المنتخب.. والفخ المخملي
لم يكن تأهل منتخبنا الوطني لنهائيات كأس آسيا المقبلة المقررة في دولة الإمارات 2019 أمراً صعباً أو عملاً مُجهِداً أو إنجازاً فريداً من نوعه، فنحن تأهلنا هذه المرة عبر ملحق التصفيات الآسيوية السهل بمشاركة منتخبات أقل منَّا في التصنيف والإمكانات، وبوجود بطاقتين في كل مجموعة.
منتخبنا لم يجد أي تحدٍ في تجاوز هذه التصفيات التي غادرها كبار القارة، وكان متوقعاً وبديهياً أن نتأهل من هذه المجموعة السهلة، ولم يكن هناك أي اختبار حقيقي يمكن قياسه إلا مباراة فلسطين التي -للأسف- خسرناها ورسبنا في اختبارها بهدفين لهدف، وبخلاف ذلك فنحن كسبنا بوتان في مسقط بنتيجة تاريخية، ثم كسبنا المالديف داخل الديار وخارجها وتأهلنا رسمياً قبل نهاية هذه التصفيات بجولتين، لا يمكن اعتبار هذا التأهل إنجازاً أو عملاً كبيراً يستحق ذلك التضخيم الذي لمسناه من البعض، فمن جهة لم نشاهد منتخبنا قوياً يقدم مستويات مقنعة، أو منتخباً صاحب هُوية واضحة وشكلٍ واضح داخل الملعب، ومن جهة أخرى لأننا شاركنا ثلاث مرات من قبل في النهائيات الآسيوية، أي أننا لم نأتِ بالجديد في موضوع التأهل، مع الإشارة إلى أن التأهل في المرات الفائتة كان بالمنافسة مع كبار منتخبات القارة، وليس في الملحق مع المنتخبات الضعيفة. صحيح أنه يسعدنا الحضور في النهائيات الآسيوية للمرة الرابعة، ولكن الإنجاز الحقيقي وما يهمنا ويسعدنا أكثر ماهية العمل الذي سنقوم به، والأهداف التي ننوي تحقيقها، والظهور الذي نتمناه، والطموح الذي سنذهب به إلى هناك. أقولها بصراحة -وأعتقد أن الكثيرين يتفقون معي- إن منتخبنا بقيادة فيربيك لم يُختبر الاختبار الحقيقي، ومن حسن حظه -المدرب- أنه جاء في هذا التوقيت، وليس من المنطق أن نقيِّم عمله أمام هذه المنتخبات التي لعبنا معها، ومن الصعب القول إنه نجح في المهمة لأن المهمات تختلف في نوعيتها ودرجات صعوبتها وقيمة المنافسين وقيمة التحدي الذي تواجهه، ولا يجب أن تغرنا “الأرقام” التي حققناها في هذه التصفيات السهلة، لأنها “ليست مقياساً حقيقياً” لعملنا. الآن على فيربيك -ومع كل الاهتمام والدعم الذي يجده- إعادة تقييم عمله وعمل من معه في الجهاز الفني، وعليه كذلك أن يقيِّم لاعبيه وخياراته التي نحترمها رغم اختلافنا في البعض منها، وعليه أن يراجع نفسه، وهل هو قادر على مواصلة المشوار وتحقيق الطموحات والإيفاء بوعوده التي قالها في المؤتمر الصحفي لإعلان التعاقد معه في ديسمبر الفائت، حين ذكر أنه يريد إعادة الأحمر إلى سابق عهده، والمنافسة على اللقب الآسيوي ولقب كأس الخليج المقبلة، وأظن أني لست في حاجة للقول بأنه لم يحقق الهدف الأول من هذه الأهداف حتى اللحظة! ومع ضبابية المشهد بخصوص إقامة كأس الخليج من عدمه فإنني أقترح في حالة تأجيل خليجي 23 تنظيم بطولة ودية دولية في مسقط، بمشاركة منتخبات قوية لتكون محكاً قوياً للمنتخب، ونستطيع من خلالها تقييم عمل فيربيك بشكل دقيق وصريح وواضح، أما بخلاف ذلك فنحن نجامل أنفسنا ونسير في مساحات ضيقة ونعيش نجاحات لا تحكي الواقع، وأرجو أن لا نقع في هذا “الفخ المخملي”.
الشبيبة العمانية 2017-10-16
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews