Date : 19,04,2024, Time : 11:06:36 PM
3250 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الأربعاء 03 ربيع الأول 1439هـ - 22 نوفمبر 2017م 12:13 ص

بعد 40 عاما… من السابق لأوانه أن نعرف جدوى اتفاق السلام مع مصر

بعد 40 عاما… من السابق لأوانه أن نعرف جدوى اتفاق السلام مع مصر
معاريف

قبل 40 سنة، في 19 تشرين الثاني 1977، زار الرئيس المصري أنور السادات البلاد. واستغل الكثيرون هذا الأسبوع هذا الموعد كي يتذكروا الحدث التاريخي. ولكن قلة جدا أجروا أيضا حسابا تاريخيا للنَّفْس. كنت ابن 27 عاما. وبعد بضعة أشهر امتثلت للخدمة طبيبا في جنوب سيناء. لي أيضا كان واضحا أن السادات لم يأت عبثا، وأن الثمن سيكون تنازلا إقليميا هائلا. لم أعرف في حينه، مثلما لم يعرف معظم الإسرائيليين، أنه قبل شهرين من زيارة السادات، في لقاءات سرية في المغرب، تنازل وزير الخارجية ديان منذئذ، باسم مناحيم بيغن، عن كل شيء، حتى آخر ذرة رمل.
في منظور 40 سنة من السلام مع مصر ـ فإنه حتى معظم من عارض في حينه اتفاق السلام وثمنه يعتقدون اليوم أنهم أخطأوا. إذ لو كانوا يعرفون في حينه بأن السلام سيصمد سنوات طوال، ما كانوا عارضوه.
كانت في حينه مجموعتان معارضتان. الأولى ببساطة لم تؤمن بصدق نوايا السادات. الكثيرون، بمن فيهم رئيس الأركان في حينه موتي غور، قالوا علنا إن الزيارة ليست سوى مناورة تضليل لهجوم واسع يخطط له المصريون. واعتقد آخرون أن السادات يعتزم الحصول على سيناء كلها، ولكن ما أن تكون هذه في يديه ـ حتى يخرق الاتفاقات ويدفع بالجيش إلى شبه الجزيرة. كل هذه تبددت، فقد نجا اتفاق السلام حتى في أوضاع التوتر الشديد بين الدولتين، بما فيها حرب لبنان الأولى التي اندلعت في موعد قريب من استكمال الانسحاب، وحتى الحكم القصير للإخوان المسلمين في مصر بعد سقوط مبارك.
ولكن هناك آخرون عارضوا الاتفاق لاعتبارات أخرى ـ مبدئية. بالنسبة للكثير من معارضي الانسحاب كانت سيناء جزءًا لا يتجزأ من بلاد إسرائيل. ولكن ليس بالنسبة لمناحيم بيغن. فقد رأى في حدود الانتداب البريطاني حدود بلاد إسرائيل، وسيناء والجولان لم تكونا جزءًا منها. وعليه، كان صحيحا التنازل عنهما فور حرب الأيام الستة. ولكن جزء لا يتجزأ من اتفاق السلام مع مصر كان الاقتلاع لكل المستوطنات اليهودية في سيناء، ولهذا فقد عارض ذلك حتى رجال اليسار، من حزب العمل، ممن أقاموا هذه المستوطنات. أما بالنسبة لبيغن فقد كان السلام أهم من الاستيطان. جدال تاريخي لا حل له حتى اليوم يعنى بمسألة إذا كان ممكنا الوصول إلى اتفاق آخر، من دون اقتلاع وتخريب المستوطنات. لو لم يكن بيغن من خلال ديان تعهد مسبقا بالانسحاب من كل شيء. إن السابقة التي ثبتها في حينه مناحيم بيغن هي سابقة خبيثة. دفعنا ثمنها أيضا في فك ارتباط شارون بتأييد من نتنياهو. ولا بد أننا سنكون مطالبين بأن نستوفي شروط هذه السابقة في يهودا والسامرة وفي الجولان أيضا.
جدال آخر يدور حول مسألة إذا كان ممكنا التوصل إلى اتفاق سلام مع السادات من دون التعهد بالاعتراف بـ «الحقوق الشرعية للفلسطينيين» وخطة الحكم الذاتي. وهكذا، حسب كل الآراء، تنازل بيغن عن أيديولوجيته، عن مبدأ وحدة البلاد، حتى وفقا لخريطة الانتداب التي قدسها. ويحوم هذا التنازل فوق رؤوسنا كتهديد اليوم أيضا. فالاعتراف بـ «حقوق» العرب في بلاد إسرائيل الغربية سيكون أيضا في أساس خطة ترامب التي ستقدم لنا قريبا، مثلما كانت أساسا لخطاب بار إيلان لنتنياهو. هذه هي الخطيئة الأولى لليكود، الذي تعلو وحدة البلاد على لسانه، ولكن التنازل عنها كامن في أساس سياسة مناحيم بيغن، أريئيل شارون، اهود اولمرت وبنيامين نتنياهو. واحد من رؤساء الليكود فقط هو إسحق شمير، الذي كان يجلس على منصة الكنيست غاضبا ومكشرا إلى جانب السادات وعارض بكل قوته التنازل عن سيناء وخطة الحكم الذاتي التي ينطوي عليها، فقط هو واظب في معارضته حتى بعد سنين. فهو لم يبع أيديولوجيته بأي ثمن. ولا حتى بثمن السلام مع مصر.
وأنا، حين قدرت بأن السلام مع مصر لن يطول، خاب ظني. ولكن حتى في الحكمة في نظرة إلى الوراء: حتى لو كنت أعرف في حينه بأن السلام سيبقى 40 سنة، لكنت عارضت الاتفاق الذي كان ينطوي على اعتراف بـ «حقوق» العرب في قلب وطننا، وفي خلق سابقة خطيرة تتمثل بالتدمير والاقتلاع كشرط للسلام. لقد رفض زعيم الصين، ماو تسي تونغ، فتوى عن تأثيرات الثورة الفرنسية على التاريخ الإنساني لأنه على حد قوله «من السابق لأوانه أن نعرف». وهذا صحيح أيضا بالنسبة لزيارة السادات.

معاريف  2017-11-22




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد