"عيد العرش" يغلق الحرم الإبراهيمي.. واقتحامات مهولة للأقصى
جي بي سي نيوز :- في عيد العرش اليهودي "سوكوت" شددت سلطات الاحتلال بشكل غير مسبوق من إجراءاتها العسكرية في البلدة القديمة من الخليل المحتلة جنوبي الضفة الغربية، بعد أن أعلنت إغلاق الحرم الإبراهيمي الشريف وساحاته كافة أمام المصلين المسلمين.
وبحسب الأوقاف الإسلامية فإن الحرم الإبراهيمي سيبقى مغلقاً حتى مساء الثلاثاء.
ولم يختلف المشهد كثيراً بين الحرم الإبراهيمي والمسجد الأقصى في البلدة القديمة من القدس المحتلة؛ فقد شهد الحرم القدسي اقتحامات واسعة للمئات من أنصار الجماعات اليهودية المتطرفة سواء "جبل الهيكل" أو غيرها، محاولين أداء طقوس تلمودية داخل أروقة المسجد أمام باب الرحمة.
ونفذ اليهود هذه الاقتحامات من جهة باب المغاربة، تحت حراسة شديدة من قبل شرطة الاحتلال وقواته الخاصة، وذلك استجابة لدعوات أطلقتها "منظمات الهيكل".
ما هو عيد العرش؟
ويأتي عيد "العُرْش"، المعروف أيضاً بـ"عيد المظلة" أو "سوكوت" بعد "يوم الغفران" بخمسة أيام، ويعتبر أحد الأعياد الثلاثة التي كان يحتفل اليهود بها حتى عام 1970، حيث كانوا يزعمون أنهم يقومون في هذا اليوم بحج جماعي إلى "جبل الهيكل"، ولذلك تُعرَف هذه الأعياد بـ"أعياد الحج".
ويعتبر "يوم الغفران" أقدس أعياد اليهود، وهو اليوم الوحيد الذي تفرض الشريعة عليهم صيامه، وتمنع فيه الحركة بصورة كاملة، وفيه أيضاً تشدد سلطات الاحتلال الإسرائيلي الخناق على الفلسطينيين.
وفي العام 2015 اعترفت الأمم المتحدة بـ"يوم الغفران" باعتباره عطلة رسمية، لأول مرة في تاريخ المنظمة، حيث يستطيع من يحتفل بالعيد اليهودي الحصول على يوم عطلة.
فراس الدبس، مسؤول الإعلام في إدارة الأوقاف الإسلامية في القدس، قال إن 343 مستوطناً إسرائيلياً اقتحموا المسجد صباح الاثنين، من خلال باب المغاربة في الجدار الغربي للمسجد.
وأضاف الدبس لوكالة "الأناضول": إن "الاقتحامات تمت على شكل مجموعات، بحراسة عناصر من الشرطة الإسرائيلية". وتابع: "تخلل الاقتحامات محاولات لأداء طقوس دينية يهودية، حيث تم إبعاد أحد المقتحمين عن المسجد بعد أدائه طقوساً دينية".
وكان قد أشار إلى أن ما يزيد على 500 مستوطن اقتحموا المسجد الأقصى، الأحد.
أوضاع الأقصى خَطِرة
وحذرت مؤسسات دينية في القدس المحتلة من أن الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى، قد وصلت "حداً غير مسبوق".
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، ودار الإفتاء الفلسطينية، والهيئة الإسلامية العليا، ومجلس الأوقاف والشؤون والـمقدسات الإسلامية، في تصريح مكتوب مشترك: "إن الأوضاع الحالية التي يمرّ بها الـمسجد الأقصى وصلت حدّاً من الخطورة، في تكثيف اقتحامات الـمتطرفين اليهود، من حيث التصعيد ما لا يمكن وصفه، أو مقارنته بما مضى من أوضاع ومخاطر مرّ بها الـمسجد قبل ذلك".
وقال بيان المؤسسات الدينية: "إن الـمسجد الأقصى الـمبارك، هو مسجد إسلامي، ويهم كل مسلم على وجه هذه البسيطة، ومسؤولية حمايته والدفاع عنه هي مسؤولية الأمة العربية والإسلامية، حكاماً ومحكومين، ولا يمكن إعفاء أحد من هذه الـمسؤولية".
سلوك عنصري
من جهتها اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أن الإجراءات الإسرائيلية بحق المقدسات الفلسطينية "سلوك عنصري تسعى من خلاله لفرض وقائع جديدة".
وقال المتحدث باسم الحركة، عبد اللطيف القانوع، في تصريح لوكالة "الأناضول": إن "هذه الاقتحامات المتكررة من قبل المستوطنين، وإغلاق الحرم الإبراهيمي بحجة الأعياد الإسرائيلية، تعكس تطرف حكومة الاحتلال الإسرائيلي".
وأضاف القانوع: إن "هذه الإجراءات الإسرائيلية برهنت فشل مشروع التسوية مع إسرائيل، وكل من يراهن على إحيائه فهو واهم". ورأى أنها تمثل "تحدياً للمجتمع الدولي"، وطالب "بالعمل على إيقاف إسرائيل عن إجراءاتها العنصرية بحق المقدسات الفلسطينية".
ودعت الحركة في تصريح للقيادي أيمن أبو خليل، لـ"شد الرحال إلى المسجد الأقصى، والتصدي للانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة بحق المقدسات".
وجدير بالذكر أن إجراءات الاحتلال طالت الفلاحين الفلسطينيين في سبسطية الواقعة في محافظة نابلس؛ إذ تم طردهم من أراضيهم رغم بدء موسم قطف الزيتون، واحتلوا عدداً من أسطح المنازل في القرية بحجة توفير الحماية للمستوطنين.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews