Date : 19,04,2024, Time : 10:07:11 PM
3746 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: السبت 13 ربيع الأول 1439هـ - 02 ديسمبر 2017م 12:46 ص

جمهورية الأهلى

جمهورية الأهلى
عبد الناصر سلامة

هى بالفعل «جمهورية الأهلى»، التى أطلقها البعض من أنصاره وغير أنصاره فى آن واحد، أى أنها ليست صيغة مبالغة إلى الحد الذى يتصوره البعض، ذلك أن هذا النادى «الأهلى» ظهر خلال انتخابات مجلس الإدارة، وفى المواقف الصعبة عموماً، كما لو كان يُدار من خلال دستور خاص وقوانين مختلفة وأعراف مغايرة عن تلك المعمول بها فى الدولة المصرية، الناخب بدا مختلفاً، المرشح مختلف، الدعاية الانتخابية مختلفة، اليوم الانتخابى مختلف، قد تكون هناك بعض التجاوزات أو الثغرات من أى نوع، بالتأكيد هو أمر طبيعى فى كل بلدان العالم، إلا أن كل المظاهر والظواهر تؤكد أننا أمام نادٍ مختلف شكلاً ومضموناً.

 لم نسمع مهاترات، لم نر شغباً، لم نشهد تطاولاً، على الرغم من طول فترة الدعاية، وعلى الرغم من أن المنافسة كانت حامية الوطيس، يشهد بذلك حجم الدعاية الانتخابية، تشهد بذلك الشوارع والميادين والكبارى فى أنحاء القاهرة، من أقصاها إلى أقصاها، المرشحون اعترفوا بإنفاق ملايين الجنيهات، إلا أن حجم الدعاية والرصد يشير إلى عشرات الملايين، لكنها لم تحمل سوى الدعاية وفقط، لم تكن ترمز أو تهمس أو تغمز فى غير مجال الدعاية للمرشح أو للقائمة.

رأينا منذ البداية تلك المصافحة المثيرة للانتباه بين المرشحين على مقعد الرئيس، محمود طاهر ومحمود الخطيب، باستاد محمد الخامس فى كازابلانكا بالمغرب على هامش مباراة الأهلى هناك، فى دلالةٍ بالغةٍ على أننا أمام سباق محترم، بين شخصيتين تتميزان بأخلاق رفيعة، تمثلان نادياً من أرقى الأندية فى العالم وليس فى أفريقيا فقط، ثم توالت دروس المنافسة على كل المستويات فيما بعد، سواء بين الرئيسين أو الأعضاء، وهو ما ألقى بظلاله على الجماهير أو الناخبين، الذين لم يجدوا أى ثغرة أمامهم للتعصب.

بالفعل ودون أى مبالغة، كانت انتخابات الأهلى درساً للمنافسة فى مصر بصفة عامة، المنافسة على الانتخابات، المنافسة على المناصب، المنافسة على السباقات، ذلك أن البطل فيها لم يكن المرشحون فقط، رغم أنهم جميعاً كانوا على مستوى مشهود من الرقى، ذلك أن الناخبين أو الجمعية العمومية للأهلى أثبتت أيضاً أنها مختلفة، الحرص على المشاركة، الحرص على عدم الاحتكاك، الحرص على الاختيار بمنأى عن المؤثرات وما أكثرها!

فى الوقت نفسه يجب أن نعترف بالخروقات التى شابت عملية الدعاية الانتخابية، والتى لم يكن أطرافها المرشحين أو حتى ذويهم، للأسف كان أطرافها بعض وسائل الإعلام، من صحافة وإذاعة وتليفزيون، كان أطرافها بعض الصحفيين والمذيعين من أصحاب المصالح أو لحساب أصحاب المصالح، انحيازهم كان فجاً، سواء لهذه القائمة أو تلك، وصل إلى حد الاتهام فى الذمة هنا أو بالأيديولوجيا هناك، هم يدركون عدم صحة هذه أو تلك، لكنها الاستفادة، فى لغتهم يطلقون على هذا السلوك أكل العيش، على الرغم من أنهم أكلوا كثيراً، بل أُتخموا إلى الحدود القصوى، إلا أنها النفس البشرية، أو بمعنى أدق النفس المريضة.

أعتقد أن انتخابات الأهلى حملت عدة رسائل مهمة، من الضرورى الاستفادة منها على أكثر من صعيد، فبجانب أنها كانت رسالة إلى الأندية الأخرى التى يفتقد بعضها الأخلاق العامة فى ممارساتها، يأتى الأهم وهو احترام وتقدير المرشحين لبعضهم البعض، ووضع ضوابط فى هذا الصدد من الممكن فى حال تجاوزها الإطاحة بالمرشح المتجاوز قبل الانتخابات، ومن بينها أن لغة المال والأعمال قد تأتى بأثر عكسى، ومن بينها أن الانحياز الرسمى للمرشح قد يأتى أيضاً بنتائج سلبية، ومن بينها أن الجمعية العمومية فى أى موقع يجب أن تتحلى بقدر من الثقافة والتعليم، كما أن اختيار الأشخاص منذ البداية للترشح يجب أن يتم وفق ضوابط الأخلاق والسمعة والاستعداد للعمل العام، حتى لا يتم الطعن عليهم خلال فترة الدعاية.

ربما كان النادى الأهلى من بين الأندية المصرية الذى يحظى إلى حد كبير باحترام جماهير الأندية الأخرى أو الفرق المنافسة لهذا السبب، وهو أنه كان طوال الوقت مؤسسة تربوية، بالتوازى مع كونه مؤسسة رياضية، وهو الأمر الذى جعل منه نادى البطولات، سواء محلياً أو على المستوى الأفريقى، بما يثبت أن العملية كاملة لا تتجزأ، ذلك أن الاهتراء الأخلاقى يؤدى بالضرورة إلى اهتراء إدارى، ومن ثم خسائر على كل المستويات، والعكس صحيح، وهو ما كانت عليه كل إدارات الأهلى المتعاقبة خلال العقود التى عايشناها على الأقل.

على أى حال، نتمنى كل التوفيق والسداد لإدارة الأهلى الجديدة بقيادة الكابتن محمود الخطيب، وأن تكون عند حسن ظن الجماهير المصرية بصفة عامة، وأثق بأنها سوف تكون كذلك، ولا نستطيع إلا أن نشيد بالإدارة السابقة بقيادة المهندس محمود طاهر، التى أدت ما عليها على كل الأصعدة أيضاً، وستظل إنجازاتها شاهدة، إلا أنها عمومية الأهلى التى تنشد المزيد.

المصري اليوم 2017-12-02




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد