حزب العمل واستحالة العودة إلى الحكم
جي بي سي نيوز :- قال لي مؤخرا أحد أصدقائي إن استقالة البروفيسور تريختنبرغ والدكتور اريئيل مرغليت من الكنيست هي فعليا ترك لحزب العمل، تشبه حسب رأيه سقوط الأدوات من صندوق العدة للرئيس الجديد آفي غباي. المنتقدون يقدرون أن استقالاتهم جاءت بسبب تقديرهم الحكيم، كما يبدو، لاحتمال انتخابهم ثانية لحزب العمل في الكنيست. حسب رأيي، الوضع ليس كذلك. يوجد احتمال جيد لمرغليت وديختر للفوز بثقة أعضاء حزب العمل وأن يجدا أنفسهما في أماكن محترمة ومضمونة في قائمة الحزب في انتخابات الكنيست الـ 21.
استقالات مشابهة لأعضاء كنيست لهم شعبية وخبرة مهنية مر بها حزب العمل. اثنان من المستقيلين في منتصف الولاية كانا البروفيسور دافيد لفائي والمحامي موشيه شاحل. كلاهما وزيران سابقان غادرا الكنيست بعد خسارة شمعون بيرس في الانتخابات. اليوم يشبه الأمس، الاستقالات لم تأت على خلفية اختلاف الآراء مع رئيس الحزب والعامل الحاسم في الاستقالة بالتأكيد لم يكن الاعتقاد أنه يمكنهما تقديم أكثر للحزب من الخارج.
ليسمح لي لفائي وشاحل ـ هما والمستقيلان الحاليان، مرغليت وديختر، تركا مقاعد المعارضة وعادا إلى عملهما السابق لأنهما فقدا حسب رأيهما الإيمان بأن حزب العمل يمكنه تجديد ثقة الجمهور بطريقه. بكلمات أخرى، العودة إلى الحكم.
برغم الأقوال المنمقة والمحترمة «اخترنا تنفيذ إرادة الجمهور من موقع المعارضة»، هناك من (ربما الأغلبية) يتذكرون أن المعارضة لا يتم اختيارها. المعارضة يتم إرسالها. الأشخاص الذين لديهم قدرة نوعية يأتون إلى السياسة من أجل العمل وليس التحدث (هكذا يرون الكنيست). من أجل أن ينفذوا لا أن يتجادلوا. من جهتهم، الجلوس في المعارضة هو تضييع للطاقة، إذا لم يكن تضييعا للوقت. لقد تركوا عملهم الممتع من أجل قيادة الدولة، من أجل إصدار القرارات وتنفيذها بشأن القضايا الأساسية التي تشغلها: الأمن، المجتمع، الاقتصاد والقضاء. لقد دخلوا إلى الجهاز السياسي ـ الحزبي من أجل وضع سياسة وطنية. لقد جاءوا كي يصبحوا وزراء وليس أعضاء كنيست.
عندما توصلوا إلى استنتاج أنه قد حكم عليهم بأربع سنوات أخرى من المعارضة العقيمة؛ ليس فقط أربع سنوات من التنافس على من سيقدم أولا اقتراحا لجدول أعمال لا يصغي إليه أحد، ليس أربع سنوات أخرى من الركض وراء المراسلين من أجل أن يحظوا بسطر في أسفل الصفحة 27 من الصحيفة، حيث يكون واضحا لهم أنه من أجل تحقيق إنجاز هذه المهمة المشكوك فيها، يكون عليهم استثمار موارد كثيرة وجهود كبيرة للحصول على بضعة أصوات أخرى من ناخبي الحزب ـ قرروا أن هذا يكفي، حان الوقت للعودة إلى حقل تخصصهم المهني، ترختنبرغ في الاقتصاد ومرغليت في المشروعات الاقتصادية والاجتماعية. هنا في الحقل المهني يشعرون براحة. هذا هو الملعب المعروف لهم، هنا سينجحون في تحقيق الإمكانات الكامنة فيهم.
هناك ملحوظة واحدة تفرق بين الاستقالات السابقة والاستقالات الحالية: مرغليت وترختنبرغ مثل المستقيلين السابقين هما من رجال حركة العمل الذين يؤيدون قيمها الأساسية. في السابق كان سؤال في أي اتجاه يسير الحزب وما هو شكله وما هي قيمه التي يقود إليها ـ كان سؤالا واضحا. الآن، بعد أن اختار أعضاء الحزب موقفا لا صلة له بماضي الحزب وحملته ونهجه (ربما كان في ذلك ميزته) فإنه أضيف لترختنبرغ ومرغليت،حسب تقديري، صعوبات إضافية. أيضا التفكير بأنه حكم عليهما باربع سنوات من المعارضة، وكذلك عدم معرفة إلى أين يسير رئيس الحزب، كان كما يبدو بالنسبة لهم كثيرا إلى درجة ما. في الأساس، حيث يكون لهما ما سيعودان إليه.
اسرائيل اليوم 2017-10-09
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews