Date : 28,03,2024, Time : 12:45:53 PM
3285 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: السبت 28 صفر 1439هـ - 18 نوفمبر 2017م 12:29 ص

إيران تتموضع في سوريا

إيران تتموضع في سوريا
هآرتس

جي بي سي نيوز :- «إن من لا يؤمنون بجدوى الحل العسكري في سوريا، فليخرجوا قواتهم منها»، هذه كانت الإجابة الفظة للرئيس التركي رجب طيب اردوغان على التصريح الأمريكي الروسي، الذي حسبه يوافق الطرفان على أنه لا يوجد حل عسكري للازمة السورية، بل فقط حل سياسي ودبلوماسي. التصريح المشترك للرئيس بوتين والرئيس ترامب برهن على التوافق بين الدولتين العظميين وعلى فتح صفحة جديدة في العلاقة بينهما. وهو أيضا يقلق إسرائيل التي تخشى من أن حلا سياسيا سيبقي في سوريا قوات معادية يمكنها بعد فترة العمل ضدها.
موافقة الرئيسين أيضا على أنه يجب على كل القوات الأجنبية مغادرة سوريا ـ ليست مقنعة. حسب التفاهمات، روسيا ستعمل مع الرئيس الأسد من أجل أن يأمر القوات الأجنبية التي تعمل إلى جانبه مثل إيران وحزب الله على ترك الدولة، والولايات المتحدة ستعمل مع الأردن من أجل إبعاد الجهاديين، ومن بينهم مقاتلو جبهة النصرة ومليشيات راديكالية سنّية أخرى.
في توجيه نقله مصدر أمريكي رفيع للصحافيين بعد التصريحات المشتركة جاء: «نحن (الولايات المتحدة) لا ننوي إجراء مفاوضات مع الأسد، وكما هو معروف ليس مع القوات الإيرانية، بل مع روسيا». كما أكد الرعاية الأمريكية والروسية لاتفاق المبادئ الذي وُقِّع في الأردن حول إقامة منطقة آمنة في جنوب سوريا، وهو الاتفاق الذي تعرض لانتقاد إسرائيلي كبير. في الحقيقة إسرائيل فضلت توجيه سهامها نحو روسيا، ولكن المسؤولية عن هذا الاتفاق ملقاة على الولايات المتحدة بالدرجة نفسها. التصريح المشترك كان يجب أن لا يكون مفاجئا لإسرائيل، لأنه في شهر نيسان، في اللقاء السابق بين ترامب وبوتين تم الاتفاق على أن مصير الأسد لن يبحث في هذه المرحلة، أي أن ترامب عرض في حينه تنازلا مهما آخر للسياسة الروسية. هذا التنازل تم التعبير عنه أيضا في التوجيه الصحافي الحالي، الذي أوضح فيه ترامب أن «الأسد يجب عليه الذهاب، لكن هذا قرار للشعب السوري كله، بما في ذلك الذين طردوا من بيوتهم، من خلال الانتخابات». وأنه «في المواضيع التي يوجد للدولتين العظميين مصالح مشتركة فيها يمكن العمل معا». هذه المصالح المشتركة لا تأخذ في الحسبان مصالح إسرائيل. في هذه الأثناء، هذا هو فقط مجرد اتفاق مبادئ لا يرسم خرائط نهائية، وربما صراخ إسرائيل سابق لأوانه. ولكن بعد أن صرح وزير الخارجية الروسي سيرجيه لافروف بأن «وجود القوات الإيرانية في سوريا هو مشروع، حيث أنها استدعيت من قبل سوريا». وإزاء تصريح اردوغان لا مناص من القول إن مبدأ مغادرة القوات الأجنبية لا يساوي الورقة التي وقعت وكتبت عليها وثيقة المبادئ. اتفاق المبادئ أيضا لم يحدد متى ستغادر القوات ومن سيجبرها على الخروج. إيران، روسيا وتركيا ومعها المليشيات السورية والأجنبية التي تعمل باسمها في سوريا لا تنوي المغادرة. ومشكوك فيه أن تغادر أيضا بعد توقيع اتفاق إنهاء الحرب في سوريا.
هذا هو الواقع الذي يجب على إسرائيل التعايش معه، إذا لم يكن في نيتها شن حرب ضد الشراكة الروسية ـ الإيرانية، التي تحظى برعاية أمريكية. هذه الشراكة تلقت دعما غير عادي من الأقوال التي قالها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، في المؤتمر الذي عقد هذا الأسبوع في إيران تحت عنوان «500 سنة على التعاون بين إيران وروسيا». لقد كتب ظريف أن هذا التعاون سيؤدي إلى الأمن والاستقرار، ليس فقط في الشرق الأوسط، بل أيضا في وسط آسيا والقوقاز. في الرسالة التي أرسلها لافروف في هذا المؤتمر، عبر عن الأمل بأن «التعاون الثنائي سيتحول إلى تعاون استراتيجي». لا يمكن أن يكون هناك تصريحات قاطعة وواضحة أكثر حول العلاقات الجيدة التي أوجدتها الحرب في سوريا بين إيران وروسيا. لهذا التعاون، كما هو معروف، يوجد أيضا جوانب اقتصادية مهمة، مثل مد أنبوب غاز من إيران إلى الهند عبر باكستان، والاستثمار في البنى التحتية الإيرانية، بما في ذلك إقامة محطات كهرباء نووية ستنقل إلى الشركات الروسية.

الإيرانيون لن يغادروا

علاقات روسيا مع إيران نجحت في التأثير في القيادة الإيرانية لإبعاد القوات الإيرانية عن المنطقة الأمنة الجنوبية إلى الشمال والشرق قليلا، وأيضا التوضيح لإيران أنه من الأفضل أن لا تعطي إسرائيل الذريعة لمهاجمة سوريا، لكن حجم وجود إيران العسكري في الدولة لم يتغير. حسب تقارير المعارضة في إسرائيل ومصادر مليشيات المتمردين، فمجمل عدد القوات الإيرانية والقوات المؤيدة لإيران يبلغ نحو 70 ألف مقاتل وهم منقسمون بين الحرس الثوري والجيش الإيراني (نحو 8 آلاف حتى 10 آلاف من رجال الحرس الثوري ونحو 5 آلاف إلى 6 آلاف من جنود الجيش)، ونحو 20 ألفا من رجال المليشيات الشيعية التي جاءت من العراق، ونحو 12 ـ 15 ألفا من رجال المليشيات الأفغانية الذين تم تجنيدهم من قبل إيران، و7 ـ 10 آلاف مقاتل من حزب الله، و5 ـ 7 آلاف مقاتل باكستاني وفلسطيني. 
يقف على رأس هذه القوات الجنرال جعفر الأسدي، الذي عُيّن في منصبه بعد القائد السابق حسين همدان، الذي قتل في 2015. القوات الإيرانية تعمل تحت قيادة مشتركة تسيطر على وتنسق نشاطاتها مع الجيش السوري في أربع جبهات. مقر هذه القيادة يوجد قرب مطار دمشق ويترأسها القائد سيد رضا موسوي، المسؤول أيضا عن التنسيق اللوجستي لقوة القدس في الحرس الثوري الإيراني برئاسة قاسم سليماني. في منطقة الزبداني، شمال غرب دمشق، توجد قاعدة الشيباني التي استخدمتها قوات الحرس الجمهوري السوري وانتقلت إلى سيطرة إيران. التقديرات تشير إلى أنه يوجد فيها نحو 3 آلاف جندي يقومون بمهمات في وسط سوريا. وكذلك قوات حزب الله ورجال مليشيات أفغانية.
قيادة المنطقة الجنوبية تشرف على منطقة درعا والسويداء والقنيطرة، وقاعدتها المركزية توجد في المنشأة رقم 18.000، التي تقع على بعد 60 كم جنوب دمشق في طريق درعا، وليس بعيدا عنها توجد قاعدة اليرموك التي استخدمتها قوات حزب الله، في حين قاعدة أزرع قرب بلدة شيخ مسكين، تستخدم قاعدة لوحدة الصواريخ من طراز «سام 1».
في الجبهة الشرقية الشمالية يشغل الإيرانيون قواتهم في منطقة الحسكة، الرقة، القامشلي والمطار العسكري قرب حمص. يوجد تحت تصرف هذه القوات مطار «تي 4» الذي يبعد نحو 50 كم عن مدينة تدمر. ويوجد فيه حسب تقديرات مصادر المعارضة الإيرانية ألف جندي تقريبا. نحو ألف جندي من حرس الثورة الإيراني يوجدون في منطقة اللاذقية وطرطوس التي يسيطر عليها الجيش السوري. مؤخرا نشرت «بي.بي.سي» صورا لمعسكر آخر أقيم على مداخل دمشق يمكنه أن يضم عدة آلاف من الجنود.

وحيد في ميدان القتال

إن انتشار القوات الإيرانية، ومقر قيادتها وعدد المقاتلين، تطرح السؤال حول قدرة إسرائيل على منع أي وجود إيراني في سوريا، كما قال الجنرال آيزنكوت في مقابلة مع موقع «ايلاف» السعودي. ولكن الانتشار يبرهن في الأساس على نقاط ضعف الجيش السوري، الذي يحتاج فيها إلى مساعدة إيران. حتى الآن هذه المساعدة وجدت تعبيرها في المعارك المحلية ومنها احتلال حلب. ولكنها لا تشير حتى الآن إلى نية السيطرة على مناطق في سوريا من أجل إقامة جيوب إيرانية فيها. مصادر في المعارضة السورية قالت في تقاريرها إن جنودا ومواطنين إيرانيين منشغلون ليس فقط بالحرب، بل بشراء العقارات، لا سيما في المدن الكبرى. ولكن أيضا في هذا لا يوجد ما يكفي لإحداث تغيير ديمغرافي استراتيجي يمكنه أن يغير طابع سوريا.
الخوف الإسرائيلي من تموضع قوات إيرانية ورعاياها في الجزء السوري من هضبة الجولان، لا يمكن إنكاره، لكنه يقتضي أن يتم فحص هل يوجد لإيران مصلحة في فتح جبهة مع إسرائيل في سوريا. إيران وروسيا معنيتان باستكمال العملية السياسية من أجل الابقاء على نظام الأسد وإنهاء الحرب. من الواضح لإيران وروسيا أنه إذا قررت إسرائيل الهجوم، كما يهدد وزير الدفاع ليبرمان، فإن هذا الهجوم من شأنه أن يتسع ويصل إلى قصر الرئيس السوري وإلى أهداف استراتيجية أخرى، وإلى لبنان أيضا ضد حزب الله، ولن يكتفي بمهاجمة الأهداف الإيرانية. هكذا سيتم إيجاد ميزان ردع بين إسرائيل وسوريا وإيران، يكون فيه تهديد إسرائيل لإيران حقيقيا في هضبة الجولان أكثر من تهديد إيران لإسرائيل. نقطة التحول في هذا الميزان يمكن أن تحدث إذا قرر الإيرانيون إقامة نظام صواريخ متوسطة المدى وبعيدة المدى في جنوب هضبة الجولان. ولكن هذه الاحتمالية أيضا ما زالت غير موجودة على الطاولة، في الأساس بسبب معارضة روسيا لعملية استراتيجية إيرانية من شأنها أن تعمل ضد المصالح الروسية. في الوقت نفسه، إسرائيل نفسها تعتبر الصواريخ بعيدة المدى الموضوعة في إيران تهديدا استراتيجيا لها أكثر من الصواريخ التي يمكن أن تكون موجودة في سوريا. بشكل عام، في حرب الصواريخ، إذا اندلعت، لا توجد أهمية كبيرة للبعد الجغرافي، طالما أن الدولتين، إسرائيل وإيران، يمكنهما مهاجمة بعضهما عن بعد.
المشكلة الأكثر خطورة التي تشكل تحديا أمام إسرائيل هي التحالف الذي نشأ بين واشنطن وموسكو في الساحة السورية، بصورة أن إسرائيل لا تستطيع توقع دعم أمريكي إذا قررت مهاجمة سوريا. ترامب يواصل إظهار اللامبالاة تجاه العمليات العسكرية والسياسية التي لا تمس محاربة تنظيم الدولة الإسلامية، وإزاء هزائم التنظيم فإن من شأن الولايات المتحدة إعلان أن أهداف حربها في سوريا والعراق تم تحقيقها بالكامل، وأن تقوم بإخراج قواتها. إذا حدث هذا فستجد إسرائيل نفسها في عزلة سياسية، وفي حرب في ساحة حاولت منذ البداية أن لا تتورط فيها.

هآرتس  2017-11-18




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد