"الأخضر" في قلب القائد الوالد
سيظل الخطاب الذي ألقاه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان في حضرة أفراد المنتخب السعودي المتأهلين لكأس العالم في روسيا خالداً، ففي كل مفردة فيه معنى سامٍ، وفي كل جملة مغزى بعيد.
تتجلى قيمة خطاب خادم الحرمين الشريفين المرتجل في تعاطيه مع الإنجاز بحس عميق يرقى به عن كونه إنجازاً رياضياً مجرداً، وإن كان بمستوى التأهل لكأس العالم، إلى النظر له باعتباره انتصاراً عالمياً للوطن، وإنجازاً دولياً لإنسان هذه الأرض، وهنا يحق للسعوديين، الفخر مرتين، الأولى ببلوغ العالمية مجدداً، والأخرى باستشعار الفخر بهم من قائد مسيرتهم.
حين يقول خادم الحرمين الشريفين والسعادة ترسم خطوطها على محياه: "يسرني أن أكون معكم في هذا اليوم وأنتم تمثلون بلدكم الذي نتشرف بتمثيله كقبلة للمسلمين ومنطلق العروبة"، فهو بذلك يرفع من مكانة الرياضي السعودي، إذ يراه مصدر تشريف لوطنه العظيم بما يمثل من قيمة إسلامية وعروبية.
يظهر استشعار قيمة المنجز وعظمته في قوله حفظه الله: "فوزكم مكسب لبلدكم، وليس من السهل الوصول لهذا الحدث، وأنتم تستحقون، ومحبكم يغبطكم على هذا وحاسدكم سيزيد حسده لكم"، فأن يشير حكيم الأمة بأن إنجازاً كإنجاز بلوغ كأس العالم قد يغبطنا عليه محبونا، وأن يحسدنا بسببه حاسدونا، فهو -لعمري- إنجاز لا يستحق الفرح وحسب، بل التباهي.
الروح الأبوية كانت حاضرة بكل عمقها في استقبال القائد الوالد لأبنائه حين خاطبهم بقلب يفيض حناناً: "اعتمدوا على الله قبل كل شيء، واعملوا جهدكم كله، والعلم عند الله. أتمنى لكم التوفيق، وأن تعودوا لبلدكم سالمين"، تلك الكلمات وإن صدرت عن قائد مسيرة يرنو إلى تحقيق الإنجاز تلو الإنجاز لبلده، إلا أنها خرجت مسبوقة بزفرات الأب الحاني على أبنائه، الذي يظللهم بالدعاء في كل حين.
الزاوية الأجمل في هذا المشهد الذي جمع خادم الحرمين الشريفين بأبنائه أفراد المنتخب بما حوى من إنجاز كبير، واستقبال حافل، وتكريم سخي، وتوجيهات ضافية هي أن كل ذلك حدث ونحن نحتفل بذكرى اليوم الوطني المجيد، لتكتمل الفرحة، وليكون هذا الإنجاز عرساً وطنياً بامتياز.
الرياض السعودية2017-09-25
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews