أشقاء «سوبر»
تجربة الاتحادين الشقيقين بإقامة أول كأس سوبر في كرة اليد من خلال مباراة كأس السوبر البحريني الإماراتي لكرة اليد أمس، التي جمعت فريقي النجمة البحريني والشارقة الإماراتي، إذ أقيمت في نسختها الأولى بعد اعتماد الفكرة رسميا، وذلك في إطار العلاقات الكبيرة التي تربط الاتحادين، وفي ظل التنسيق القائم والمستمر في تفعيل الشراكة بالمبادرات الإيجابية التي تخدم اللعبة وتصب في صالح كلا الطرفين.
هذه الفكرة نابعة عن عمق العلاقة القوية التي تربطنا بالأشقاء السوبر، إذ تعجبني في الرياضة البحرينية العريقة أنها أعطت المباراة طابعا مهما، فحضرتها القيادات الرسمية في المملكة؛ لأنها مبادرة إنسانية في المقام الاول ذات بعد اجتماعي خاصة بين أفراد الاسرة الرياضية في البحرين التي لها تاريخها الحافل، وهي رائدة في هذا المجال؛ علما وثقافة وتربية ورياضة منذ عشرات السنين، ولكن للأسف بدأت الحياة الرياضية الاجتماعية تندثر بين افراد المجتمعات الخليجية بسبب الاعتماد على البطولات الرسمية فقط، إلا أن أهل البحرين يبقون أوفياء، فهم دائما ما يقدمون النماذج الجميلة، فنحن لا ننسى للأشقاء دورهم معنا رياضيا وإعلاميا وتربويا وثقافيا، فمثل هذه المبادرات «السوبر» تتطلب المزيد على مستوى رياضتنا. أقول بكل صراحة إن مثل هذه الأجواء الاخوية السارة الجميلة من شأنها رفع مستوانا الفني عبر هذه المبادرات الطيبة؛ لأنها تمثل عبق الزمان وتاريخ المحبة والعطاء بيننا.
هي ظاهرة تسجل للرياضة في البلدين، إذ جاءت الفكرة من الزميل المعلق جعفر الفردان، فلم يتاجر الاتحاد أو يسرق الفكرة بل نسبها إلى الإعلامي نفسه، وقد نقلت المباراة على خمس قنوات رياضية، وأدارها طاقم حكام من السعودية وأشرف عليها الاتحاد الآسيوي للعبة، كما وافق اتحاد الكرة الإماراتي على إدارة حكامنا للكرة تجربة المنتخب السعودي الودية استعدادا لمونديال روسيا.
فخور بما قدمه رجالات البحرين للرياضة، فلهم التحية، ومن الوفاء نذكر أن المدرسين الأوائل من أبناء البحرين جاؤوا إلى الإمارات وأسهموا في وضع اللبنة الأولى في مجالات التربية والتعليم والتدريس، والاعلام والرياضة، بل إنهم أسهموا في تشكيل بعض الأندية.
حان الوقت لنقول للجميع «شكرا»، وعبر هذه المساحة، إذ نتذكر عددا من المدرسين البحرينيين، جاؤوا إلى (هنا) بعد أن تولى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي عام 1968. كما أسهم عدد من أبناء البحرين في فوز فريق الخالدية سابقا «الجزيرة حاليا» ببطولة كأس الشيخ زايد عام 71.
هذا على سبيل المثال فقط، فقد كنا نأتي بالملابس الرياضية والأدوات، إلى جانب الدور المهم الذي كان يلعبه المدرس البحريني وإحضاره بعض المعدات الرياضية من بلاده عقب عوته من الإجازات السنوية، فمن الواجب أن نتذكر تلك الأيام الجميلة، فهنيئا لنا بمثل هذه الخطوات التي تزيد من الألفة وتبعد الحساسية، فلا غالب بيننا ولا يهمنا الكأس.. والله من وراء القصد.
الأيام البحرينية 2017-10-09
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews