هل حقا بشار الأسد قوي؟
جي بي سي نيوز :- أبكر من المتوقع ومما قدرت إسرائيل، الحرب السورية الأهلية تقترب من النهاية. بشار الأسد، الشخص الذي أكثرنا تأبينه في السنوات الأخيرة صمد في هذه الحرب، بل يتوقع أن يخرج منها منتصرا. في طريقه إلى الانتصار قتل على يديه أو هرب من أمامه نصف أبناء شعبه تقريبا، لكن جيشه حافظ على جزء مهم من قوته وقدرته التي كانت لديه قبل اندلاع الحرب في الدولة.
الأسد يصمم على إعادة سورية إلى سيطرته الكاملة. هذا مرمى طموح، لكن حتى الآن تمكن من السيطرة على ثلاثة أرباع الدولة فقط، حتى لو أن هذه السيطرة غير كاملة وغير ناجعة. هذا برغم أن ربع مساحة سورية كان تحت سيطرته قبل سنة.
بشار الأسد لم يكن يستطيع تحقيق هذا الانجاز من دون مساعدة روسيا وإيران، ومن الواضح أنه تحول إلى شخص يتعلق بالمساعدة التي تمنح طهران، والأساس بموسكو، حق قول الكلمة الأخيرة. ولكن جهود بشار لإيقاف الدولة على أقدامها، وإلى جانب ذلك جهود إيران لتثبيت حضورها العسكري في سورية، وجهود موسكو لتحويل هذه الدولة إلى قاعدة روسية، لا تتناقض، لهذا ستستمر هذه الجهود بكامل قوتها.
هذه هي اللحظة التي توجه فيها بشار لدفع حسابات الماضي لإسرائيل، وفي الأساس رسم خطوطا حمرا للمسموح والممنوع، بعد أن عمل سلاح الجو الإسرائيلي في السنوات الأخيرة في سماء سورية كل ما أراد. منطق بشار واضح. حتى لو قامت إسرائيل بتدمير عدد من بطاريات الصواريخ السورية، وقد تم تدمير العشرات منها على أيدي المتمردين في الحرب، فإن إسقاط طائرة إسرائيلية واحدة سيؤدي إلى الأثر المطلوب وهو انتصار ظاهري مهم بالنسبة لبشار، إغلاق حسابات وربما أيضا رسم خط أحمر يجب على إسرائيل أن تحذر من تجاوزه في المستقبل.
الأسد لا يبحث عن الحرب، لكنه مستعد للمخاطرة ودفع الثمن من أجل تحقيق مراميه. من المهم التذكير بأن الأمر لا يتعلق بحادثة أولى من إطلاق صواريخ سورية مضادة للطائرات على طائرات إسرائيلية، لكن هذه هي المرة الثالثة في السنة الأخيرة التي يريد فيها السوريون تحدي إسرائيل.
لأن قرار إطلاق صاروخ هو قرار غير آني يتخذه قائد صغير، يمكن الافتراض أنه في دمشق وعلى أعلى المستويات قد اتخذوا قرارا للبحث عن مواجهة توفر للأسد البضاعة المطلوبة.
بشار الأسد يشعر بالراحة، ويبدو أن ثقته بنفسه عادت إليه، لكن الحديث ما زال يدور عن رئيس دولة مدمرة، يقف على رأس جيش متعب قابل للإصابة. ويمكن الافتراض أنه تنتظرنا أحداث جوية أخرى، لكن لأن بشار غير معني بالحرب الشاملة، فغن السؤال المطروح هو من الذي سيرفع يده أولا، ونحن نأمل أن يكون هذا بشار بعد أن يشعر بقوة الضربة الإسرائيلية له، وتصميم إسرائيل على عدم السماح له بإملاء قواعد لعب جديدة في الحدود الشمالية.
إسرائيل اليوم 2017-10-18
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews