Date : 02,05,2024, Time : 04:21:36 PM
4627 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الأربعاء 18 ذو الحجة 1434هـ - 23 أكتوبر 2013م 02:01 ص

لماذا تركيا؟

لماذا تركيا؟
آيلين كوجامان

ليس سرا أن يكون لدى الكثير من المحافظين الجدد خطط طويلة الأمد، أو بالأحرى خطط غير سارة لمنطقة الشرق الأوسط، فلم يخف الرئيس السابق جورج دابليو بوش والمحافظون الجدد الذين أداروا البلاد آنذاك هذا الأمر على الإطلاق، وقاموا بتنفيذ مخططاتهم في الشرق الأوسط مستندين إلى عدد من الذرائع.

وعندما نتحدث عن أفغانستان والعراق، نرى أن هدفهم كان خلق حالة من الاضطراب في منطقة الشرق الأوسط. لم يتمكنوا من تنفيذ ما أرادوا، لكن يبدو أن الظروف الراهنة منحتهم بعضا مما أرادوه. ولا يوجد لدى أشخاص مثل دانيال بايبس وستيفن كوك، الذين يبتهجون لوقوع الاضطرابات في منطقة الشرق الأوسط، الذين لا يشعرون بأي نوع من الحرج في التعبير عن فرحتهم.

ورغم هذا، فإن هناك دولة تعوق إنجاز الخطط في الشرق الأوسط. وهي دولة غير متوقعة. ويرجع السبب في عدم توقعها إلى أن تلك الدولة قضت سنوات تحت حماية الغرب ووصايته. لكنها الآن تتخذ قراراتها بنفسها. وتتمدد وتتسع باتجاه الشرق الأوسط، بل حتى نحو أفريقيا الخاضعة في معظمها للهيمنة الغربية. يمكنك أن تحدد هذه الدولة على الفور من خلال النظر إلى كتابات المحافظين الجدد: إنها تركيا.

فنشرت «وول ستريت جورنال» تقريرا عن هاكان فيدان، رئيس الاستخبارات التركية، في الأسبوع الماضي، تبعه مقالة أخرى لديفيد إغناتيوس في «واشنطن بوست». ويشير التقرير إلى أن فيدان الرجل الثاني في تركيا بعد أردوغان. ويتهم فيدان بتسريب أسماء 10 جواسيس إيرانيين يعملون لصالح إسرائيل والسعي لوقف برنامجها النووي. وصور المقال فيدان أيضا على أنه متواطئ مع الجماعات المتشددة مثل «جبهة النصرة» في سياسة تركيا تجاه سوريا.

تشكل هذه الاتهامات غطاء يستخدمه بعض المحافظين الجدد الذين عارضوا الحكومة بسبب محاكمة شبكة أرغينيكون، حينما جرى الكشف عن تنظيم سري يسعى للانقلاب على الحكومة الحالية، وكذلك احتجاجات جيزي. هذه الاتهامات، تناولتها صحيفة أجنبية على نطاق واسع قائلة: «إذا كان هناك أي شخص يستحق أن يجد مفاجأة خاصة في سيارته في الصباح، فذلك الشخص هو فيدان رئيس المخابرات التركية».

وكانت هناك إشارة أخرى في إرجاء نتنياهو للاعتذار بشأن سفينة «مافي مرمرة» بسبب هذا الكشف المزعوم للعملاء في عام 2012. بيد أنه لم تكن توجد إجابة حول ضرورة الحديث مرة أخرى عن أمر مهم مثل هذا بعد مرور عام على وقوعه، حيث وقع ذلك الحادث في عام 2012.

لنتذكر أن «وول ستريت جورنال» تمثل المحافظين الجدد لأميركا وليس البيت الأبيض. ويعرف أحد كتاب هذه المقالة بأنه محلل يبذل جهودا مضنية لتشويه الاقتصاد التركي، ولا سيما عبر «تويتر». وفي حين أن الشخص قد ينتقد الحكومة التركية بشأن العديد من الأمور، فإن الاقتصاد التركي هو الساحة التي يظهر فيها أعظم نجاحات تلك الحكومة.

وفي ضوء استمرار الخلل المنطقي، اتهم فيدان في المقال ذاته بتأييد الإيرانيين، ثم بتزويد المعارضة السورية المتطرفة بالأسلحة. وهو ما يشكل مفارقة مثيرة للاهتمام!

يعلم الجميع جيدا أن تنظيم القاعدة هو أحد أعداء إيران منذ فترة طويلة، ولذلك فمن العجيب أن يدعم فيدان إيران، في حين أنه هو الداعم أيضا لتنظيم القاعدة. وفي ضوء هذا الادعاء، أفلا يجب ألا تكون الاستخبارات التركية الموالية للإيرانيين هي نفسها الداعمة لنظام الأسد بكل نفوذه؟

إن الادعاء بأن فيدان بات حجر عثرة في طريق الجهود المبذولة لإيقاف إيران عن إنتاج أسلحة نووية يعد ادعاء بعيدا كل البعد عن التصديق. ورغم تمتع تركيا بعلاقات طيبة مع إيران، ورغم رسائل السلام التي يعلن عنها أوباما وروحاني، يبدو واضحا أن إيران ستزيد من وتيرة برنامجها النووي. ومثلما ذكرت بالفعل في مقالي الذي ينشر في هذا العمود، تتمثل مشكلة إيران في طريقة تفكيرها المخيفة، لا في الولايات المتحدة أو السياسة التركية تجاه إيران.

من الواضح أن إيران تعتبر وترا حساسا. فما إن تبدأ حملة التشويه بأنه «يدعم إيران»، ستجد هذه الحملة الكثير من الدعم. لكن المزاعم متضاربة للغاية، وقدمت بصورة مألوفة للغاية، حتى إن معارضي الحكومة لن يعيروها أي اهتمام.

إذن.. ما المشكلة؟ فمن يجهلون حجم خطط المحافظين الجدد في الشرق الأوسط يبحثون عن متهمين آخرين، لكني رغم كل ذلك أرى أن جميع أصابع الاتهام تشير إليهم. فهم لا يريدون وجود دولة قوية في الشرق الأوسط، وربما كان ذلك هو السبب في اشتهار منطقة الشرق الأوسط بالانقلابات ودعم الغرب الدائم لهذه الانقلابات. ونظرا لكونها بلدا ديمقراطيا، كانت تركيا المرشح الأكثر احتمالا لكي تصبح أكثر قوة، بيد أنه كلما حدث إنجاز، فإنه يجري إيقافه من خلال الانقلابات. لكنهم الآن يتعاملون مع تركيا «مستقلة»، حيث جرى التعرف على هوية مدبري الانقلاب قبل وقوعه وجرى تقديمهم للمحاكمة. لم يعد هناك دولة سرية يمكن من خلالها تحريك تركيا بشكل سري، وهو الأمر الذي أصبح أكبر المشاكل التي تقف عائقا في طريقهم.

ونحتاج لأن نضع في اعتبارنا أيضا التصريحات التي نقلت عن مدبري الانقلاب الذي نحن بصدده بشأن الحاجة إلى الاستفادة بشكل جيد من المحافظ الجديد مايكل روبن. لكن استخدام «العصبة العسكرية» التركية المحافظين الجدد بالأمر الذي أثار دهشة أو مفاجأة.

وعلى ما يبدو فإن هؤلاء الأشخاص لم يتخيلوا على الإطلاق أن احتجاجات جيزي ستقوي حكومة حزب العدالة والتنمية.

أعتقد أن الجميع سيدرك أن أردوغان هو الهدف الحقيقي من وراء النقد الموجه لفيدان، والسبب الأساسي سياسته تجاه إسرائيل. وهذه الأحداث كانت رسالة من الولايات المتحدة الأميركية إلى أردوغان، مفادها «لقد طفح الكيل. لا تتصرفوا بشكل منفصل عنا من الآن فصاعدا».

إن تركيا، إحدى دول الناتو، تتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية بالفعل، لكن رغم ذلك، لا يمكن أن تدخل تركيا تحت وصاية دولة أخرى عندما يتعلق الأمر بالاستخبارات الوطنية.

إنني على دراية جيدة بشأن شخصية فيدان وآرائه. أعرف أن هذه الاتهامات لا تمت له بأي صلة، وأعتقد أنه شخصية عظيمة بالنسبة لتركيا. لكن تركيا تحتاج في الوقت ذاته إلى تغيير صورتها أمام العالم. وعلاوة على ذلك، يجب على تركيا التأكيد على الخطوات الملموسة التي اتخذتها باسم الديمقراطية وطبيعتها في احتضان كل الدول. كما ينبغي عليها أن تظهر نفسها على أنها دولة متحررة وصديقة، وليست دولة قمعية محافظة وعدائية. يجب أن تعرف تركيا بمدى الأهمية التي توليها للفن والجودة والعلوم والحرية والديمقراطية، لا من خلال الانقلابات والهجوم بالغازات المسيلة للدموع في الشوارع.

إن الصداقة مع دولة لا تستلزم معاداة دولة أخرى، حيث يجب على تركيا نفسها أن تنشر هذا المفهوم. وستتوقف تركيا حينئذ عن كونها تشكل تهديدا للمحافظين الجدد، كما ستصبح بمثابة الشقيق الأكبر المسالم والموحد لأشقائه.

( المصدر : الشرق الأوسط 2013-10-23 )




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :

اضف تعليق

يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد