Date : 19,04,2024, Time : 04:57:41 AM
2620 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الخميس 18 ربيع الأول 1439هـ - 07 ديسمبر 2017م 12:25 ص

الصراعات من المجدي إدارتها على المواضيع الجوهرية… أما الرموز فيمكنها أن تنتظر

الصراعات من المجدي إدارتها على المواضيع الجوهرية… أما الرموز فيمكنها أن تنتظر
يديعوت

جي بي سي نيوز :- ثمة شيء غريب في القضية التي تثار بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل. نبدأ بالأمر المفهوم إلى هذا الحد أو ذاك، من تلقاء ذاته. من حق الدول أن تقرر عاصمتها، مثلما هو من حقها أن تقرر علمها ونشيدها القومي. هذا لا يعني أن هذا يجب أن يعجب الجميع. هذا ببساطة هو الواقع. يحتمل ألا أحب الصليب الذي في أعلام دول مسيحية عديدة، أو الهلال الذي في أعلام الدول الإسلامية، أو نجمة داود في علم دولة إسرائيل. يحتمل ألا أحب الأناشيد المتعطشة للدماء والحماسية لأمم عديدة. إذا لا أحب.
الدبلوماسية ليست قرعة تمزيق أوراق الورد ـ أحب، لا أحب ـ بل هي مصالح واتصالات سياسية. عندما أحترم بصفتي ضيفا العلم أو أقف صامتا عند إطلاق النشيد القومي لمضيفي، فإني لا أعرب رأيا عن مضمونها. أنا احترم سيادة المضيفين. ولا أقبل بالضرورة فكرهم، ولا أتبنى بالضرورة قيمهم وأكاد لا أشعر أبدا بانسجام مع رموزهم القومية. كل هذا صحيح أيضا بالنسبة للعواصم. السؤال الجوهري ليس إذا كنتم تقبلون الوضع الراهن المتعلق بعاصمة دولة فلانية بل إذا كنتم تقبلون سيادتها. كل ما تبقى هو مسألة مفاوضات. حقيقة أنه توجد لكم سفارة في الصين لا تعني أنكم تصادقون على وضع حقوق الإنسان في الدولة أو على الحاق التيبت. إن حقيقة أن معظم دول العالم لا تقبل مكانة القدس عاصمة لإسرائيل هي نموذج كلاسيكي للازدواجية الأخلاقية، مثابة ورقة تين مزايدة تعود إلى عهود سبق أن انقضت. لكثير من هذه الدول لا توجد أية نية أو رغبة في فرض أية عقوبات على إسرائيل بسبب حرمان الفلسطينيين في المناطق المحتلة من حقوق الإنسان، بسبب سياسة الاستيطان، التي تتعارض مع القانون الدُّولي، أو لأي سبب آخر كان. إذ بخلاف صورة الضحية لدينا، التي تعرض كل العالم وكأنه يقف ضدنا، فإن معظم العالم (الـ بي.دي.اس ليست «العالم») يتعامل معنا كحقيقة قائمة ويجري معنا الصفقات بذات عدم الاكتراث الأخلاقي الذي يميز كل خطواته. 
وعلى هذه الخلفية بالذات، فإن الرفض للاعتراف بالقدس عاصمة الدولة يبرز في سخافته. هذه هي المشكلة؟ لهذا السبب ثرتم؟ شك يثور في قلب الناظر المحايد في أن السبب الحقيقي لهذه المزايدة الانتقائية هو محبة الطواقم الدبلوماسية الزائدة للمدن المركزية. فمن يريد أن يسكن في القدس حين يكون ممكنا السكن في تل أبيب أو في هرتسيليا؟
يمكن أن نجمل الأمر ونقول إن عدم الاعتراف بالقدس (ظاهرا لأن مكانتها لم تسو بعد حرب الاستقلال) أساسه في المزايدة. فليس له أي معنى غير المعنى الرمزي قليل السعرات السياسية. من جهة أخرى ـ وفي التأريخ يوجد دوما جهة أخرى ـ فإن للرموز معاني. ولأسبابهم النفسانية، فإن الناس مستعدون لأن يتعرضوا للقتل أو من الأفضل أن يَقتلوا غيرهم، من أجل رموزهم. فأجيال على أجيال من المغتصبين اليهود ضحوا بأرواحهم، وماتوا غير مرة، لأنهم رفضوا أكل لحم الخنزير. وارتكب هؤلاء الناس مخالفات أخطر بأضعاف ـ دنسوا السبت ومروا في صور الكنائس (موضوع هو مثابة «على جثتي»). ولِمَ أصريت بالذات على موضوع أكل لحم الخنزير؟ إذ أن للرموز أهمية وقوة، ولا يهم ما يقوله الخبراء عن هذا.
وهذا هو السؤال الناشئ في موضوع الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. كم يساوي لنا هذا الرمز؟ من ناحية عملية لا شيء سيتغير في أعقاب نقل السفارة الأمريكية مثلا. موقف الولايات المتحدة من إسرائيل لن يصبح أفضل بشيء الآن. وكما أسلفنا، فإن الدول الأخرى، سواء انضمت إلى الولايات المتحدة أم لا، تعترف بسيادة إسرائيل في القدس في كل شأن ممكن، ومكان سفارتها هو في نظرها موضوع عديم كل معنى عملي. من جهة أخرى، هناك احتمال جيد في أن يؤدي هذا الاعتراف، المنطقي والمبرر بحد ذاته، إذا تم على نحو منقطع عن اتفاق سياسي، إلى موجات عنف في العالم. الناس سيقتلون. فهل يوجد مبرر لهذا؟ ليس مؤكدا. الصراعات من المجدي إدارتها على المواضيع الجوهرية. أما الرموز فيمكنها أن تنتظر.

يديعوت  2017-12-07




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد