التعيينات مقابل التحديات!
لرئيس الأركان غادي آيزنكوت حقوق كثيرة وفضائل كبيرة: فهو قائد متوازن، موضوعي ومهني لا يتدخل في السياسة ويعمل بنشاط لإعداد الجيش للتحديات المرتقبة في الشمال وفي الجنوب. ولكن لايزنكوت أيضا نواقص ترافقه على مدى حياته العسكرية ولا سيما في مجالين: موقفه من مسألة علاقة الجيش بالمجتمع، مثلما وجد تعبيره في قضية أليئور أزاريا أم في علاقاته مع حاخامي الصهيونية الدينية التي وصلت مرة تلو أخرى إلى نقطة الغليان؛ وسلسلة طويلة من تعيينات الضباط التي أثارت العجب والنقد حتى في أوساط أصدقائه.
إن هيئة الـأركان التي يخلفها آيزنكوت، كما ينبغي القول بصدق، ليست الأكثر ألمعية التي شهدها الجيش الإسرائيلي وهذه المشكلة يجب أن تقلق كل مواطن. وبالنسبة للجولة الحالية، نبدأ بالذات بالتعيينات الأصغر: فقد أعلن آيزنكوت أن المقدم دافيد شابيرا، قائد كتيبة شمشون المعروف بشكل أكبر كقائد أليئور أزاريا في الحادثة في الخليل، سيرفع إلى منصب قائد لواء. مع أن شبيرا حصل عندما كان ضابطا شابا على وسام على أدائه في العملية في مدرسة مركاز هراف في القدس ولكن محافل في الجيش وجهت انتقادا لاذعا على سلوك كتيبته في الحدث في الخليل. وشبيرا ليس وحيدا: قائد لواء كفير أيضا، العميد جي حزوت، الذي كان مسؤولا عن الساحة في أثناء محاكمة أزاريا طرح اقتراحا إشكاليا على عائلته، رفعه رئيس الأركان إلى منصب قائد فرقة.
وعودة إلى هيئة الأركان الجديدة: عين آيزنكوت صديقه المقرب، اللواء تمير هايمن، رئيسا لشعبة الاستخبارات العسكرية «امان». وإذا لم تسمعوا عنه الكثير حتى اليوم فهذا لأنه لم يكن في ساحات القتال في حرب لبنان الثانية، في «الرصاص المصبوب»، في «عمود السحاب» وفي «الجرف الصامد». إذا صحيح، ليس واجبا على كل قائد أن يشارك في كل حملة، ولكن ينبغي التشديد على أن من رفع حتى اليوم هايمن في كل المناصب ـ من قائد لواء عبر قائد فرقة وحتى قائد منطقة ـ كان دوما آيزنكوت.
أما رئيس شعبة الاستخبارات هيرتسي هليفي فنقله رئيس الأركان إلى قيادة المنطقة الجنوبية، حيث سيجمع التجربة التي تعده للتنافس على منصب نائب رئيس الأركان. وبشكل مفاجئ، فضل آيزنكوت إرسال اللواء نداف فدان وليس اللواء اهرون حيوا للحلول محل اللواء روني نوما إلى قيادة المنطقة الوسطى. وهنا يطرح السؤال لِمَ نوما، المقاتل والقائد المقدر الذي لا يرتبط بهذه المفاسد أو تلك، لم يعين رئيسا لشعبة الاستخبارات. سؤال آخر هو لِمَ اختار رئيس الأركان تعيين حيوا لمنصب أركاني آخر بعد أن سبق أن كان رئيس قسم العمليات. إذا كان رئيس الأركان لا يرى فيه إمكانية كامنة للترفيع، فقد كان يتعين عليه أن يسرحه من الجيش، وإذا كان له أفق ترفيع ـ فقد كان من الأفضل أن ينقله إلى قيادة منطقة كي يجمع التجربة المناسبة.
وبالتوازي مع إعلان جولة التعيينات في هيئة الأركان، نشرت أمس بطاريات القبة الحديدية في منطقة الوسط خوفا من إطلاق الجهاد الإسلامي للنار. ولكن من المهم الحفاظ على التوازن: للجهاد توجد كمية معتبرة من الصواريخ ذات المدى المحدود نسبيا، والقبة الحديدية أثبتت منذ الآن 90 من مئة نجاحا في الجرف الصامد وهي تحسنت فقط منذئذ. إن التهديد المركزي يبقى في الشمال، حيث لحزب الله أكثر من 100 ألف صاروخ، الكثير منها ذات دقة ومدى عظيمين.
على هذه الخلفية، هناك ضباط كبار سابقون يعتقدون أن الجيش البري ليس جاهزا كما ينبغي لمواجهة التهديد الذي يشكله سواء حزب الله أو المليشيات الشيعية التي يستخدمها الإيرانيون في سورية. صحيح أن الصورة الاستخبارية لدى الجيش الإسرائيلي وقدرات سلاح الجو تحسنت دراماتيكيا منذ لبنان الثانية، ولكن للتعيينات في قيادة الجيش ولمستوى الجاهزية العامة معنى حرج قبيل الجولة القتالية التالية.
يديعوت 2017-11-15
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews