نيوز:- “لم يكن هذا الثراء الفاحش والسيارات الفارهة والقصور ذات الثريات المتدلية من أسقف بعيدة وليدة اللحظة، بل ثمة 3 عقود كانت ثمنا لهذا الثراء الذي ابتدأ بأشرطة الكاسيت وانتهى بإعلانات الأرز والأواني”.. ربما إن هذه هي القصة باختصار التي تنطبق على بعض رجال الدين في السعودية الذين كان أغلبهم في حقبة الثمانينات الميلادية يعد رمزا من رموز الصحوة الإسلامية. فقد يبادرك شاب يافع كان قد ظهرت على حاجبيه علامات التعجب والاستفهام بسؤاله عن قصة هذا الثراء الفاحش الذي هم عليه، رغم أنه ليس ثمة بضاعة ولا تجارة يمتهنونها، لا يسعك في هذه الأثناء سوى سؤال كهلٍ عابرٍ ليروي لك القصة كيف بدأت..
لكل عصر وسيلة لجمع المال:
ففي أواخر الثمانينات الميلادية ومع ميلاد عقد التسعينات بدأ الطريق نحو الثراء باسم الله، إذ ليس ثمة بضاعة رائجة للعامة سوى تلك السلعة التي كانت عبارة عن “أشرطة الكاسيت” التي تتضمن محاضرات دعوية تملؤها عبارات التهديد والوعيد والأهازيج البشرية التي غالبا ما تكون مرفقة كخلفية تستهدف عواطف الناس. ولأن الطريق للثراء يحتاج تنوعا في الوسائل، أتت فكرة المطويات الدعوية التي كانت عبارة عن ورق يطبع في صفحتين كحد أدنى وغالبا ما تظهر على الواجهة الرئيسية لتلك المطوية صورة للقبر أو النار أو الثعبان الأسود الذي رآه أحد الثقاة يلتف على جسد رجل ميت كان هذا بزعم أحد الدعاة في محاضرة شهيرة له..
كانت تلك مرحلة مهمة وسبيلا ممهدا نحو الثراء بالنسبة لرجال الدين، حيث كانت تباع أشرطة الكاسيت بمبلغ 15 ريالا، أما المطويات فكانت تباع جملة بـ50 ريالا لـ100 حبة وهذه كانت بضاعة رائجة لا تنفذ من الأسواق “التسجيلات الإسلامية” التي تستعين بين الحين والآخر بالمطابع حين تنفذ تلك النسخ.. لم تكن هذه هي البضاعة الوحيدة التي يقدمها رجال الدين في تلك الحقبة، بل ثمة أشرطة فيديو لمحاضرات مسجلة بالصوت والصورة أقيمت على المنابر ومحاضرات أخرى دعوية أقيمت في المخيمات التي كانت تنتشر بكثرة في ذلك الزمن..
صرح بقيمة قصره.. والآخر يصور أمام سيارته الفارهة..
أما ما انتهى به الحال لهؤلاء الدعاة في هذا الزمن فهو على لسان أحدهم حين ظهر في لقاء تلفزيوني ليقول: إنه يمتلك قصرا قيمته 7 ملايين ريال، وآخر يبدو أن شخصا مقربا منه قد تعمد أن يظهره وهو مختالا أمام سيارته الفارهة التي تصل قيمتها لأكثر من ربع مليون ريال، أما الآخر فهو بالكاد لا يظهر عبر حسابه في السناب شات إلا وهو يتسكع في مدن اليورو والضباب الذي كان ينهى عن زيارتها حين كان لا يظهر للناس سوى صوته في الثمانينات الميلادية معللا ذلك “التحريم” بأنها دول حاضنة لليهود والنصارى لا ينبغي زيارتها..
تناقضات الزهد.. كشفها السناب شات
لم يقع البعض من رجال الدين ورموز الصحوة في تناقضات الآراء فحسب، بل ثمة أمر آخر هو “الزهد”، والتناقض الذي وقعوا فيه حيال هذا الأمر وذلك حيث كانوا يأمرون الناس به ويتحدثون كثيرا عن حصير النبي وخبز الشعير والثوب النجراني الغليظ الذي كان يرتديه صلى الله عليه وسلم، وفي الوقت ذاته يظهرون بمظهر لا يقل شأنا عن ما يظهر به الزعماء والملوك..
الدعاية بغلاف ديني.. الإعلان بـ50 ألف ريال..
إن كنت تتساءل عما وصل له هؤلاء الآن بعد عقود من التقلبات والتحولات في سبيل حصولهم على المال، لا يسعك إلا أن تأخذ جولة على الحسابات المليونية التي يديرها هؤلاء في وسائل التواصل الاجتماعي فستجد واحدا يمجد الأواني المنزلية حين قدم إعلانا يصل سعره لأكثر من 50 ألف ريال، والآخر يقدم إعلانا للأرز، لكنه وكالعادة أتى برداء ديني، حيث أرفق مع إعلانه حديث الزكاة وصاع الأرز بحسب صحيفة عين اليوم."مزمز"
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews