انتهى زمن التهديد السوري
جي بي سي نيوز :- منذ نصف سنة على الأقل وإسرائيل تتجلد على نار صواريخ مضادات الطائرات السورية نحو طائرات سلاح الجو. منذ نصف سنة على الأقل وإسرائيل تهدد سورية بأنه إذا لم تتوقف النار، فإن بطاريات الصواريخ هذه ستضرب.
قاعدة حديدية في سياسة الأمن الإسرائيلية تقول إن كل منظومة مضادات طائرات «تضيء» و»تستهدف» بطاريات الصواريخ فيها طائرات سلاح الجو ـ ستدمر. فما بالك إذا ما أطلقت الصواريخ. إن التفوق الجوي الإسرائيلي، أية حرية عملها في الساحة، هو أحد النقاط الأكثر حساسية في مفهوم الأمن الإسرائيلي، ذاك الذي يضمن تفوقها العسكري.
منذ شهر آذار من هذا العام غيرت سورية سياستها في الرد على أعمال سلاح الجو في سورية: فلم تعد تتجاهل وتختبئ خلف نفي إسرائيل للهجمات، بل رد فاعل في محاولة لإسقاط طائرة مأهولة أو غير مأهولة لإسرائيل تعمل في الجبهة. وبالفعل، في أثناء هذه الأشهر اصطدمت طلعات التصوير والتجوال لسلاح الجو عدة مرات بنار مضادات الطائرات السورية. ولم تنشر إسرائيل عن هذه الأحداث ـ ربما لأسباب سياسية أمنية وربما لأنه لم تنشأ الظروف للرد بالهجوم على البطاريات ـ ولكنها نقلت إلى السوريين تحذيرات صريحة، تبين أن دمشق لم تأخذها على محمل الجد.
بعد أن تبين أن الإيرانيين أيضا لا يأخذوننا على محمل الجد (في طهران لم يتأثروا عندما أعلنت إسرائيل أنها لن تقبل قواعد إيرانية دائمة على الأراضي السورية)، لم يعد بوسع إسرائيل أن تسمح لنفسها بمواصلة التهديد من دون الرد. وأمس نشأت للجيش الإسرائيلي فرصة لتحقيق سياسة «السماء المفتوحة» والإيضاح على الطريق للإيرانيين أيضا أننا جديون تماما.
وعليه فلم تهاجم إسرائيل فقط بل ونشرت، وهكذا تخلت عن وعي عن «مجال الغموض» الذي سمح حتى الآن للرئيس الأسد بالامتناع عن رد دراماتيكي.من أصدر الضوء الأخضر للهجوم يُقدِّر على ما يبدو أن تدمير البطارية والنشر لن يؤديا بالضرورة إلى تدهور عسكري في المنطقة.
توجد هنا محاولة لإعادة الرئيس السوري إلى حجومه الطبيعية، إذ أن الأسد في الأسابيع الأخيرة يتصرف كأنه انتصر في الحرب. فجأة يخرج للصلاة بعيدا عن المنطقة الآمنة في دمشق ووزراء حكومته يجرون جولات في الجبهات وبشكل عام يشعر الحكم السوري بالانتعاش. وجاء النشر ليقول له: إذا واصلتم الاستفزاز، فسنواصل تقزيمكم.
لا يمكن أن نقطع الهجوم الجوي هذا عن زيارة وزير الدفاع الروسي، الجنرال سيرجيه شويغو، ولقائه مع وزير الدفاع ليبرمان أمس. فالإسرائيليون الذين حضروا اللقاء لاحظوا أن الوزير الروسي كان في مزاج سيئ، ربما بسبب التوقيت. فالهجوم الإسرائيلي ضد منشأة عسكرية سورية، في عمق سورية، في الوقت الذي يوجد فيه وزير الدفاع الروسي في إسرائيل، ينقل عمليا للسوريين رسالة تقول إن «روسيا لن تقف خلفكم بشكل تلقائي، وإذا اختار الأسد دهورة الوضع، فإنه سيدفع الثمن على ذلك».
بالمناسبة، ليست هذه هي المرة الأولى التي يقر فيها ليبرمان هجمات في سورية بينما يوجد في لقاءات مع الروس. فقبل بضعة أشهر أيضا، عندما التقى في موسكو نظيره الروسي، أقر هجوما. أما لرجال جهاز الأمن الذين فوجئوا فشرح يقول إن «الروس يحتقرون الضعف ولا يحترمون أولئك الذين لا يقاتلون في سبيل مصالحهم».
يديعوت 2017-10-18
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews