لطلال آل الشيخ وللشبابيين
تصالان فتحتهما مع صديقي العزيز طلال آل الشيخ منذ تعيينه رئيساً مكلفاً لنادي الشباب قبل أسبوع من الآن، وهو الذي لم تنقطع اتصالاتي به منذ نحو ثلاثة أعوام إذ عملنا سوياً في أكثر من مشروع، غير أن هذين الاتصالين كانا مختلفين.
في اتصالي الأول، وكان عبر محادثة هاتفية دعوت له فيها بالتوفيق، وتحدثنا عن الفرق بين تجربتيه الأولى عام 2004 وتجربته اليوم، ولم نطل الحديث إذ داهمه في الأثناء اتصال من شخصية مهمة جداً.
الاتصال الثاني، وكان برسالة عبر تطبيق "الواتساب" في أعقاب تصريحه الفضائي الذي أدلى به بعد مباراة فريقه مع الرائد، كتبت له أقول: "حبيبي أبا تركي. تابعت تصريحك أمس، ولعلي أعرف دوافعه، لكن نصيحتي في هذا الوقت الهدوء. الهدوء. الهدوء، والبعد عن الإعلام بقدر ما تستطيع، الظروف الحالية لا تساعد على مواجهات وتعميق الخلافات، والكاسب فيها هو من يريد اشغالك عن العمل بجعلك تصطدم مع الجمهور الشبابي. فوت عليه الفرصة بإدارة ظهرك له وبالعمل".
أدرك تماماً أن طلال بمستوى من الخبرة الإدارية والإعلامية ما يجعله قادراً على التعامل مع مثل هذا الظرف، لكن حق الصداقة عليّ دفعني للتواصل معه، وأجزم بأنه يعلم واقع نادي الشباب، وخلفيات كل شيء فيه أكثر من أي أحد آخر، وقبل ذلك أعرفه ذكياً، ما يجعله قادراً على التعاطي مع المرحلة بكل توتراتها بنجاح.
في المقابل يجب على كل الشبابيين أن يضعوا أيديهم في يد رئيسهم الجديد، وأن يتوقفوا عن الانسياق خلف دعاية أن طلال ليس ابن الشباب، أو أنه أهلاوي، فتلك نكتة سمجة، فمع احترامي لمن يُسوّق لهذه الفرية أياً يكن، فطلال آل الشيخ يمنحه التزكية بشبابيته إن احتاج لها، ولا ينتظر منه شهادة، لكنه يعلم أن الهدف من فريته ليس إقناع الوسط الرياضي، فهي بمثل أن تقنعهم بأن الأمير نواف بن سعد نصراوي متستر، لكنه أراد أن يلعب على مشاعر الشبابيين في أصعب مرحلة يمر بها.
الحقيقة أن الشباب نادٍ عظيم بتاريخه، ورجاله وإنجازاته، ونجومه، وطلال آل الشيخ شخصية أثبتت حضورها داخل نادي الشباب وخارجه في مناصب قيادية متعددة، وهو يعود لناديه في ظرف غير محفز ولا مغرٍ على العودة من كل الجوانب، وقد تخلى عن مناصب عديدة امتثالاً لقرار تعيينه، ونزولاً عند الثقة به، وحباً لناديه، فلا أقل من تقدير مجيئه في هذا الظرف الذي لا يتمنى الكثيرون أن يوضعوا فيه، لأنه ليس امتيازاً بقدر ما هو محك خطير.
الرياض السعودية 2017-10-22
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews