Date : 20,04,2024, Time : 09:18:19 AM
3311 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الاثنين 22 ربيع الأول 1439هـ - 11 ديسمبر 2017م 12:07 ص

أحداث اليمن والقدس.. ما الرابط؟

أحداث اليمن والقدس.. ما الرابط؟
رضوان السيد

تناسخ الأحداث، بحيث يُنسي أحدها الآخَر. فالأمر كما قال شكسبير: إنّ المصائب لا تأتي فرادى! حدث اليمن حدثٌ فاجعٌ، لأنه هو الرئيس العربي الثالث الذي تقتله الميليشيات الإيرانية: الحريري وصدام وعلي صالح. ويرادُ من هذا التوحش في القتل إعطاء درس لكل من تُسوِّلُ له نفسه مخالفة إيران. فحلفاؤها مثل بشار الأسد أو المالكي أو عون يرتفعون على سُدّة الكراسي، أما الآخرون فيموتون إذا كانوا مهمين، أو يشرَّدون إذا كانوا قليلي الأهمية. وما اكتفى «الحوثيون» بقتل صالح وأقاربه وقادة حزبه، بل قتلوا أيضاً جمهوراً من حزب «المؤتمر» زاد على الألف. وهذا التوحش كما سبق القول هدفه صرف الناس عن مقاومة الغزو «الحوثي»، والتسليم للزعامة الإمامية الجديدة. فالذي نعرفه عن هؤلاء أنهم لن يصبروا على صيغة السلطة، كما لم يصبر الخميني. ولذلك فالأرجح أن يصبح عبد الملك الحوثي ولياً فقيهاً، وأن لا يتولى السلطة بنفسه. لكن هناك من يقول بل إنه يريد أن يصبح إماماً شأن جدوده البعيدين. الخميني، وبحكم التطور الإيراني الداخلي خلال القرن، ما استطاع إلاّ التسليم بهذه الصيغة المعقدة أو المركبة لجمهورية إيران الإسلامية. والأمر ليس كذلك في اليمن، خاصة بعد دخول العقائد الإمامية العصموية على الزيدية.

في الحروب القبلية، يحرص المتخاصمون على أن لا يقتلوا القيادات حتى في حالة النصر والأسر؛ لأنهم يحسبون للثأر حساباً ولأجيال. وعندما تحصل المصالحة يؤدون الديات لبعضهم عن الذين قُتلوا من العامة القبلية. أما «الحوثيون»، فهم عقائديون مثل «داعش» و«القاعدة» و«حزب الله» و«بوكو حرام». وهؤلاء عندهم القتل العقائدي والقتل الشعائري. فـ«الحوثي» عنده ثارات آل البيت وهي كثيرة، وإن يكن علي عبد الله صالح زيدياً مثله، وما قتل من آل البيت إلاّ أخاه حسين، وهذه جريمةٌ هائلة، ولذلك احتفى أنصار الحوثي في اليوم التالي بمقتل صالح وأولاده، وذكروا الانتقام لحسين. ولم يغفر لهم عنده أنه أسلم إليهم عَمران وصنعاء وذمار وتعز.. بل وأبلغهم عدن. ثم إنه سمح لهم بأخذ السلاح الثقيل قبل الخفيف من مخازن الجيش وقواعده. ولكل ذلك سياقٌ بالطبع، ويحتاج الأمر لتفصيلٍ كبير. لكنّ العبرة والمعنى فيما قاله الأمين العام المساعد لـ«لحزب الله» من طهران في اليوم الثالث للمذبحة: (هناك محورٌ تقوده إيران، وقد طهرنا العراق وسوريا ولبنان وفلسطين من منتهكي مزارات آل البيت، ومن التفكيريين). هي الطائفية الكريهة عارية، إذ لا ندري من يقصد بالتفكيريين في لبنان وفلسطين، وهذا إذا سلمنا بأنّ «الدواعش» و«القاعديين» تكفيريون بمعنى أنهم يكفّرون الشيعة! والذي نعرفه نحن اللبنانيين أن معظم من قتلهم «حزب الله» في سوريا هم من القرويين الفقراء الذين سيطروا بالسلاح الخفيف على قُراهُم عندما انحسرت سلطة الأسد. أما «داعش» و«النصرة» فقاتلهم الطيران الأميركي والروسي، وجاءت الميليشيات من «حزب الله» والفاطميين والزينبيين والأسديين فقتلت وهجَّرت بل وصنعت مستوطنات طائفية!

ما الجامعُ بين فعلة ترامب وفعلة الحوثيين؟ إنه الانتهاك الفظيع للحقوق العربية دولاً ومجتمعات على أيدي كل من هبَّ ودبّ. فالأميركيون في سوريا استخدموا الأكراد، والروس استخدموا الإيرانيين. والآن يقول القائد الكردي إنهم في الرقة ما قتلوا «الدواعش»، بل اتفق معهم الأميركيون على الخروج بالباصات والشاحنات والسيارات، وأنهم كانوا أربعة آلاف! إلى أين ذهب هؤلاء؟ أردوغان المشارك الآخر في الحرب السورية زعم أن الأميركيين هم الذين أرسلوا الإرهابيين إلى سيناء!

الأرض كلها عربية، ومن القدس وفلسطين وإلى سوريا والعراق ولبنان واليمن، وعليها الأميركيون والإسرائيليون والإيرانيون والأكراد والأتراك والروس يسرحون ويمرحون. بل هناك ميليشيات أفغانية وعراقية في سوريا، وميليشيات كردية من حزب «العمال» أتت من تركيا لمساعدة أكراد سوريا، أو استأجرها الأميركيون لهذا الغرض. وكما قطع الأميركيون السلاح عن كردستان فكادت أربيل تسقط خلال ساعات؛ فإنّ الأميركيين يقولون الآن إنّ القتال انتهى ضد داعش، فلا حاجة للأكراد السوريين للسلاح، بل ربما يأخذون منهم السلاح الثقيل. وعلى ذلك أجاب أحد قادتهم ضاحكاً: لسنا محتاجين لسلاحكم بعد الآن، لأننا على تواصُلٍ مع الروس أيضاً، وسيعطوننا ما نحتاجه، ونحن ذاهبون معهم ولعندهم في سوتشي في المؤتمر العتيد! لكنّ الأميركيين لم ينزعجوا بل أجابوا: لقد تعاونّا معكم (استخدمناكم) طوال عامين لمقاتلة «داعش» ومات منكم الآلاف، ونحن ما مات منا إلاّ خمسة جنود! وقد اتفقنا مع الروس، وأنتم دبروا رأسكم معهم أيضاً!

 الاتحاد 2017-12-11




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد