كوبر .. «المظلوم»
ربما يكون وصف المدرب بأنه دفاعى أو مدرب هجومى غير دقيق ، فالأوقع هو تصنيف المدرب إما ناجحا أو لم يتمكن من إدراك النجاح ( فاشل يعنى ) .. فالوصف الأول (دفاعى أو هجومى ) يستهدف شكل أداء الفريق وفق خطة مدربه ، أما التصنيف الثانى فالنتائج خلاله تتحدث عن نفسها واستمرارها على وتيرة متقاربة يعنى أنها ترتكن إلى استراتيجية لا تعترف بالحظ.
وأعتقد أن هيكتور كوبر المدير الفنى للمنتخب الوطنى الأول هو أكبر نموذج لذلك ، فالرجل خاض بمنتخبنا ٢٩ مباراة على مدار ٣٢ شهرا تقريبا ، فاز فى ٢٠ منها بنسبة نجاح تزيد على الـ ٧٠٪ ، بخلاف ٣ مباريات تعادل خلالها ، والغريب أنه سجل ٤٤ هدفا بمعدل يفوق الهدف ونصف الهدف فى كل مباراة ، مما ينفى أن فريقه عانى من العقم التهديفى ، كما أن مقارنة هجومه ( ٤٤ هدفا) بدفاعه الذى سكن شباكه ١٣ هدفا يشير إلى أين كان يسير الرجل.. مكتفيا بالدفاع أو بإيجابية هجومية وفق إمكانات فريقه.
كوبر سار على طريق ما كان لأكثر المتفائلين يتوقع أو يأمل أن ينجح فيه كاملا ، ولكنه نجح بالفعل فى كل محطاته .. فقد عاد بنا إلى نهائيات الأمم الافريقية بعد انقطاع دام ثلاث دورات متتالية ، بل وصعد إلى المباراة النهائية وسط ذهول المصريين قبل الأفارقة ، وخلالها قضى على «عقدة المغرب» التى استمرت أكثر من ٣٠ عاما ، وفى تصفيات كأس العالم تصدر مجموعته منذ الجولة الأولى ، وحقق الحلم الجميل الذى ظل بعيدا عنا طوال ٢٨ عاما لنحتفل به ومعه بالتأهل إلى نهائيات كأس العالم .
أما حكاية الأداء الممل والطريقة العقيمة والخطط الدفاعية ، فمرحبا بكل تلك الأوصاف وكل العبارات «المجعلصة» إذا كانت ستحقق للكرة المصرية ما حققه كوبر لها.
حقيقة .. فقد بت أرى كوبر مدربا مظلوما وليس مدربا منحوسا كما وصفه البعض منذ سنوات طويلة .
الأهرام المصرية 2017-10-16
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews